الخميس ١٦ شباط (فبراير) ٢٠١٧

قِيَمُ مُثَقَفٍ

يحيى محمود التلولي

بدأ ذلك اليوم جميلا، حيث السماء الصافية، والشمس ترسل خيوط أشعتها الذهبية؛ لتعانق نسمات عبير الصباح، فتسري في الجسد نشوة الأمل، وترانيم السعادة. لم يكن يوما عاديا بالنسبة لي، فكيف لا يكون كذلك! ونحن نشارك مؤسسة وطنية طيبة الذكر مناسبة عزيزة، لكن سلوك بعض البشر يأبي إلا أن يحقن في النفس بذور اليأس، وخيبة الأمل.

خرجنا من القاعة بعد جلسات عمل؛ لقضاء بعض الوقت متوجهين إلى حجرة الضيافة، فقابلت أحد المثقفين الكبار مع شخص آخر، فتبادلنا أطراف الحديث حول قيم الشعوب الغربية، فأخذ المثقف الكبير الذي يحمل بيده سيجارة يتحدث عن مشاهد من سلوكياتهم، فأنصت لحديثه الجذاب الذي يأخذ العقول بسحره، ولكن لم يَجُلْ بخاطري ولو للحظة واحدة ما صدر منه حين انتهى من السيجارة، فإذا هو ينظر إلى العَقِبِ، ثمّ ألقي به أرضا غير محترم قيمة المكان، ولا نظافته، فخابت الآمال، وتبددت الأحلام، وانهدمت قيم الأجيال.

يحيى محمود التلولي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى