الاثنين ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٥
بقلم فاروق مواسي

تذكير لغوي (15)

نقول : الـقِـدْ ح المعَـلّـى (وليس القَـدَح...)
والتعبير بمعنى: الحظ الأوفر.

هناك من يعمد إلى الفصيحة، وحسنًا يفعل!
ولكنه يحسن أكثر إذا دقق ولفظ الكلمات بصورة صحيحة، فهذا محاضر يجيد العربية عادة أجده يخطئ في لفظ (القدح المعلى) فيجعلها القَدَح، وهذا شاعر نشر في عدد أخير من فصل المقال قصيدة بعنوان (القّدّح المعلى)، ويستخدمها أكثر من مرة في القصيدة من قبيل التكرار.
وبسبب تكرار الخطأ أراني مسوقًا للتصويب.

التعبير الصحيح: القِـدْح المُعلّى، فالقِدح هو السهم، وجمعه القِداح، وكان القِدح يستخدم في الجاهلية في الميْسِر.
أما القَدَح فهو الإناء الذي يستخدم للشراب.

أما (المعَلّى) فقد ورد في (لسان العرب) أنه "القِدْح السابع في الميسِـر، وهو أفضلها، إذا فاز حصل سبعة أنصباء من الجَزور....".

يقول أبو فراس الحمْداني (بتسكين الميم):
لسيف الدولة القِدْح المعلّـى *** إذا استبق الملوك إلى القِداح

الشيء بالشيء يُذكر:

أضحكني مذيع في إذاعة القاهرة وهو يطالبنا في زاويته اللغوية (قل! ولا تقل!) أن نقول: حظي الفريق الرياضي بقَـدَح، ولا يجوز في رأيه أن نقول بكأس،
والسبب في تفسيره أن القدح في كتب فقه اللغة لا يكون إلا فارغًا، وأما الكأس فيكون فيها شراب، ونحن لا نقدم للفريق كأسًا ممتلئة.

وجوابي لحضرته أننا في لغتنا نستخدم المجاز والاستعارة، فالكأس ممتلئة بالثناء والإطراء والإعجاب، فهي أيضًا ذهبية أو فضية، ولغتنا اليوم استخدمت الكأس بحالتيها، فلا بأس!
بل لا يليق لفظًا أن نقول "نال اللاعب قدَحًا"!!
تخيلوا لو قلنا ذلك!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى