الاثنين ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٦

عدن قارئة بكل تصاريف الزمن

رعد حيدر‬‎

عدن قَرأت ،عدن تقرأ،عدن ستقرأ، عدن قارئة ...

بكل تصاريف كلمة قراءة وممارستها ترتص بجانبها كلمة عدن معلنتان حميمية اللفظ وألق الفعل.
عدن تقرا قولا وفعلا وشكلا ورسما وبكل تفوق، فعدن هي والقراءة مقترنتان مذ أجيال مضت وهو ما ستحافظ عليه الأجيال اللاحقة.

وما شاهدناه وما سنشاهده في الأيام القادمة من مبادرة أقيمت بعنوان عدن تقرا؛ كانت نتيجة هذه الجينات السلالية المنصهرة من صلب الأبوة القارئة لنشاهدها في نشاط الأبناء، و ما سنشاهده أيضا في محافظة الأحفاد من خلال حرصهم على القراءة في قالب مبادراتهم ومطالعتهم .

صور كثيرة كانت تجعلني أولي لقب عدن قارئة بكل تنوعات الزمن ...

فتهجّي بعض أطفال لبعض عناوين بارزة لتتر مسلسلات أو كلمات على شاشة التلفاز بالرغم من قصوره، تعني أن عدن قارئة وأن جيلها سيقرأ.

أو حينما أسير في الطريق وفجأة الحظ شخصاً دفعت الريح بصفحة جريدة مقصوص جانبها إلى قدميه لينحني متناولاً هذه القصاصة من الجريدة القديمة لصحيفة الأيام أو سواها، ويطالع عنوانها ثم ينخرط هو وصديقه في ما هو تكلمة هذا العنوان....

هنا أيضا انبلج فرحا وسرورا بأن عدن قارئة.

أو حينما أشاهد ذلك الشاب والفتاة وهما يلهثان وراء إقامة مبادرة تهتم بالقراءة، كما هو عليه اليوم الحال من نشاط يقيمه نادي كلمن منذ سنتين يهتم بالقراءة ومناقشة الكتب في مدينة عدن، فهذا يعني لي أن عدن قارئة.

أو حينما نشاهد جيلاً مثل جيل من سعوا لإقامة مبادرة محفزة على القراءة، فإن هذا يردف لي معنى جميلاً يشي بأن عدن قارئة.

فلقد تهيأت لي مسببات الزيارة إلى المكان الذي أقيمت فيه المبادرة (عدن تقرا)،وكنت مذهولاً من حجم الحضور وسرعة نفاد كمية الكتب، ومما سرني هو الخلق، فقد استطاع هؤلاء خلق شيءِ من لاشي، وكان خلقهم جديراً بالاهتمام، وهو ما شهدناه من كم الحضور، ولكم أنا مسرور بهذا الصنيع الذي أتمنى أن يدوم، وان تكثر فيه المبادرات فلقد مللنا من المبادرات التي تهتم بتغذية البطون دون العقول.

وتتمة ما يؤكد لي أن عدن قارئة أيضا حينما أشهد ذلك الكهل وهو يخرج من مسجد الرضا في المنصورة ثم يتوجه _ في مشيته الهوينى _ إلى كشك الجرائد ويشتري الجريدة، ثم يذهب إلى الكفتيريا ويطالع كل الجريدة ومن ثم يبقى في فلك النقاش يدور.

هذا المنظر وأنا أراقبه بعين السعادة يجعلني ابتهج سرورا أن عدن قارئة وليست أي قراءة، بل لقد تحولت القراءة فيها إلى عنصر فاعل بحاجة إلى تحفيز، وما يقوم به ذوو مبادرة عدن قارئة ما هو إلا انعكاس لجاذبية هذه العوامل الجينية .
فلذلك الطفل،ولأولئك الاثنين المختلفين وما أطيبه من خلاف حول تتمة النص في الجريدة المثلومة، ولأولئك الشباب النشطاء عدن تقرأ، و كلمن وهم يتصببون عرقا من جهد وعناء في سبيل تنشيط المدينة في جانب القراءة،ولذلك الكهل المحتفي بالجريدة أهتماما بمطالعتها مذ صباحه الباكر.

أقول لهم وبكل فخر أنتم من جسد كل تصاريف القراءة في عدن.....

عدن قرأت ،عدن تقرأ،عدن ستقرأ، عدن قارئة ...

رعد حيدر‬‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى