الأربعاء ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦

ندوة الغناء والموسيقى في السودان

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية يوم الأربعاء الموافق 23/11/2016، ندوة عن الغناء والموسيقى في السودان مؤثرات عربية وإفريقية.. وحضر الندوة الأمين العام للمؤسسة الدكتور محمد عبد الله المطوع ونخبة من المفكرين السودانيين أمثال حيدر أدريس، وعبد الله عتيبي، ويحيى الحاج، وعبده عثمان، بالإضافة إلى جمهور من محبي الفن والأداء السوداني، وأدار الجلسة الدكتور عمر عبد العزيز الذي تحدث عن أهمية الإعلام والإذاعة السودانية في نشرت أغاني الحقيبة التي أمتازت بالسلم الخماسي، بالإضافة إلى وجود فنانين أستطاعوا أن يتجاوزا بموسيقاهم وغنائهم الجغرافيا السودانية ليصلوا بإبداعاتهم إلى العالمية أمثال محمد وردي والكابلي ومحمد الأمين وسيد خليفة، وغيرهم بالإضافة إلى جيل من الشباب الذي ما زال محافظاً على هذه الوتير والنهج.

ثم تحدث الأستاذ الدكتور عاصم الخليفة، عن الآلات الموسيقية النابعة من البيئة، أمثال الكشاكيش والخشاخيش (التي تصنع من القرع الصحراوي والمصنوعة الطبيعة)، والزنبارة (الناي السوداني) والتي ظهرت في المدينة أكثر من الريف، (والكيتا) وهي آلة فيها خلط بين المواد الطبيعية والمعدن، وهي آلة نفخ مشتركة بين دول جنوب الصحراء مثل السودان ونيجيرا، وهي الآلة النظيرة للأوبوا الغربية، والدلوكة وهي عبارة عن آلة تصنع من الفخار في شكل اسطواني يبلغ ارتفاعه ثمانية وأربعين سنتمترا وتخرط من الوسط الى أن تستقيم مع الفتحة السفلى التي يبلغ قطرها أربعة وعشرين سنتيمتراً، وتوجد في جوانبها فتحات صغيرة لتضخيم الصوت. وتجلد فتحة الدلوكة العليا بطبقة من جلد الماعز لقلة كثافته ومرونته في الأداء، ويثبت الجلد بالملصقات ويزين بالألوان والأصبغة وأحياناً بالحناء.

واستخدمت الدلوكة في الأفراح من بداية منتصف العقد الأول من القرن الحالي ، لمصاحبة غناء (التم تم) الثلاثي الايقاع.

وأكد الدكتور عاصم عبد الله وجود دراسات وأبحاث لدراسة الثقافة الموسيقية في السودان والتي تتخصص في دراسة هذه الآلات التي ما زالت تستخدم حتى الآن وبجهد شعبي خالص.

ثم تحدث الدكتور مرتضى الغالي في مداخلته إلى أن مؤسسة الغناء والموسيقى في السودان ظلت هي المؤسسة الوحيدة التي بقيت على حيويتها واستمراريتها، في حين تراجعت العديد من المؤسسات الرسمية والمجتمعية، وتكمن أهميتها في اتصالها المباشر بالهوية والتراث والتأريخ والوجدان، وتوالت شواهدها في رسومات المعابد وتصاوير الآلات الموسيقية في آثار الممالك القديمة وسلطنة سنار، وقد اتكأ الغناء الحديث والموسيقى المعاصرة على إرث لحني وشعري من الفنون الشعبية والشعر والغناء الشعبي البالغ الثراء، حيث أن لكل اقليم في السودان ثروته من الغناء والموسيقا مثل (المردوم /التوية/ الشاشاي/ البوباي/ والهوهاي/ الدليب/ الدلوكة/ /النقارة/الحومبي /الكرير/الطمبرة/المردوم /الكمبلا/ التم تم/العرضة.. الخ)

وأكد الدكتور مرتضى الغالي أن صوت الإنسان هو أهم آلة موسيقية وأخطرها وقد وقد استخدمها في ( الهدهدة، والنشأة، والتنشئة، والزراعة، والري، والتذرية، والحصاد، والحرب، والغارة، ونقل الأخبار، والبناء، والصيد، والطراد، واللهو والألعاب، والأفراح، والمآتم، وطقوس العبور، والمرحاكة، والأسبار، والطقوس، والسفر، وجلسات الشاي، وغناء البنات ، غناءالسباته، الجردقة، بالإضافة إلى المديح المتنوع في أنغامه كـ (الطار ، والصيحة، والسرياني، والإنشاد).. إلخ.

وقد امتدت نماذج الموسيقى في السودان عبر الغناء إلى الموسيقى البحتة، والمونولوج والموسيقى التصويرية، و المسرح، والاستكتشات.

كما أكد أيضاً أن الموسيقى والغناء في السودان ضارب منذ قدم التاريخ وهو قائم على التعددية الثقافية والمناطقية والوجدانية السودانية، لذا تجده مليئ ومشبع بالعديد من الإبداعات ولألفاظ والمفردات الموسيقية المتنوعة.

وفي الختام أكدت الفنانة نانسي عجاج على التنوع الموسيقي والغنائي في السودان، والتي وعدت الحضور بتأكيد ذلك وترجمته على مسرح العويس الثقافية من خلال الحفل الذي ستقيمه يوم الخميس الموافق 24/11/2016 في التاسعة مساءً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى