الثلاثاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
رواية «إدوارد الملعون» وكاتبها

في ضيافة مركز محمود درويش الثقافي

يوم الخميس الماضي، وبرعاية بلدية الناصرة، استضاف مركز محمود درويش الثقافي، رواية "إدوارد الملعون" وكاتبها عادل فيصل زعبي، ابن الناصرة، في أمسية أدبية إبداعية.

تولّى عرافة الندوة الشاعر مفلح طبعوني فافتتحها بالترحيب بالمشاركين والحاضرين جميعا، ثم تحدّث عن مسارات الرواية الفلسطينية منذ بدايات القرن الماضي، متطرّقا إلى بداياتها وإلى دور المبدعين الأوائل أمثال خليل بيدس وإسحاق موسى الحسيني وغيرهما، في دفع عجلة تطور الرواية الفلسطينية منذ عام 1920، وتطرّق أيضا إلى الترجمات الروائية في مرحلة التنوير العربية، ودورها في دعم تطور الرواية الفلسطينية والعربية عامة.

ثم قدّم الناقد الدكتور محمد هيبي مداخلة قيّمة حول الرواية جاء فيها أنّ عادل الزعبي لجأ إلى الكتابة كوسيلة لمواجهة الواقع والخلاص من المعاناة. وكانت النتيجة، روايته الأولى "إدوارد الملعون" التي تحمل توجّها مختلفا عمّا اعتاده كتّابنا المحليّون. فَهُم عادة يُعالجون الهمّ الفلسطيني، وأحيانا الهمّ الذاتي كجزء منه. أمّا عادل الزعبي فقد عالج في روايته، الهمّ الذاتي بجرأة، ومنه انطلق إلى الهمّ الإنساني. وكل ذلك من منطلق أنّ الرواية هي تعبير عن حالة نفسية تعيشها شخصية "إدوارد"، بطل الرواية، الذي يُعاني الوحدة في بيئته، والاغتراب عن مجتمعه فيهرب إلى الغابة وينعزل عن البشر ليبحث عن الهدوء النفسي، وعندما يفشل، يعود إلى المدينة ليعيش تعقيداتها، في عالمها المليء بالحرية والجمال من جهة، وبالمادة والفساد من جهة أخرى، ليبحث في ملابساتها عن الحبّ والنضال المشترك، بين المرأة والرجل وبين الفئات المسحوقة في المجتمع، وذلك من أجل بناء عالم جميل يحلم الناس جميعا بالعيش فيه.

أمّا عادل الزعبي، كاتب الرواية، فقد شكر الحضور وبشكل خاص الناقد د. محمد هيبي، لاهتمامه بالرواية والكتابة عنها. ثم حاول نقل مسارات تجربته الروائية وتداعياتها على كتابة "إدوارد الملعون" في السنوات الأخيرة، مؤكّدا أنّه منذ سنين وهو يشعر أنّ "إدوارد"، بطل الرواية، موجود في داخله ويستحوذ على تفكيره، وأنّه صار لا بدّ من إطلاق هذا السجين من سجنه، لعلّه يأتي بشيء جديد ينفع الناس ويُغيّر حياتهم للأفضل. كما أنّه صرّح بأنّه يقوم الآن على كتابة عمل روائي جديد لم يفصح عن مضمونه أو عنوانه، آملا أن يستفيد من تجربته الأولى ومما كُتب حولها من نقد.

تلا كلمة الكاتب، عادل الزعبي، نقاش أثرى الندوة وأضاء الكثير حول رواية "إدوارد الملعون" بشكل خاص، والرواية الفلسطينية المحلية بشكل عام. وفي نهاية الأمسية، عاد عريف الندوة، الشاعر مفلح الطبعوني، وشكر الحضور واهتمامهم بالكاتب والكتاب وتشجيعهم للأدب والإبداع، وتمنّى للكاتب عادل الزعبي، أعمالا روائية مستقبلية، يُثري بها مكتبتنا الأدبية ويُغذّي بها ذائقة قرّائنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى