الثلاثاء ٢ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم فؤاد وجاني

«فراقش» السيد الوالي لا تصلح للحناء

يبدو أن كُتاب بلاغ وزيريْ ‫‏الداخلية والمالية المشترك والمتخرجون من المدارس العليا الفرنسية لا يُحسنون فن الخطاب السياسي المغربي، وليست لهم دراية بسلوكيات وردود أفعال الشارع المغربي؛ كانت مهمتهم تكحيل القضية فأعموها. لا شك أنهم لا يصلحون للعمل صحبة "‫‏نگافة أعراس" -مع كل التقدير لما تقوم به تلك المرأة من خدمات جليلة للمساعدة في التقليل من العنوسة والعزوبية ليتكاثر النسل، ومعه عدد المبايعين في الضيعة- ، فما بالك العمل بوزارة "سيادة" وأخرى تمر عبرها أموال الدولة، أو بالأحرى تُمرَّر.

أحيانا، يستوجب ستر العورات التي يعلمها الشعب مسبقا، أو لزوم الصمت خجلا منها، فالشعب عارف منذ زمن بعيد، أي منذ جلاء المعمرين والمستعمرين، بالأراضي الواسعة التي استولى عليها المخزن لصالح طبقة بعينها. والشعب مُعايش لنهج السلب منذ محمد الخامس مرورا بالحسن الثاني وأخيه وخاتمهم الملك الحالي، تارة باسم مقتضى المصلحة العامة وأخرى باسم التنمية.

إن الذي يتباهى بعورته أمام الملأ ، إما مجنون سفيه، فاقد للأهلية، مستحق للحَجْر، أو متشبث بالإثم، مُفاخِرٌ بالجريمة. يبدو لي أيضا ولعلي أكون مخطئا، أن المخزنَ نبيهَ الأمس القريب، خبيثَه وداهيتَه أيام الحسن الثاني لم يعد مَرِناً قادرًا على التكيف مع دوائر الشعب والزمان، بل أصبح فاقدا للحس السياسي، مُتجاوَزا بكثير.

بعبارة أخرى، لقد قسم الوزيران المغلوبان على أمرهما بإرادة ملكية –كما هو الشأن في كل مرافق الدولة- الشعبَ إلى صنفين: خدام الدولة ورعاعها، أي أولئك الذين يسهرون على راحة علية القوم، قمة هرم العصابة، المحافظون على النظم التقليدية للحكم وهيبة الحاكم وسطوته، والشعب المستحق للمعاناة، المستثنى من خير الدولة. ذلك الشعب الذي يُستعمل في الحروب ، ويُجَيش عند المسيرات الخضراء والصفراء، وتُجْبى منه الضرائب والأتاوات، وتُنتزع منه أصوات الانتخاب تباهيا أمام العالم بالديموقراطية في المغرب، تماهيا مع بانوراما النظام العالمي الجديد.

جنة المخزن التي يعيش فيها هؤلاء "الخُدام" والذين لا يجدر وصفهم سوى بالسّراق مهما تعالت الصيحات الرسمية بالعلل الواهية والذرائع الزائفة، ليست خالدة، لذلك ينهبون ما تقع عليه أيديهم، فقد استوعبوا دروسا من التاريخ، وأدركوا مما حدث لمن سبقهم في مناصب "خدام الدولة" أنهم لا محالة مطرودون منها غير مأسوف عليهم، ولهم في وزير الداخلية البصري وأعوانه أسوة حسنة، وليس لهم سوى المال الصامت، والجواهر والمعادن، والعقار المسقف منه والمزروع، والمال الناطق من ماشية وزوجات. وهي جنة خالية من الشجر، وليس للعريان فيها مهما نهب من ورق يلزقه على عورته القبيحة.

إن السيد الوالي، المبايع لصاحب المظل والفرس والسلهام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى