الأحد ٢٨ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

محمود تيمور

محمود تيمور من مواليد 4 يونيو عام 1894 بدرب سعادة بالقاهرة وعائلته اشتهرت بالجاه والثراء والأدب فوالده الأديب أحمد تيمور باشا الذي عرف باهتماماته الواسعة بالتراث العربي وكان بحاثة في فنون اللغة العربية والأدب والتاريخ وترك مكتبة عظيمة هى التيمورية وتعد ذخيرة للباحثين بدار الكتب المصرية وتضم نوادر الكتب والمخطوطات وعمته الشاعرة عائشة التيمورية وشقيقه محمد تيمور.

انتقل محمود تيمور مع الأسرة إلى عين شمس وتعلم محمود في المدارس المصرية والتحق بمدرسة الزراعة العليا ولكن حدثت نقطة تحول خطيرة في حياته وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بعد فقد أصيب بمرض التيفود واشتدت وطأة المرض عليه فانقطع عن دراسته الزراعية ولزم الفراش ثلاثة أشهر قضاها في القراءة والتأمل والتفكير وسافر إلى الخارج للاستشفاء بسويسرا ووجد في نفسه ميلاً شديدًا إلى الأدب فألزم نفسه بالقراءة والاطلاع وهناك أتيحت له دراسة عالية في الآداب الأوربية فدرس الأدب الفرنسي والأدب الروسي بالإضافة إلى سعة اطلاعه في الأدب العربي.

كان شقيقه محمد خير مرشد فتأثر به في اتجاهه نحو المذهب الواقعي في الكتابة القصصية وفجأة تُوفِّي أخوه محمد وهو في ريعان الصبا والشباب فحزن محمود حزنا كبيرا ولكن بمرور الأيام أقبل من جديد على الحياة.

كان حريصاً على حضور الندوات الأدبية التي كانت في منزل الأسرة وكانت هذه الندوات الملتقى للكثيرين من رجالات الأدب والفكر والعلم كالشيخ محمد عبده والشيخ الشنقيطي والشاعر محمود سامي البارودي وغيرهم.

محمود تيمور أحب المنفلوطي وجبران خليل جبران وهاج حزنه بعد وفاة ابنه وهو في الشعرين من عمره وكانت الكتابة ملاذه وسلواه في كل تلك المحن والأحداث.

استقبل إبداع محمود تيمور بحفاوة وتقدير من الأدباء والنقاد ونال اهتمام وتقدير المحافل الأدبية ونوادي الأدب والجامعات المختلفة في مصر والوطن العربي كما اهتمت به جامعات أوروبا وأمريكا وأقبل على أدبه الأدباء وعشاق العلم والأدب في مصر والعالم.

بدأ محمود تيمور حياته الأدبية عام 1925 حين نشر جموعته القصصية الأولى الشيخ جمعة باللهجة العامية وسوَّغ هذا العمل يومئذٍ بأن الجمهور المصري لا يتخاطب بغير العامية حتى ألفتها الآذان واستساغتها وصارت وثيقة الارتباط بالحياة المصرية الصحيحة، أما الفصحى فقلما تدخل لغة الحديث اليومي ولذلك فهي غريبة على الآذان لكنه عدل بعدئذٍ عن العامية إلى الفصحى لأنها أوسع انتشاراً وأقدر على البقاء وراح يعيد كتابة أقاصيصه العامية من جديد فغيّر عنوان إحداها من أبو علي عامل آرتيست إلى أبو علي الفنان وانتهج أسلوباً سهلاً مبسطاً وفي عام 1926 أصدر مجموعته القصصية الثانية عم متولي ثم تلتها مجموعاته سيد العبيط وحواء الخالدة وابن جلا ومسرحياته المزيفون وكذب في كذب وأشطر من إبليس وتوالت أعماله الأدبية حتى بلغت ستين كتاباً في القصة القصيرة والرواية والمسرحية والخواطر الأدبية والرحلات والدراسات الأدبية واللغوية وترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية.

ناقشت الجامعات العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه حول أدب محمود تيمور هذا بالإضافة إلى الدراسات الأدبية والنقدية.

حصل محمود تيمور على جائزة مجمع اللغة العربية وجائزة الدولة للآداب وجائزة واصف غالي بباريس ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ووسام النيل ووسام الأرز اللبناني ومثل مصر في العديد من المؤتمرات الأدبية مثل مؤتمر الأدباء الذى عقد في بيروت عام 1954 ومؤتمر الدراسات الإسلامية في جامعة بشاور بباكستان ومؤتمر الأدباء في دمشق وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1963 واحتفلت به جامعات روسيا والمجر وأمريكا وكرمته في أكثر من مناسبة.
الأديب محمود تيمور عضوا في مجمع اللغة العربية والمجلس الأعلى لرعاية العلوم والآداب والمجمع العلمي العراقي والمجري ورابطة الأدباء ونادي القصة.

يوم 25 أغسطس عام 1973 توفى الأديب محمود تيمور بلوزان بسويسرا.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى