الخميس ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم سهيل عيساوى

قراءة في قصة «ياسمين والوحش»

القصة من تأليف الكاتبة الأردنية عبير الطاهر، رسومات ملونة وجميلة للفنان أديب مكي، اصدار دار المنهل، (بدون تسجيل سنة اصدار)، تهدي الكاتبة قصتها الى " دارة الطاهر.. وابنتي ياسمين"، تقع القصة في 24 صفحة من الحجم المتوسط.

القصة: بسبب هطول الأمطار قررت ياسمين بعد التشاور مع أمها اللعب بالألوان بعد أن وضعت المريول، رسمت أخاها الصغير يشد شعرها،والشجر والبيت، عندما ملت من الرسم، لونت وجهها بالون الأحمر رأت وجهها مخيفا، فشعرت بالفرح والرضى وصبغت يدها باللون الأسود، دخلت غرفة أخيها الصغير وقالت له أنا الوحش لكنه ضحك وعرفها، كذلك حاولت دب الرعب في قلب قطتها لكن القطة لم تكترث بالأمر، فقررت الذهاب الى الأم لتغسل وجهها ويدها، كانت الأم تقرأ كتابا، فتظاهرت الأم بالخوف " وحش وحش يا الهي من أين جاء الوحش " هنا ضحكت ياسمين من الأعماق وعانقت أمها.

رسالة الكاتبة:

منح الأطفال فرصة للتمثيل والمرح وعدم التعامل معهم ككبار بل منحهم فرصة التمتع بالطفولة وشقاوتها وحلاوتها وبساطتها ونكهتها البرئية والصافية.

تشجيع المطالعة، الأم خلال وقت فراغها كانت تعانق وتتصفح الكتاب لتكن قدوة لطفلتها لم تصورها الكاتبة منهمكة في المطبخ او نائمة أو تحتسي القهوة مع جارة ثرثارة نمامة.

الغيرة والعنف بين الاخوة، الأخ الأصغر يشد أخته من شعرها، ورسومات الأطفال تعبر عن واقع.
الرفق بالحيوان، في بيت ياسمين قطة تعيش برخاء واحترام نائمة على كرسي، والقط كائن ذكي، يعرف ما يدور حوله.
تصرف الأم الحكيم وقلبها الواسع، بالرغم ما قامت به ياسمين من الرسم على وجهها وصبغ يدها بالون الأسود، وما يترتب على الأمر من فوضى واتساخ للملابس والأرضية، لاحظنا الأم لم تعاتب، لم تضرب،لم تصرخ في وجه ياسمين، بل عانقتها بحنان ومحبة وتفهم لاحتياجات الطفولة الطبيعية، والرغبة في اللعب واللهو والتجريب لصقل شخصية طفل مثابر مفكر يحب الحياة.

الاقتصاد والاستحداث، ذكر في القصة أن الطفل الصغير كان يلعب بسيارته القديمة، وهنا رسالة للأهل والمجتمع أن الطفل يمكنه اللعب بألعابه القديمة ويستمتع بها، وليس بالضرورة شراء لعب جديدة كي ندخل الفرحة لقلبه، أيضا ضرورة محافظة الأطفال على ألعابهم الخاصة فيمكن لهذه الألعاب البقاء لمدة زمنية طويلة.

دور الأب في القصة قام بشراء جزمة حمراء لياسمين دلالة على اهتمام الأب بذوق صغيرته، الجزمة الحمراء إشارة لقصة "ليلى الحمراء "

خلاصة: قصة ياسمين والوحش، قصة ناجحة للكاتبة عبير الطاهر، وعنوان موفق، والعنوان عتبة النص، نجحت المؤلفة في جذب واستفزاز القارئ، وشده حتى نهاية القصة، كما انها طرحت حزمة من المواضيع، الرسائل القصيرة الخاطفة الاجتماعية والاقتصادية، أسلوب الكاتبة سهل ومفهوم وممتع، الرسومات عكست وكملت النص بدقة متناهية، الكاتبة عبير الطاهر، مجربة وصاحبة خبرة وأوسمة في مجال أدب الطفل.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى