الأحد ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

معادن الشدائد

الحياة حافلة بالأضداد ويمر الإنسان بصفة خاصة والدول بصفة عامة بظروف وشدائد وهنا يظهر المعدن للأصدقاء والشعوب وعلى مدار السنوات القليلة الماضية مرت مصر بإحداث غير مسبوقة أظهرت الدول الصديقة والأخرى المتآمرة ومن الدول التي تدعم مصر روسيا أو الاتحاد السوفيتي والتاريخ أكد أن كل المشروعات المصرية الناجحة كانت وفقا للتعاون مع هذه الدولة الصديقة ونذكر هاهنا أن المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس في عام 1952 تقدم إلى قيادة الثورة بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه وفي 18 أكتوبر في ذلك العام بدأت الدراسات واستقر الرأي على أن المشروع قادر علي توفير احتياجات مصر المائية وفي أوائل عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع وقامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته في شهر ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ. طلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع وأقر البنك الدولي جدوى المشروع فنيا واقتصاديا وفي شهر ديسمبر عام 1955 تقدم البنك الدولي بعرض لتقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد ولكنه سحب عرضه في 19 يوليو عام 1956 بسبب الضغوط الاستعمارية وفي 27 ديسمبر1958 تم توقيع اتفاقية بين مصر والاتحاد السوفيتي لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد وفي شهر مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوى واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد وفي ديسمبر تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.

بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي من السد في 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 مترا وفي 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية الاتحاد السوفيتي لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد وفي منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجرى النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة وفي المرحلة الثانية تم الاستمرار في بناء جسم السد حتي نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء وفي شهر أكتوبر عام 1967 انطلقت الشرارة الأولي من محطة كهرباء السد العالي وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968 وفي منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع وفي 15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي.

أيضا من المواقف المشرفة للاتحاد السوفيتي والداعمة لمصر نذكر أيضا أنه في يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1973 الموافق الثالث عشر لشهر رمضان 1393 هـ عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً لبحث الموقف فى الشرق الأوسط فى ضوء تطور القتال على أرض سيناء بين مصر وإسرائيل واستمرت الجلسات 3 ساعات وانسحب المندوب السوفيتى أثناء إلقاء كلمة ممثل إسرائيل صائحاً خلال انسحابه : ( إننى لا أستطيع البقاء هنا للاستماع إلى عزاء ممثل القتلة وقطاع الطرق ) ووصف الغارات الإسرائيلية بأنها : ( من أعمال العصابات الدولية ) ووصف زعماء إسرائيل بأنهم ( مجرموا حرب ) وخلال الأيام الماضية أعلنت روسيا إنها مع مصر في حربها لدحض الإرهاب وكل متآمر فتحية إلى هذه الدولة الصديقة الصادقة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى