الجمعة ٥ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم عبد الجبار الحمدي

عذرا يا قلب

عذرا يا قلب.. ألا يكفيك افراغ حجراتك من ذكرياتي، صوري، احلامي، اعترف لك انك هزمتني، جردتني من كل ما احب، ادرك انك ابقيت كل اوجاعي وآهاتي فقط كي تعذبني تشعرني اني رجل مهزوم امامك، كيف لا وانا ارى خيالاتك في كل لحظة تعتصرني بها رغما عني او برضاي!؟ استميحك العذر .. افعل ما شئت فما عاد لي وسيلة استرضيك بها، لقد جفت آبار عيوني من الدمع، فرغت كل جعبي من قرابيني التي اردت نذرها لحظة رضاك عني، بصراحة أني اعشق آناتي معك، سهدي وسهري، حتى كلمات الهمس بيني وبينك احملها هدهدة عمر تشغف بكل ما ارنو اليه .. حرام عليك تقتلني بتركك النبض بعيدا عن صدري الذي قبضت وإياك عليه لحظات غروب عشقتها كما انت، رفرفت بجناحيك محلقا بي حيث كانت هي، ماذا يمكنني ان اقول بعد؟ اراني مصدوما بك!! قلبت كل ايامي ، ساعاتي، ابتساماتي، حزني، بحثت!! لم اجد ما نغصت به عليك خفقانك..

ألا ترى حالي منكسرا؟! اقسم لك اني تعبت، مللت قهرا، ارجوك عد الى صدري، فانا لا ادري؟ أأنت معي ام ضدي؟! برغم ابتلائي بك وابتلائك اياي اسعى جاهدا لأن ارضى بما يأتي عنك، جرحا نازفا ام جمرة تحرق متعلقاتي التي رعيتها كالسنابل، تلك التي اردتها ان تتدلى لكل المحبين عطاءا، لم اعد اصدقك!! أقلب انت ام نارا تحرق الاخضر واليابس، ارجوك لا توصلني الى قناعة انك لم تعد تهمني، لا تحسسني أن نبضك منة عليَّ، سأبكيك دما، ساملأ شراييني بسحب الموت تلك التي تحمل نهايات حزينة..

أحرمان أنت تبرثن بداخلي؟؟ اكاد أجزم انك ليس قلبي، بل ورما خبيثا همه قتلي عليلا، افعل ما يحلو لك لكن ارجوك ارجع لي صور من احب دعها ملتصقة على شغافك لا تحرقها بيأسك، دعني اتناولها ترياق أيامي الباقية، بعدها افعل ما يحلو لك، هذا كل ما اتمناه عليك ثمن علاقتي وعيشك بداخلي.. لم اعد املك ما أقدمه لك كبراهين او كما سميتها اعذار واهية.. فمن يعاقر الموت لا يبحث سوى عن صديق في لحظاته الاخيرة لذا كن صديقي حتى تغمض عيناي برحيل نبضك، احلفك ان تقف شاهدا على رحيلي لترى حقيقية ما فعلت لمجرد ظنك بمن احب..

أتمنى أن أعود طيفا في احلامها، أعترف لها أني اجرمت بحقها، كانت غمامة سوداء قد سرت كالنار في الهشيم إلي ، صدقتها.. فكان حكمك علي ان تسلبني الحياة انتقاما لها، ارثيني عندها بمفردات ما خطت بقلم، أسألها ان لا ترمي بذكرياتي على الرمال حتى لا تزيحها الريح بعيدا عنها، ارسمني صورة عذاب تألقت نزيف فراق ابدي، اسمِعها آناتي التي اخذت، أرِها صورها المعلقة على شغافك، ازح عنها ستار الألم الذي ملئته غبارا لتشيح بنظرها بعيدا عني..

قل لها: فراقها شوك يدمي توسدي، يضج بكياني، سأصرخها هناك حين تكون الوحدة مرة كالحنظل، مخيفة ككابوس لا نهاية له.. قل لها باني احببتها حد الموت، اطلب لي الصفح منها، دعها لا ترمي صور الحب معها بعيدا، لا تمسح لهاثي من على وجهها، اجعلها تتلمس ثغرها الذي قَبلت، ثم اجعلها تُقَلِب صفحاتها التي كَتَبت عني حين قالت لي: أنها ستحياني قلبا وستكون هي النبض له.. اظنها ستهدا بعدها ستشعر بالطمأنينة بأني لم افارقها بعد ذلك

عذرا يا قلب اخذتك بجريرة الظن ايضا حين عزمت الرحيل بعيدا عن اضلعي، ادركت الآن أنك فعلتها لأن تكون حيا بداخلها بنبضها هي .. هي التي اشترت عناويني كلها بعد أن قرأت اني رجل لا املك سوى الرحيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى