الخميس ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
بقلم رولا عبد الحميد

ثلج ومؤونة

خذي احتياطاتك أيتها السيدة
فستثلج بعد غد
ابني سوراً من أقحوان
وسريراً من رخام
تتفتح الشموس في شطآنه
وتنام
ستثلج بعد غد أيتها السيدة
فكوّمي في موقدك الشموع
وأشعلي في قلبك ليلكة
وخبئي في الوريد
بضع قطرات من نبيذ
وقرّي عيناً
بظل شجيرة من ياقوت
سرحي عبيدك في الجبال
فليأتوا إليك بخوابي النار
علك تجدين فيها هدى
لكوخ فيه الشمس تسكر
والنديم زيتون
والمائدة أقحوان
والبرد ينتحر
على مرأى من صليب ومنارات
ستثلج بعد غد
فالبسي رداء من ذهب
وأوقدي في الجسد النرجس الأبيض
وتكوري كحبة لؤلؤ في محارة
فالثلج بارد
ورجل الثلج يختبئ في المغارة
أخشى عليك سيدتي من براثنه
من ثلجه ورأسه وخلجانه
من أنفاسه
من أنفه وعصاه التي تضرب
أيا هذا الذي تقول: ستثلج
وهل أنا كائن لأشعر بالثلج
هل لدي شفتان لينتان؟
وعينان نضاختان؟
وينساب الشراب في عروقي ؟
وتتنهد اليدان؟
هل أنا إنسان؟
هل أنا كائن بين الكائنات؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى