الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم سهيل عيساوي

قراءة في قصة «بائع الدمى»

بائع الدمى، قصة للأطفال، تأليف الدكتور رافع يحيى، رسوم لؤي دوخي، إصدار مكتبة كل شيء-حيفا،سنة الإصدار 2010، تقع القصة في 30 صفحة من الحجم المتوسط ( بدون ترقيم للصفحات )، يهدي الكاتب قصته إلى ابنه الصغير محمد، اخر العنقود.

القصة: تتحدث عن دمية مبتورة القدم، مهملة في مخرن مظلم، حائرة لماذا هي في هذا المخزن على سرير زهري، قررت الدمية روان الخروج من الظلمة ومن المخزن إلى النور والشمس والأزهار، للبحث عن قدمها،وجدت عصا في المخزن فاتكأت عليها، في طريقها وجدت سنجوم وسلحفاة ضخمة، سنجوب دلها على بائع الدمى، في المدينة والسلحفاة نقلتها على ظهرها اليه هناك وجدت لها بائع الدمى الطيب القلب دما جميلة تلائمها، فقرروا مها مساعدة الأطفال في مدينة السكر، الذين فقدوا أقدامهم خلال الحرب اللعينة،فرح الأطفال الذين كانوا يتكئون على عصي خشبية،بدأ بائع الدمى يركب لهم أقداما خشبية، تنتهي القصة بمبادرة روان الذهاب إلى البحر مع الأطفال الفرحين.

أبعاد القصة:

 قام الكاتب الدكتور رافع يحيى، بمعالجة ظاهرة اجتماعية بأسلوب ذكي وبارع، ظاهرة إهمال أصحاب الإعاقات في العالم العربي والعالم بشكل عام، الدمية روان، تمثل أصحاب الإعاقات الجسدية، هي متروكة في مخزن مهجور، لا تعرف ماذا يدور خارجه، لا تعرف عن الحياة وعن الشمس والأزهار، تتساءل هل هنالك من يشببها وله قدم واحدة ؟؟ ومن وضعها في المخزن، المخزن يرمز إلى هامش الهامش، إلى سجن الحياة الكبير، وتنكر المجتمع لأصحاب الإعاقات، من خلال الإقصاء والتجهيل والإبعاد عن الأضواء وضوضاء الحياة، لكن روان في النهاية قررت الخروج إلى النور، لتبحث عن قدم تناسبها، طبعا فرحت عندما شاهدت ضوء الشمس، والأطفال يعدون مع القطط والكلاب،عندها صاحت " ما اجمل الدنيا " وليس كما حاول البعض تصويرها لها،وفي طريها تجد السنجوب الذي يدلها على بائع الدمى، لكن روان تعبت من كثرة السير، عندها تظهر لها سلحفاة ضخمة، تحب الأطفال توافق على نقلها ومرافقتها إلى المدينة حيث دكان بائع الدمى، الرجل العجوز صاحب القلب الطيب، كل هؤلاء أشخاص يحملون خصال الخيال، يتجندون لمساعدة روان وسائر الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الجسدية، نهاية القصة فرحة لروان وأطفال مدينة السكر.

الرموز في القصة:

الدمية روان: ترمز إلى الأطفال الذين يعانون من إعاقة جسدية بالغة، لكن المجتمع يتنكر لهم ولحقوقهم الأساسية.

النهر: يرمز إلى قوة الحياة التي تتدفق، لا تتوقف، الاستمرارية، وتحدي المصاعب، في طرح فلسفي قالت روان " ما اجمل النهر !! انه سعيد مع انه يسير دون أقدام ! "، يرمز أيضا إلى النقاء، والرغبة الجامحة في الوصول إلى المصب أي الهدف، هذا الأمر شحن معنويات روان وإصرارها على إيجاد قدمها الأخرى كي تسير مثل الأطفال.

السلحفاة: شخصية تحب الخير والمساعدة وتتحمل الأعباء في نقل الصغار على قوقعتها وتنقلهم من مكان إلى اخر، بعكس الفكرة النمطية عن السلحفاة (أنها شديدة البطء ) يستعين بها الأطفال للتنقل.

السنجاب: يرمز إلى الشخص لذي يعرف المعلومات ويجب تقديمها للناس من أجل مساعدتهم.
بائع الدمى: يرمز إلى صاحب القلب الطيب، المحب للمساعدة، والمهني، الذي لا يبحث عن الشهرة أو المال، بل إسعاد البشر والتخفيف عن ألمهم .

مدينة السكر: سميت بهذا الاسم كما ورد في القصة، لان أطفالها يحبون الشاي حلوا، ويضعون فيه الكثير من السكر، ربما لتغيير طعم الحياة المر، لكنهم فقدوا أقدامهم بسبب الحرب اللعينة، ترمز المدينة إلى الكثير من المدن المنكوبة بسبب الحرب الشرسة التي تقتل الإنسان والنبات والحيوان، وتهدم البيوت، عندما وصلوا إلى المدينة، كانت معظم البيوت مهدمة والحارات خاوية من الأطفال، لان الأطفال رمز الحياة والاستقرار، أيضا ترمز إلى الإهمال لأنها المدينة بعيدة عن المركز فقد استغرق وقت طويل للوصول إلى المدينة المنكوبة، أطفالهما وسكانها عانوا الويلات بسبب الحروب، ولم يتم ترميم ما هدمته الحرب أو تقديم مساعدات طبية للأطفال.

الشمس: ترمز إلى النور والحرية والرغبة في التغيير، عندما رأت روان الشمس دب النشاط في جسمها،وشعرت بجمال الدنيا.

المخزن: يرمز إلى سجن الحياة والى العقاب الاجتماعي والانزواء فيكون الأنسان حبيس إعاقته وحبيس البيت.
المنطاد: وسيلة قديمة للطيران والتنقل، استخدم لنقل الألعاب والهدايا والأقدام الاصطناعية للأطفال، فهو ملون وجميل، يحمل الحان موسيقية جميلة، يحلق في السماء الزرقاء، فوق الجبال والتلال والبيوت، بعكس الطائرات التي تحمل القنابل والصواريخ لتهدم وتدمر القرى والمدن والأحياء والحياة.
البحر: يرمز إلى الحرية والراحة النفسية، التغيير، منطقة أمنة، الرزق، الخير، المستقبل الزاهر، الأطفال اتجهوا اليه بعد ركب لهم بائع الدمى أقداما اصطناعية، فرحين يبنون بيوتا صغيرة على الشاطئ الكبير، ربما تكون هذه البيوت عوضا عن بيوتهم التي هدمتها الحرب.

رسالة الكاتب:

 ضرورة تقديم العون لأصحاب الإعاقات الجسدية من قبل أفراد المجتمع والحكومات والمنظمات الإنسانية
 الخير موجود بين الناس
 على صاحب الإعاقة أن يركل الواقع المر ويبحث عن فرص الحياة، وان لا يوافق عل الانزواء والتقهقر. في بداية القصة روان كانت لعبة ملقاة على سريرها الزهري، وفي نهاية القصة أصبحت روان الإنسانة لها اسم ومعنى ووجود، وتبادر لمساعدة أترابها وتدخل الفرحة إلى قلوبهم.
 الحرب لعينة تدمر وتحطم أحلام الأطفال، وتحرم من ابسط حقوقهم اللعب والجري على الشاطئ.
ملاحظة: عنوان القصة: " بائع الدمى"، من ناحية الاسم فهو اسم موفق للقصة، لكنه لا يعكس الأحداث، لأن الأضواء على الدمية روان، يمكن أن يكون مثلا " روان وبائع الدمى " أو " الدمية روان ".

خلاصة: قصة بائع الدمى للأديب الدكتور رافع يحيى، قصة جميلة، لغتها سهلة، تعالج قضايا إنسانية من الدرجة الأولى، بأسلوب ذكي، تتناغم فيها اللغة والرسالة، أيضا كعادته الأديب رافع يحيى يطرح قضايا فلسفية، تتطلب منا التفكير العميق، وإعادة النظر في قضايا اجتماعية وسياسية وفكرية.

أسئلة مقترحة حول القصة:

 من وضع روان داخل المخزن؟
 لماذا فقدت روان قدمها حسب رايك؟
 لماذا قررت روان الخروج للبحث عن قدمها؟
 كيف وصلت روان إلى بائع الدمى؟
 كيف أقنعت روان بائع الدمى بضرورة مساعدة أطفال مدينة السكر؟
 لماذا وصل أبطال القصة إلى مدينة السكر عبر المنطاد؟
 لماذا كانت شوارع مدينة السكر خاوية من الأولاد والبيوت مهدمة ؟
 ماذا تعلمت الدمية روان من النهر؟
 ما المغزى من القصة؟
 أكتب عنوانا مغايرا للقصة.
 أكتب نهاية أخرى للقصة.
 لماذا اختار الكاتب نهاية سعيدة للقصة حسب رايك؟
 لماذا تمقت روان الحروب؟
 لماذا سميت مدينة السكر بهذا لاسم؟
 أكتب رسالة للكاتب تناقشه في أحداث لقصة
 لماذا سار الأطفال إلى البحر في نهاية القصة وماذا بنوا هناك؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى