الأربعاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم فاروق مواسي

في ذكرى المجزرة

العار على المعسكر الصهيوني بقلم يهودا مور - ريشون لتسيون هآرتس عدد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥ ص ١٩.

في التاسع والعشرين من أكتوبر 1956 قامت شعبة من حرس الحدود بمجزرة نفذتها في أهالي كفر قاسم،
أعدم خلالها تسعة وأربعون من سكان القرية، بينهم تسع نساء وسبعة عشر من الأطفال والفتية .
كانت الضحايا من القرويين الذين عادوا من العمل إلى بيوتهم، ولم يكونوا يعرفون أن منع التجول الدائم
في كل ليلة قد جرى تقديمه ذلك اليوم بدءًا من الساعة الخامسة.
أعدمت الضحايا في مجموعات صغيرة تبعًا لوصول كل فرقة إلى القرية.
كانت الفرقة الأخيرة مؤلفة من خمس عشرة امرأة ، وفي كل منهن حرص المنفذون هذه المرة أن يقوموا بالتأكد من القتل.

حاول دافيد بن غوريون أن يخفي الفعلة عن الجمهور. ولما فشل في ذلك بادر إلى عقد محكمة عسكرية لمحاكمة من قاموا بالمجزرة، وفي أعقابها حكم عليهم بالسجن.

إن معاملة الدولة لمن نفذ المجزرة نلمسها في شكل العقوبة التي نالها المجرمون، إذ سرعان ما حصلوا على تقليص من مدة السجن ثم على العفو، وبعد سنتين كان كل منهم في بيته. ولم تكتف حكومة إسرائيل بذلك فقد أعادت لكل متهم درجته العسكرية التي نزعت منه إثر المحكمة، بل عين هؤلاء في مناصب مرموقة، نحو إدارة شركة الكهرباء أو في الفرن الذري، علمًا بأنه لم يبد أي من المتهمين ندامة ما على فعلته، بل سوغوها بذرائع مختلفة.

هذه هي معاملة حكومة إسرائيل الحقيقية حينذاك، وكل كلمة أخرى ستكون زائدة.
واليوم تأتي وريثة مباي التاريخية المسئولة عن الإجحاف المريع هنا لتضيف خطيئة إلى الجريمة.

السيد يتسحاق هرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني حظر على أعضاء كتلته البرلمانية أن يصوتوا مع مشروع قانون يدعو حكومة إسرائيل إلى أن تعترف بمسئوليتها عن المجزرة، وإلى أن تدرس للطلاب، وأن يدعم تخليدها واستذكارها ماليًا.
وسبب الرفض حسب المنطق الهرتسوغي " أن المشروع واسع للغاية حسب رأينا."

ولأن هرتسوغ كان قد صوت مع قوانين مشابهة فليس في تقديري أن مسألة الاتساع هي التي كانت أمام عينيه، بل هو التقليل من أي دعم لموقف العرب أيًا كانوا: فلعله يستجمع بعض الأصوات الانتخابية جراء ما فعل.

أشعر بالخجل الشديد أمام هذه الانتهازية المنحطة- هذه التي تميز أعضاء المعسكر الصهيوني ومن يرأسه.
لا شك أن ما قام به هرتسوغ ليس إلا دق مسمار إضافي في عريشة على شفا سقوط هذا الحزب.

ملاحظة للمترجم:
نسي الكاتب قرش شدمي، فالمحكمة التي ذكرها حكمت على شدمي أحد المتهمين بالغرامة وقدرها قرش واحد، وقد ذكرت ذلك في قصيدتي (يستهان المسرح) - عن المجزرة الرهيبة، فقلت:
ما نسينا قسمًا
قرش شدمي يفضح

ومن المهازل أن أحدهم عين في اللد والرملة في وظيفة تتعلق أيضًا بالسكان العرب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى