الخميس ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
علي الوردي : (42)
بقلم حسين سرمك حسن

دعوة إلى تبسيط اللغة العربية

الدعوة إلى تبسيط قواعد اللغة العربية:

(( إن آراء الدكتور علي الوردي التي طرحها في كتابه ( أسطورة الأدب الرفيع ) جديرة بأن تُنشر في مصر ويستمع لها المحافظون والمجددون على السواء. إن جهد المؤلف بهذه الآراء مناسبة – محبوبة أو مكروهة – للبحث في هذا الجانب الاجتماعي الذي ينبغي أن يتهيأ الأدب للوفاء بها ))

( أمين الخولي )

يمكننا القول إن الوردي كان من أصحاب الدور الريادي في العراق في الدعوة إلى تبسيط قواعد اللغة العربية ومراجعة الأركان التي تقوم عليها من نحو وقواعد وإملاء وطرق تدريس. وحين أقول إنه "من بين أصحاب الدور" فذلك لأن هناك من سبقه في العراق حيث دعا ساطع الحصري والدكتور أحمد عبد الستار الجواري وغيرهما إلى تبسيط قواعد اللغة قبله، وعلى المستوى العربي سبقته دعوات من قبل دعوة إبراهيم مصطفى في كتابه ( إحياء النحو ) (ولدينا عليها ملاحظات) ولطفي الخولي في مقالات كثيرة.

ومن المهم هنا ملاحظة قصدية الوردي في مشروعه المنهجي هذا. تبدو هذه القصدية في جانبين: الأول هو أنها كانت سمة من سمات مشروعه التنويري منذ السنة الأولى التي وصل فيها إلى العراق عائدا من الولايات المتحدة، والثاني يتمثل في المثابرة على الطرق على هذه الموضوعة عقودا طويلة.

ازدواج اللغة من أسباب ازدواج الشخصية:

في عام 1951، وفي محاضرته الشهيرة "شحصية الفرد العراقي"، طرح الوردي مشكلة ازدواج اللغة كعامل مهم من عوامل ازدواجية شخصية المواطن العراقي وذلك من خلال الفرق الكبير بين اللغة العامّية واللغة الفصحى، أي بين لغة الأعمال اليومية، ولغة الكتابة والخطابة. فالمواطن يستخدم العامّية في البيت والشارع والمقهى والدائرة الرسمية وغيرها في حين أنه يستخدم الفصحى في دروس النحو وفي الخطابة والكتابة الصحفية والمكاتبات الرسمية. وبذلك، كما يرى الوردي، ينشأ الفرد العراقي ويترعرع على نمطين من التفكير من خلال القاعدة التي ترى أن التكلم والتفكير شيء واحد، الأمر الذي يجعل له سلوكين وشخصيتين.

وقد طرح الوردي أيضا، وبجرأة، فرضيّة أن اللغة العربية هي نتاج بيئة البداوة وأن من وضع قواعدها ونحوها الذي هو كما يصفه أصعب نحو خلقه الله، أناسٌ كانوا يريدون التقرّب من الأمراء والسلاطين والذين أسماهم "نُحاة السلاطين" على غرار "وعاظ السلاطين" و "شعراء السلاطين" و "نقّاد السلاطين"، ولهذا فقد أصبحت لغة الأبراج العاجية التي تهتم برفع الفاعل ونصب المفعول به وجر المضاف إليه وكلها أمور لا صلة مباشرة وحيوية لها بشؤون الحياة اليومية للناس، ولذلك نجد الناس يعزفون عن الفصحى في تعاملاتهم الحياتية.

إن الفصحى، حسب الوردي هي لغة حماسة أولا، ولغة بطر وقلة أشغال ثانيا. وينتقل الوردي من هذه الإشارة إلى استنتاج يرتبط بـ " العقلية الشعرية " المسيطرة على الثقافة العربية وإن لم يسمّها مباشرة إلا في مرحلة لاحقة حيث يرى أن انشطار حياة المواطن إلى عالمين منفصلين: عالم اللغة الفصحى التي تزخر بتمجيد المثل العليا والمباديء السامية، وعالم اللغة العامية - السوقية حسب وصفه - التي كانت تزخر بمشاكل الحياة وبزفرات الأنين من ظلم الحياة والطغاة قد أوصلنا إلى مأزق خطير:

( فالمستمع العراقي بصورة خاصة، والعربي بصورة عامة، قد يستهجن خطبة إذا كانت غير رنانة، أي غير نحوية أو فصيحة، رغم ما فيها من فوائد علمية عظيمة. إنه إذن داء عام توارثناه كما توارثنا غيره من أدوائنا الراهنة، وهو سبب كبير من أسباب ازدواج الشخصية فينا ) (306 ).

وقد أنهى محاضرته بنداء قال فيه:

( تحدّثوا كما تخطبون، واخطبوا كما تتحدثون. أتركوا ما ابتدع سيبويه ونفطويه، والحريري والهمذاني من لغو باطل وقيود لا فائدة منها ).

وفي كتابه الأول: " خوارق اللاشعور – 1954 " يخطو خطوة أخرى مستعينا بنظرية العالم " فبلن " – كما بيّنا في الحلقة السابقة - يبين فيها أن الطبقة الفراغية المترفعة على الطبقات المسحوقة هي التي تعقّد قواعد اللغة، والتي سمّاها بـ " اللغة الاستحواذية " - لتعزز ترفّعها وتزيد من المسافة الفاصلة بينها وبين الكادحين الذين لا وقت فراغ لهم يتلاعبون فيه باللغة وتعلّم قواعد الصرف والنحو وأفانين اللغة العسيرة. وهو يرى أن الجامعة من خلال بعض الأساتذة في كليات بغداد قد صارت برجا عاجيا لهذه اللغة الاستحواذية الفراغية.

الدعوة إلى استخدام "اللغة الفصحى المبسّطة":

لكنني أعتقد أن الجهد الذي يستحق وقفة خاصة في هذا المجال هو كتاب الوردي: " أسطورة الأدب الرفيع " – 1957، فهذا المؤلف مُسخّر بأكمله لهذه المعضلة المركزية في الثقافة العربية وهي معضلة تبسيط اللغة العربية. يدعو الوردي أولا إلى تبسيط لغة الكتابة وإلى تجريدها من الزخرفة والحذلقة اللتين اتصف بهما الأدب العربي القديم. فنحن- كما يقول - نكتب الآن للجمهور لا للطبقة الخاصة. كما أن الحياة الجديدة تقضي علينا أن نغير أسلوب لغتنا كما غيرنا من أسلوب مساكننا وملابسنا وغيرها. وليس من المعقول أن يحمل القاريء قاموسا معه لكي يفهم كل كلمة يطرحها الكاتب:
( فوقت القاريء اليوم أضيق من أن يبذره في ذلك. وإن نحن أصررنا على التعالي عليه بأسلوبنا اضطر إلى تركنا وإلى البصاق علينا ) (307).

وينتقل الوردي إلى الردّ على تهمة - والتهم الموجهة إلى الوردي لا تنتهي وسنتناولها في حلقة مقبلة - تتعلق بدعوته إلى تبسيط اللغة، وهي تهمة معاداة القومية العربية، ومحاولة تمزيق شمل الأمة العربية، من خلال استهداف الأداة التي توحّد أبناءها وهي اللغة العربية، وذلك من خلال اعتقاد البعض، ومنهم – ويا للغرابة - الدكتور عبد الرزاق محيي الدين الذي يضع قبل استنتاجه حرف " لعل " – أن الوردي إنما يدعو إلى استخدام اللغة العامية وإحلالها محل الفصحى. وهو أمر غريب لأن الوردي كان ضد العامية. بالعكس فهو يرى أن أي كاتب عربي، ولكي يضمن رواج كتبه، عليه أن يبتعد عن العامية لأن اللهجات العربية متعددة ومتنوعة وإذا استعمل الكاتب واحدة منها قلّ قراؤه من أصحاب اللهجات الأخرى وبار سوقه. إنه لا يدعو إلى استخدام اللغة العامية ولكن إلى إشاعة لغة جديدة سماها: " اللغة الفصحى المبسطة ":

( يجب أن لا ننسى أن هناك فرقا كبيرا بين اللغة المبسطة واللغة العامية من الناحية الاجتماعية. فاللغة العامية لا يفهمها جميع الناطقين بها. أما اللغة الفصيحة المبسطة فهي التي يفهمها جميع العرب في كل أقطارهم (... ) إن اللغة ركن من أركان القومية العربية الطالعة. فهي الرباط الذي يجعل العرب في شتى أقطارهم يشعرون بأنهم أمة واحدة. ومن الصعب أن يتحد العرب بعواطفهم وأفكارهم دون أن تنتشر بينهم لغة مبسطة يستطيعون التفاهم بها. والمظنون أن العرب سائرون في هذا السبيل حثيثا، رغم أنف المتحذلقين ) (308 ).

لماذا يفقد الأدب العربي قيمته حينما يُترجم ؟

إن هذا اللعب اللفظي الفصيح والاهتمام الشديد به هو الذي جعل الأدب العربي عسيرا على الترجمة من ناحية، ولا يقدم للقاريء الأجنبي ثراء مضمونيا كبيرا من ناحية أخرى. فـ:

( عندما تترجم روائع الأدب الغربي إلى اللغات المختلفة لا تفقد من قيمتها إلا قليلا. ذلك أنه أدب حرّ يخاطب الإنسانية في كل مكان فهو لا يتقيد بقيود النفس أو المجتمع أو الحضارة ولا يتأثر بعنجهيتها الخاصة. ولهذا تراه حبيبا إلى كل قلب منتشرا في جميع الأمم. فنحن نتذوق أدب برناردشو مثلا في كل لغة، ولكننا حين نترجم أدب البحتري إلى لغة أخرى لا نكاد نحصل من جرّاء ذلك إلا على سواد الوجه ) (309).

اللغة العربية لغة شعريّة:

وقد يكون الوردي من أوائل من وصفوا اللغة العربية بأنها لغة شعرية أو ذات مواصفات شعرية لأنها نشأت في مجتمع منهمك بالشعر انهماكا عجيبا. وحين يعدّد الوردي خصائص اللغة العربية ستجد أن هذا المفكر لم يطرح آراءه جزافا وبصورة متعجلة لغرض إثارة الضجيج والمشاكسات الفكرية كما اتهمه الكتّاب المحيطين به آنذاك، ولكنه توافر على إلمام واسع بشؤون هذه اللغة وأسسها. يقول الوردي:

" امتازت اللغة العربية بخصائص منها:

1- كثرة المترادفات في المعنى الواحد. فللبعير مثلا ألف اسم، وللأسد خمسمائة، ولللعسل ثمانون.. وأظن أن علماء الحيوان في عصرنا لم يصلوا في الإحصاء إلى هذا العدد الكبير من أنواع البعران والأسود..

2- وفي اللغة العربية ألفاظ لها معان متعددة ؛ فللخال ثلاثون معنى، وللعين أربعون، وقد تعطي اللفظة معنيين متباينين مثل " أنّى " التي سبّب معنياها مشكلة في تفسير الآية الكريمة: (نساؤكم حرثكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).

3-قد تعطي اللفظة معنيين متباينين فالند يعني المثل والضد في آن واحد..

4-للإسم المفرد جموع متعددة. فالعبد يجمع على عبيد وعباد وعبدون وأعباد وعبدان... إلخ

ولدى الوردي اعتراضات أخرى سجلها في كتاب " حديث الثمانين " للأستاذ سلام الشمّاع، منها:

لماذا نميّز بين لفظة ( هل ) و ( الهمزة )، ولماذا لا نستخدم ( هل ) فقط ؟ ما هو الفرق بين ( نعم ) و ( بلى ) في الجواب عن الاستفهام، خصوصا وأن الناس نسيت (بلى) التي ذهب زمانها ؟ ما هو معنى التمييز بين ( أو ) و ( أم ) ؟ لماذا يصر المصححون اللغويون على استعمال لفظة ( تقويم ) التي تعني التعديل وإزالة العوج بدلا من لفظة ( تقييم ) التي تعني تبيان القيمة ؟.... وغيرها الكثير.

والأهم أن الوردي نظر إلى كل هذه الخصائص كسمات شعرية سلبية لأنها تعبّر عن " ميوعة " اللغة وعدم دقتها، في حين نظر إليها الآخرون كنقاط قوة. وقد بلغ من تقديرهم لقوة هذه الخصائص أنهم نظروا إلى اللغة العربية وكأنها نازلة من السماء ومقصودة لذاتها في حين أن اللغة ما هي، حسب رأي الوردي، إلا مطيّة للمجتمع ووليدة لحاجاته، وهي تنمو حسب هذه الحاجات. كما أنهم اعتبروها (لغة أهل الجنة) من جميع الأعراق، وأن على أهل النار أن يتعلّموا اللغة الانكليزية أو غيرها من لغات الكفّار. والخلاصة هو أن خصومه ينظرون إلى اللغة كغاية في حين ينظر هو إليها كوسيلة.

العامية أقدم من الفصحى:

ويهمني هنا القول إن شعراء الفصحى يستخدمون العامية في بيوتهم وأنشطة حياتهم اليومية كافة باستثناء قصائدهم ومكاتباتهم الرسمية، وشعراء العامية يستخدمون الفصحى للدعوة إلى مهرجاناتهم ويكتبون حروف قصائدهم بها. أي أن أنصار العامية يكتبون بالفصحى وخصومها يتكلمون بها. وأطفالنا يتشكل وجدانهم وطريقة تفكيرهم بالعامية بشكل كامل خلال السنوات الست الأولى التي تُعتبر في علم النفس أخطر مراحل تكوين الشخصية الإنسانية بجوانبها العقلية والانفعالية، وحيث تترسخ أسس عادات الشخص الانفعالية والحركية وطرق تفكيره. ولعل هذا من بين أهم الأسباب التي تجعل الجميع – وبضمنهم شعراء الفصحى – يطرب للمفردة الشعبية المغناة. ولعله أيضا السبب الذي يجعل الملحنين يميلون إلى تلحين المفردة الشعبية المرتبطة بها. وهو العامل نفسه الذي جعل مايلز كوبلاند مؤلّف كتاب "لعبة الأمم" يقول: يتحدث العرب كثيرا عن الوحدة، ولكنني لم أجدهم يلتقون بصفاء إلا على صوت ( أم كلثوم ).

"إن العامّية – والرأي لمحمود تيمور فيما أظن - أقدم من الفصحى وأعمق منها نسبا في العروبة. فقد عاشت تلك العامية في العصور العربية الأولى. إذ كانت لهجات لمختلف القبائل والعشائر وقد تجمعت اللهجات في فصحى نزل بها القرآن الكريم، ولكن اللهجات سارت مع الأقوام وبقيت في التعامل اليومي. ففي ظل الإسلام كان البعض يسكّن آخر الفعل المضارع في الوصل: أخي سيسافرْ معي. ويقف بالسكون على الأسماء في حالة النصب: أكلت كبابْ، وشربت شرابْ. ويحذف التنوين: سلام عليكم، ويشبع الكسرة في ياء المخاطبة حتى تنشأ باء فيقول للمرأة: أنت أكلتيه وشربتيه. ويبقي الإسم على صورة واحدة من الصور الإعرابية في مختلف حالات الكلام: جاء أبو علي، لقيت أبو علي،. ويخفف الهمزة ويحولها إلى ياء: رأس – راس، بئر – بير، نأكل – ناكل، توضأ – توضيت،. ويقلب الألف المتطرفة همزة: لا – لأ. ويبدل الحرف المضعف ياء: عددت – عديت الورق، شممت – شميت الورد. ويترك المد في إسم الجلالة: عبد الله، حمد الله على السلامة. ويقول البعض: أكلنا بيدينا ومشينا برجلينا".

وفي أثناء مناقشة الوردي لموضوعة تبسيط اللغة وحين يتناول معجزة القرآن التي يعتبرها البعض دليلا على عظمة اللغة العربية وقوة إعجازها، يعرج على مسائل كثيرة خطيرة وشديدة الحساسية منها – على سبيل المثال لا الحصر – الرأي الذي يرى أن القرآن الكريم قد نزل ليعلم الناس علوم الفلك والفيزياء والكيمياء وطبقات الأرض. والمشكلة أن هذا الرأي الذي استسخفه الوردي في منتصف الخمسينات واعتبره متخلفا وسيزول بمرور الوقت – وفق تفاؤليته التي أجهضتها الوقائع – يعود في بداية الألفية الثالثة بدرجة أكثر قوة وعبر عدد هائل من الكتب والمقالات والبرامج التلفازية التي تبثها قنوات فضائية متخصصة ليتم الترويج له ليل نهار. يقول الوردي:

( إن تلك الأفكار السخيفة التي طغت على عقول المسلمين، أدت إلى ظهور رد فعل تجاهها لدى بعض الأغرار من الجيل الجديد. فهؤلاء يقرأون القرآن فلا يجدون فيه شيئا يستحق العناية وأنهم يقارنون القرآن بالكتب العلمية والأدبية الحديثة... فيرونه دونها طرافة. يجدر بهؤلاء أن يدرسوا القرآن في ضوء الزمان الذي نزل فيه، وبهذا يستطيعون أن يكشفوا فيه الإعجاز. أما إذا درسوه في ضوء ما يقول به المغفلون من المسلمين من حيث احتوائه على أسرار العلوم والفنون، فليس من عجب أن لا يجدوا فيه ما يبتغون ) (310).

وارتباطا بتحليله السابق يواصل استنتاجاته الجريئة في فقرة تحت عنوان " غلطة طه حسين " يقول فيها:
" أشرنا إلى غلطة الدكتور طه حسين الذي يسمونه عميد الأدب العربي. فهو قد قارن القرآن بالشعر الجاهلي فوجد بينهما بونا شاسعا من حيث الأفكار والمفاهيم، ودفعه ذلك إلى القول بأن الشعر الجاهلي منحول، وهو لو تأمل قليلا لوجد أن هذا الشعر غير منحول، إنما هو يدعو إلى مفاهيم في الحياة تناقض مفاهيم القرآن. وهنا تكمن عظمة القرآن. أراد القرآن أن ينسف قيم الجاهلية وتقاليدها الرعناء، بينما كان الشعر يفتخر بتلك القيم ويكاد لا يفهم من الدنيا سواها. وقد اتهمت قريش محمدا بأنه كان شاعرا، بينما كان في حقيقة أمره ثائرا جبّارا. ولو كان شاعرا كما زعموا، لما أحدث في التاريخ ذلك الدوي الهائل والانقلاب العظيم " (311).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى