الخميس ١٤ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم فاروق مواسي

ملاحظة لغوية: على الرَّغم

هناك كلمات في العربية تصح في حرفها الأول الحركاتُ الثلاث، على الرَّغْم، على الرُّغم، على الرِّغم، ولا أعرف السبب في اعتماد المتحدثين والخطباء حركة الضم، فيقولون وهو يجمّعون الشفتين ويطلقونها ممتدة: على الرُّغْم، ظانين أنها الأفصح، مع أننا في لهجتنا الدارجة نفتح الراء فيها، فتكون طبيعية غير متكلّفة، وهي لا أقل فصاحة!

كم أحب أن نلفِظ الكلمة الفصيحة باللفظ القريب كل واستخدامه اليومي.

أما معنى الرغم فهو الذل والكَـره والهوان.
قال الأصمعي:

(الرغم) كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه ويذله، و(الرغم) أيضًا المساءة والغضب:
فعلت كذا على رغمه- أي على مساءته وغضبه. (انظر مادة "رغم" في لسان العرب)

نستخدم اللفظة في صور مختلفة:

فعل ذلك على رَغْمه، رغمًا عنه، وعلى الرَّغم منه، وعلى رغم أنفه، بالرغم منه.

بالطبع نرجو من الله ألا نفعل أي شيء على الرَّغم منا، بل نفعل كل شيء بطيب خاطر.

إليكم بعض ما قيل شعرًا في استخدام (رغم) في صور مختلفة:
الطُّغْـرائي:

فما هو حتى قادني نحوك الهوى *** على الرَّغم ما أحسنت هجرًا ولا وصلا

عبد اللطيف الصَّيرفي:

على أنه يلقى على رَغم أنفه
عدوًا له ما من صداقته بُدُّ

ابن الوَرْدي:
لو تقنّعت أتى رزقي على
رَغمه، لكن خُلقنا من عجل

صَفِيّ الدين الحِلّي:

إذا لم يكن ما يريد الفتى
على رَغمه فليردْ ما يكون

ديك الجِنّ:

أكحل عيني من بعيد بنظرة
إلى نارها بالرَّغم من أنف راقب

المَعَرّي:
قد صحبنا الزمان بالرَّغم منا
وهو يُردي كما علمت الصحابا

من الكلمات التي حرفها الأول يصحّ بالحركات الثلاث:

الربوة، الجثوة، حضرة، سرعان، فم، الود، السم، الجرو، الغلْظة، الملْـك، المصْحف، الرشْوة، الذرْوة... وثمة كلمات أخرى أوردها البَـطَـلْـيوسي في كتابه (المثلّث).

تخيل أحدهم يلفظ (فُـمّ)، أو (رُشْوة)، (رُبْوة)!

هي صحيحة، ولكن ما ضرورتها في استخداماتنا اليوم؟

لنلفظ الأيسر- أي ما هو أقرب للهجتنا ولخطابنا المألوف!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى