الاثنين ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

ياساكنى مصر

مصر هى الوطن والسكن .. مصر هى درة الأمم وتاج العلا .. وقد ذكرها المولى عز وجل في كتابه الحكيم .. القرآن الكريم .. معجزة نبيه ورسوله محمد صل الله عليه وسلم في أكثر من آية نتعبد بها حتى تقوم الساعة .
كل من قصد مصر من الأنبياء والرسل والسلف الصالح وعلماء التاريخ والنفس والاجتماع والساسة أوصوا بها وبشعبها خيرا وفي هذا الصدد أذكر ما جاء فى وصية الحجاج بن يوسف الثقفى إلى طارق بن عمرو حين صنف العرب حيث قال عن المصريين : ( لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتله الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها ، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار أجف الحطب ، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ، ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم .. فأنتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثا .. نساؤهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها .. أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم .. دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك ، وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله )
أيضا قال اليوزباشي ( النقيب ) تورمان ذلك الشاب الالزاسي الذي كُلِفَ من قبل بونابرت باقامة التحصينات علي طول الساحل المصري الشمالي وعاش فترة من عمره في منطقة براري الحامول وبلطيم والبرلس ودسوق وفوه : ( إن المصريين أهل مرح وإشراق ... يأسرك لطفهم وإذا تعمقت الملاحظة أدركت رقة شعورهم وتوقد ذهنهم الذي يفوق ما نلاحظه في فلاحينا ...أما السمعة اللاصقة بهم في أوروبا عن ضراوتهم فإنها أثر من آثار غضباتهم السريعة ... فطويتهم سليمة وطباعهم كلها دماثة ...إن الجو المحيط بهؤلاء الناس يفيض بنفحات الحضارة )

أذكر أيضا أن أمير الشعراء أحمد شوقى فى عام 1917 أرسل من منفاه إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم ثلاثة أبيات جسد فيها شوقه وحنينه إلى مصر ممثلة فى نيلها العظيم كما جسد قسوة ولوعة الفراق والبعد عن أرض الوطن .
قال أحمد شوقى :

يا ساكنى مصر إنا لا نزال على
عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم
شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة
ما أبعد النيل إلا عن أمانينا .

فرد عليه حافظ إبراهيم بأبيات مماثلة فى الجمال حيث قال :

عجبت للنيل يدرى أن بلبله
صاد ويسقى ربا مصر ويسقينا (1)
والله ما طاب للأصحاب مورده
ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم تنأ عنه وأن فارقت شاطئه
وقد نأينا وإن كنا مقيمينا .

في عام 2015 زار النجم الهندى العالمى أميتاب باتشان مصر وفي مقابلة معه قال : هذه زيارتي الثالثة لمصر وفي كل مرة أجد حب الجمهور المصري لي في يزداد ولا أجد تفسيراً لسر هذا الحب المُتبادل بيني وبين الشعب المصري إلا عظمة وعراقة وحضارة هذا الشعب العظيم وأدركت صحة العبارة التي تؤكد على أن من يشرب من مياه النيل يعود إليها وهو ما حدث معي وأني سعيد بهذا الأمر.

أضاف النجم العالمي : بعد أن زرت مصر في المرة الأولى وانبهرت بها وأصريت على اصطحاب أولادي معي في زيارتي الثانية في فترة التسعينات وأثناء إطلالي على نهر النيل تمنيت أن أعيش تجربة الرحلة الطويلة عبر نهر النيل والاستماع بتاريخ هذا النهر العظيم.

قبل أن نفترق أقول : ياساكني مصر .. حافظوا عليها .. كونوا حصنها المنيع لدحض من يتآمر عليها .

الصادى : الظمآن .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى