الخميس ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم مطران العياشي

ما غبت يا أماه





ماغبتِ كلا ، إن ذكرك باق
يامن سكنتِ مرابع الأحداقِ

يامن رحلتِ عن الحياة عزيزة
وتركت جمر الشوق في أعماقي

قسماً أيا أماهُ وجهك لم يزل
يجري سناه بقلبي الدفاقِ

أماه يا نبض السعادة ، عرجي
نحو الفؤاد بطيبكِ العباقِ

طوفي بنا في العيد علّ سعادة
تنداح ، تشعل فرحة الإشراقِ

اذكي لنا الأفراح في شظف الأسى
لتخفّ يوماً لوعة الأشواقِ

ردي لنا في العيد طعم هنائه
يانجمة بالحسن‏ والإبراقِ

جوبي فناء الدار ، طلي طلة
بل اشعليه بوجهكِ البراقِ

عودي لننهل من حنانكِ قُبلةً
قد نرتوي من حبكِ الترياقِ

مُدي أكف الحب كي أحيا بها
يامن جعلتِ الطيب من أخلاقي

أمي وترتعد القصائد هيبة
تجري بدمع حائر رقراقِ

بيني وبين الأنس‏ بسمة عاشق
حتى رحلتِ جلستُ دون رفاقي

قد كان دربي في وجودكِ مشرعاً
واليوم أشكُو ظلمة الأنفاقِ

استمطر الذكرى أناجى طيفها
اجترها لفؤادي التواقِ

مالي وماللريح تعصف في دمي
نزفاً يضمخ مهجتي بفراقِ

قد كنت نجماً ما ضللت يردني
ويلاه من ليلي وسوء وثاقي

ماللربيع الغضّ نحوكِ قد ذوى
ذبل النضار ومات في الأوراقِ

ماللزهور لكَم بنوركِ فُتّحت
واليوم تشكُ الفقد في إطباقِ

ماللورود جفونها قد أغمضت
والقطر محبوس بلا اهراقِ

خَطبٌ تداعى للجَنان ونُكّست
منه الرؤوس ، تميل في إطراقِ

كمدٌ يفتت أكبداً ملتاعة
ومدامع هتنت على الأعناقِ

حزن تسرب للجفون وأظلمت
متعٌ‏ تضيء الشمس في أحداقي

ما أغرب الدنيا إذا غضبت على
رجل وأقسى جمرة الإحراقِ

ما أضيق اللحظات إن جار النوى
ورمى صنوف القهر للمشتاقِ

كيف الضنى قد سل مني مهجة

بل كيف حاول باللظى إغراقي

كيف استلذّ الموت يخفي فرقداً
بل كيف غيب أشمس الآفاقِ

يامن سهرتِ على الجراح تربعاً
وصليتِ في همٍ ومن إرهاقِ

أماه أنت غمرتني بمحبة
ورويتني بالعطف والإشفاقِ

طوقتني بالنصح فانساب التقى
أنعم بها من شرعة الأطواقِ

أماه أنت مليكة قدسية
فُطرتْ بنفح الذّكر والأخلاقِ

ياومضة الأفراح يا ألق المُنى
مازال طيفكِ عابراً بمآقي

بيني وبين البِر وعد صادق
حتى ألاقي الله في ميثاقي


ما أطيب النعش المسجى عيشة
واليوم محمولٌ على الأعناقِ

عتق من النيران آخر شهرنا
رحلَتْ ، فجُد بالعفو والإعتاقِ

نرجو لها الفردوس دارا خالدا
فضلا ، ونرجو جنة وسواقي

ياربُ فاجمعني بها في جنة
في خير منزلة وخير تلاقي

في زمرة المختار ريان السنا
بدر الجنان وسيد الأعراقِ

إني على ثقة بربٍ راحمٍ
أنعم بربي الواحد الخلاّقِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى