السبت ١٦ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أضرار الشائعات

في ظل الظروف التي تمر بها مصر وبعض الدول العربية كثرت الشائعات المدمرة والمحرضة للفتنة من أفراد وقنوات فضائية تثير الفتنة بين أفراد الشعب نفسه وبين بعض الشعوب العربية الشقيقة وتحدث البلبلة مثل الأقوال الكاذبة والنكت السخيفة كل هذا فالإسلام منه بريء ، وفي هذا التحقيق نرصد آراء نخبة من العلماء حول آثار الشائعات وكيف عالجها الإسلام .

قال د.صلاح مدكور أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس: الشائعات شأنها شأن الدعاية فهما أسلوبان هدامان يحدثان أضرارا سلبية داخل المجتمعات عن طريق إثارة الغرائز واستغلال العواطف لإحداث فتنة داخل المجتمع والغرض منها أن تصل المعلومة التي يريد مروجوها أن تنتشر بين الناس بأسلوب فعال وبذلك تكون النتيجة إيجابية لديهم وسلبية على المجتمع ويشير الدكتور مدكور إلى أن الشائعات تستغلّ ما يسمى بمفتاح الشخصية وهو الوتر الحساس أو الاحتياجات التي هي نقطة ضعف الأشخاص وتعبير شائعة يعني رسالة سريعة الانتقال الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف في غالبها تكون هدامة لأنها تلعب على وتر احتياجات الناس في محاولة لإحداث التأثير الإيجابي لمروجيها خاصة في أوقات الأزمات.
أضافت د.فوزية عبد الستار أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة إلى أن الشائعة تدخل في نطاق الكلام الذي ينقل ولا أصل له ولكنها تثار لأغراض يصبو إليها مروجوها ومعظم الشائعات التي تثار في هذه الآونة ليست ذات قيمة فمثلا الشائعات التي تثار على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في جميع المجالات السياسية وتنال رموزا سياسية أو فكرية أو ترويج شائعة وفاة لنجم من نجوم الفن والمجتمع والسياسة والاقتصاد والتي تتأثر بها أسواق المال العالمية وإن كان تأثير بعضها ضعيفا إلا أن هناك نوعا من الشائعات له خطورة كبيرة في التأثير السلبي على المجتمع وذلك في حالة تعلق الشائعة بأمور مصيرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

الشائعات التي ليست لها أية قيمة أو تأثير لا يجب الالتفات إليها أما الشائعات التي تسبب بلبلة فكرية أو تحدث اضطرابات وأضرارا داخل المجتمع بالإضافة إلى قصد سوء النية فإن القانون يجرمها وذلك ما تنص عليه مواد قانون العقوبات.
في سياق متصل قال الأستاذ السيد رزق: إن من شأن الشائعات أن تثير الذعر والتوتر والقلق في نفوس الناس خاصة في حالة الفراغ الثقافي والفكري لديهم وتنتشر الشائعات وينشط مروجوها أثناء ما نسميه بأوقات توقع الخطر وهى أوقات الحروب والكوارث والفوضى لأن الناس يتوقعون حدوث الشر خلال هذه الأوقات وهذا هو سبب انتشار الشائعة لأن الناس في هذا التوقيت حينما يسمعون أية معلومة يتناقلونها فيما بينهم دون التحقق من صحتها خوفا منهم على أبنائهم وممتلكاتهم.
قال د. سيد عبد الباري مدير المراكز الثقافية بوزارة الأوقاف المصرية: الشائعات أمر مناف لما جاء به الدين الإسلامي جملة وتفصيلا لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو عقائد باطلة أو سلوك سلبي والشائعات حذر منها القرآن الكريم في كثير من آياته كما حذرت السنة النبوية أيضا من الشائعات فلو ترك المجال لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء لكانت هناك حالة من الريبة والشك لا تطاق معها الحياة وتمسي الأمة وتصبح وسمعتها ملوثة وأعراضها مجروحة وكل واحد لا يأمن على نفسه لذلك حذّر الشرع من ذلك أشد التحذير وتوعد مروجي الشائعات.

قال د.عماد محمد مخيمر أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق: إن مصدر الشائعات غالبا ما يكون غير معروف فحينما يروج شخص شائعة ما وتسأله عن مصدرها يقول: سمعتها من فلان أو يقولون كذاِ .. دون التحقق من صحة ما يقول والشخص المروج للشائعات إما أن يكون حاقدا أو جاهلا أو مستفيدا من ترويج الشائعة وانتشارها وخير دليل على ذلك ما رأيناه في فترة اندلاع الثورات العربية حيث يستغل البعض الأخبار لإثارة الشائعات عمدا لإحداث حالة من الخوف عند الناس ليشعروا بالفوضى وعدم الأمان مستخدمين في ذلك عمليات البلطجة وترويع المواطنين .

قال الداعية الإسلامي سعيد علي أحمد: شائعة جمعها شائعات وشوائِعُ وصيغة المؤنَّث لفاعل شاعَ ، وتعتبر الشائعات من أخطر الأسلحة التي تهدد المجتمعات في قيمها ورموزها إذ يتعدى خطرها الحروب المسلحة بين الدول بل إن بعض الدول تستخدمها كسلاح فتاك له مفعول كبير في الحروب المعنوية أو النفسية التي تسبق تحرك الآلة العسكرية ولا يتوقف خطرها عند هذا الحدّ فحسب بل إنها الأخطر اقتصاديا والأدهى اجتماعيا ومعنويا وتنتشر الشائعة بخبر لا أساس له من الصحة ولكن تم نشره أو خبر صحيح تم إضافة معلومات غير صحيحة له أو خبر صحيح تم التهويل فيه أو خبر صحيح وتم التعليق عليه أو تفسيره بطريقة مغايرة لحقيقته. في سياق متصل قال الداعية الإسلامي سعيد علي أحمد: وصف الله عز وجل في القرآن الكريم مروجي الشائعات بالفسق وحث الناس على التثبت والتبيّن قبل قبول الخبر الكاذب فقال الله سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) ونهانا النبي صلى عليه وسلم أن نتحدث بكل ما نسمع حتى لا نكون سببا في الشائعات ونشرها فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) .

أما أ.د.عبد الغفار حامد هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق والداعية الإسلامي: من ضمن بروتوكولات حكماء صهيون أنهم يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأميين عما ينفعهم ونجعلهم يجرون وراء الشهوة والمتعة.

يجب على الإنسان المسلم إذا سمع النقيصة في المؤمن ألاَّ يعجل في تصديقها وقد قرر العلماء رحمهم الله أن الإنسان لو نقل المقالة التي تشتمل على الطعن في الإنسان ولو كان على سبيل الحكاية فإنه آثم والعياذ بالله وكذلك لو سمع خبرا من الأخبار فلا ينقل حتى يتثبت أولا مع الكف عن نقل الشائعات وحسن الظن بالآخرين وعلى المسلم أن لا يتحدث بما سمعه ولا ينشره فإن المسلمين لو لم يتكلموا بمثل هذه الشائعات لماتت في مهدها ولم تجد من يحيها إلا من المنافقين وعندما نستمع إلى خبر ما يشوبه الشك فعلينا رد الأمر إلى أولي الأمر ولا تشيعه بين الناس .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى