الأربعاء ٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٣
بقلم ناصر ثابت

مهرجان البذاءة

1

صعدتْ أحلامُ العشق على كتفي
انتصرتْ لغةُ الموتِ
رأيتُ عيوناً ترقبني من غير جبينْ…
كانت ساعاتُ الفجرالآولى
تسترقُ السمعَ الىالأحزانِ
تمرغُ ذاكرةَ الأفكارِ بسيلٍ من وجعٍ مجنونْ

كبرتْ بصقةُ حقدٍ
قلتُ سأهدي كلَّ بصاقيَ للحكامِ المخصيينْ
***
الأرضُ انفجرتْ
والبحرُ تغوطَ فوقَ مبادئهم
وسمعتُ أحاديثَ الأزهارِ... وبوحَ الطينْ
كان الزهرُ يطالعُ خطته الآولى:
"فرحٌ وأغانٍ للشهداءِ
وعشقٌ لترابِ فلسطينْ.."
***
لم أعرفْ أن البيتَ الأبيضِ شدَّ عزيمته
واهتزتْ فيه خصورُ السفلةِ..
صارتْ لغةُ الساسةِ مثل سحاقٍ تبدعُ فيه دشاديشُ النفطِ الملعونْ..
وأذنابُ الاستعمار المترهل فوق الوطنِ العربي
تقيمُ لياليَ للأفراحِ.. إذا عبأها البيتُ الأبيضِ بولاً يخرج من أثداءِ اللوطيينْ
فلماذا لا ألعنها؟
لماذا لا أملؤها بالكلماتِ السوقيةِ؟
إن كروشَ الحكامِ.. تحبُّ بذاءة ألسنةِ الشعراءِ
وتحسبها عشقاً وشجونْ

2

ستقول الألسنةُ المحسوبة بالدولار
إني لا أنطقُ غيرَ بذائتيَ المعهودةِ
حين أُمارسُ حقدَ الفقرِ على الأسيادِ المرموقينْ.
إن لساناً لا يشتمهم خان الشرفَ.. وخان العرضَ.. وخان الدينْ..
وخان أهازيجَ فلسطينْ..
***
إنَّ لساناً لا يشتمهم
ينطقُ كفراً
ينطقُ عهراً
ينطقُ تاريخاً سكِّيراً... يترنحُ مثل المجنونْ
أحسستُ بأرضي عاهرةً
والمسخ الساكنُ في غزةَ
مثل الكلبِ
ينطُّ على جربِ الأحداثِ.. ويملؤها قيئاً وظنونْ
يأكل من لحم الأطفالِ
ويقتاتُ رصاصَ الثوار
ويجلس عند الشبقِ الأسودِ في أحضانِ المحتلينْ
***
أحسستُ بأرضي تتلوى
تحتَ لهيب الهدنةِ من شجر الزيتونْ
..والهدنة صوتٌ مثقوبٌ..
ودعارة بشرٍ أشرفهم.. أحقر من جرذٍ ملعونْ

3

الأرض تشدَّ على قلمي
لتذكرني بالشهداءْ
ولتُسْمِعَ صوت الشعرِ الحارقِ
للحكامِ و للأعداءْ
الأرض تشدُّ على قلمي
والقلم السلمي خيانة..
مثل صكوك البيع الزائف في واشنطن والقاهرة وشرم الشيخ
مثل تنكر بعض السفلةِ.. للتاريخ وحق العودةًِ
مثل شعورِ كلابِ السلطةِ
إذ تلعقُ وسخ الأعداء
قلمي سوف يظلُّ رديفاً للأبطالِ وللأطفالِ وللشهداءْ

4

صرتُ بلا فرحٍ... وسكبتُ
على القدمينِ.. لهيبَ الشمسِ المحروقةِ
هل صارتْ لغة الثوار القدماءِ بهذا الشكل المشبوه؟
هل كبرتْ-ياربِ- سنابلنا المزروعة ..دون وجوه؟
كيف سننقل للأجيالِ تواطؤنا؟
العودة عارٌ؟
الثورةُ فكرةُ معتوه؟
كيف سننقل للأجيالِ تخاذلنا؟
ما أصعبَ لومَ الأطفالِ
فمن لم يقنعهم... شنقوه

5

الآن صحوتُ بلا نومٍ
كنتُ مريضاً في أحزاني دونَ رداءْ
والأرض تميدُ على قدمي... كأني أسمع عشقَ العرب الباهرِ للأعداءْ
بعد دقائق يأتي الموتُ
يحط على كفٍّ راجفةٍ.. ترقص طرباً دون غناءْ
تطلعُ زهرةُ دفلى فوق جوانبِ جثته
يتألقُ بعضُ الجرذانِ على أشلاءِ قضيتِنا
فتضجُّ الجثةُ والأشلاءْ

6

ما أعظمَ مذبحة الدفلى!
تتألق في يومِ العيدِ
وترشُّ النورَ على القتلى
خصركِ يا عاهرةَ الساسةِ
لا أجمل شبقاً.. أو أحلى
فتزيدُ حرارةُ أحزاني
تكبر في العربِ خيانتهم
وأنا –مشنوقاً- أتدلى
فالعربُ ازدادوا صهينةً
صاروا والغربُ يضاجعهمْ
في عقر مثانته... بولا
الآن ستكبرُ أحزاني
إن لم أكسرْعهرَ الحكامْ
وستعجبني سكرةُ روحي
إن لم أمعن فيهم شعرا
إن لم أمعن فيهم قولا

August 3rd 2003
سان فرانسيسكو
أمريكا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى