الاثنين ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم حسين سرمك حسن

موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية: (196)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

اقتباسات

(في صباح يوم 29 يونيو 1989، اندلعت الفوضى في أروقة السلطة في العاصمة واشنطن. "التحقيق في الدعارة المثلية قد يقوّض حكومة بوش وريغان". هكذا صرخت الصفحة الاولى من الواشنطن تايمز مع ضربة ثانوية: "صبيان الدعارة يأخذون جولة في البيت الأبيض بعد منتصف الليل". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، "شبكة دعارة مثلية هي قيد التحقيق من قبل السلطات الاتحادية والمنطقة وتشمل من بين عملائها كبار المسؤولين في إدارات ريغان وبوش والمسؤولين العسكريين ومساعدين بالكونجرس ورجال أعمال أمريكيين وأجانب لديهم علاقات وثيقة مع النخبة السياسية في واشنطن).

(وذكرت صحيفة الأسبوعية The weekly أن روي ستيفنس، المحقق الخاص الذي عمل في هذه القضية ويرأس أيضا مؤسسة الشباب المفقودين، قال "بأن هناك سببا للاعتقاد بأن وكالة المخابرات المركزية متورطة مباشرة"، وأن "مكتب المباحث الفدرالي يرفض المساعدة في التحقيق وقد قام بتخريب أي جهود "للوصول الى المركز الحقيقي للقصة". وقال روي ستيفنز ان "بول بوناشي" رئيس شرطة نبراسكا والمتهم في القضية اتهم مباشرة الرئيس بوش بالتورط" في هذه الفضيحة" عندما شهد أمام لجنة فرانكلين).

(ليزا واشنطن، الفتاة الصغيرة، حكت بشكل مفصّل عن ممارسة الجنس مع الأطفال، واللواطة بهم، وصناعة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال واسعة النطاق، تُدار في ولاية نبراسكا من قبل لورانس كنغ. وكشفت كيف كانت تؤخذ بانتظام الى واشنطن على متن طائرة، مع شبان آخرين، لحضور حفلات بستضيفها كنغ وتضم العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك رجال أعمال وسياسيين. ليزا سمّت جورج بوش الأب تحديدا وأنها رأته يحضر على الأقل في مناسبتين منفصلتين).

المحتوى

(الفضيحة الأولى عن اللواطة في البيت الأبيض عام 1989 ودور الرئيس بوش الأول- فضيحة ثانية عن اغتصاب الأطفال ودور الرئيس بوش الأب فيها (فضيحة فرانكلين)- متى ظهر اسم الرئيس بوش كمتورّط في فضيحة اغتصاب الأطفال؟- اغتالوا المحقق الذي حصل على الأدلة على تورّط الرئيس بوش في دعارة الأطفال- طفلتان ضحيتان شخّصتا الرئيس بوش الأب في حفلات دعارة الأطفال عام 1985- الشرطة الاسترالية تؤكّد الفضيحة- مسؤولة الرعاية الاجتماعية تؤكد تورّط الرئيس بوش في فضيحة دعارة الأطفال من خلال اعترافات الطفلة ليزا (15 عاما)- تقرير لجنة فرانكلين يؤكد تورّط الرئيس بوش في دعارة الأطفال- عدد صحيفة شيكاغو تريبيون دليل آخر على التورّط- وبدأ انحياز القضاء الفاسد لصالح المغتصبين المتنفّذين رغم نجاح الضحايا في فحص الكذب- فضيحة بعيدة تحيي فضيحة الرئيس بوش القديمة التي توشك أن تموت- الرئيس بوش يدافع ويعيّن في أعلى منصب لواطي أطفال مطرود من الجامعة - لواطي الأطفال صديق بوش هذا ذكره المحقق كارادوري الذي تم اغتياله مع طفله- مصادر هذه الحلقات)

الفضيحة الأولى عن اللواطة في البيت الأبيض عام 1989 ودور الرئيس بوش الأول

في صباح يوم 29 يونيو 1989، اندلعت الفوضى في أروقة السلطة في عاصمة البلاد. "التحقيق في الدعارة المثلية قد يقوّض حكومة بوش وريغان". هكذا صرخت الصفحة الاولى من الواشنطن تايمز مع ضربة ثانوية: "صبيان الدعارة يأخذون جولة في البيت الأبيض بعد منتصف الليل".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، "شبكة دعارة مثلية هي قيد التحقيق من قبل السلطات الاتحادية والمنطقة وتشمل من بين عملائها كبار المسؤولين في إدارات ريغان وبوش والمسؤولين العسكريين ومساعدين بالكونجرس ورجال أعمال أمريكيين وأجانب لديهم علاقات وثيقة مع النخبة السياسية في واشنطن".

وتركز الفضح على دور "كريغ سبنس"، وهو ناشط جمهوري مؤثر معروف عن حياته حفلات "كوكتيل السلطة" الباذخة. كانت لسبنس ارتباطات جيدة. كان يحتفل بعيد الاستقلال عام 1988 بإجراء جولة في البيت الأبيض بعد منتصف الليل وبرفقته اثنين من البغايا الذكور في سن المراهقة بين آخرين في حزبه.

تشير الشائعات إلى وجود قائمة بأسماء نحو 200 من الشخصيات السياسية البارزة في واشنطن استخدموا خدمة صبيان الهاتف. المسؤول الثاني عن شؤون الموظفين في البيت الأبيض، الذي كان مسؤولا عن ملء جميع وظائف الخدمة المدنية العليا في الحكومة الفيدرالية، ورئيس موظفي وزيرة العمل "إليزابيث دول"، كانا في القائمة كزبائن لحلقة صبيان الدعارة.
وزُعم أن اثنين من حلقة صبيان الدعارة كانا من عملاء الكي جي بي، وفقا لمقابلة صحفية مع جنرال متقاعد من وكالة استخبارات الدفاع. ولكن الأدلة تشير بدلا من ذلك إلى عملية ابتزاز جنسية نظمتها وكالة المخابرات المركزية. فقد تمت تغطية قصر كريغ سبنس بأكمله بميكروفونات خفية، ومرايا ذات اتجاهين وكاميرات فيديو، على استعداد وفي أي وقت لالتقاط أي حركة طائشة من النخبة العالية، القوية والمؤذية في واشنطن. منذ زمن طويل تأسست المعايير السياسية للسلوك الجنسي السليم في واشنطن: أي نزوة يمكن ان تمر، طالما لا يُمسك بك. كان المثل الشعبي يقول أن الطريقة الوحيدة التي يدمّر بها السياسي حياته المهنية هي أن يُمسك "مع امرأة ميتة أو صبي حيّ" في سريره.

بعد أشهر من هدوء الفضيحة، وقبل أسابيع قليلة من انتحاره المزعوم، سُئل كريغ سبنس عن من الذي قد قدم له "مفتاح" الدخول إلى البيت الأبيض. ذكرت صحيفة واشنطن تايمز أن "سبنس ألمح إلى أنه تم ترتيب الجولات من قبل أشخاص في المستوى الأعلى، بما في ذلك "دونالد جريج"، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس بوش الأب آنذاك وسفير الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية لاحقا.

كان لدينا بالفعل فرصة لدراسة دور "دونالد جريج" في فضيحة إيران-كونترا، فقد لوحظ أداؤه الغريب عندما أدلى بشهادته تحت القسم أمام لجان الكونغرس. نفى جريج بسخط أي اتصال له بكريغ سبنس، ومع ذلك فإن السجلات العامة تشير إلى أن سبنس قد أقام حفل عشاء تكريما لجريج في ربيع عام 1989 في فندق فور سيزونز الفاخر بواشنطن.

كان جورج بوش غير مسرور بالتغطية الإعلامية لتهم الدعارة وظل يتابع الفضيحة وهي تتضخم. ذكرت صحيفة واشنطن تايمز في مقال تحت عنوان "البيت الأبيض صامت تجاه فضيحة صبيان الدعارة" ان "مصادر في البيت الابيض أكدت أن الرئيس بوش يتابع قصة زيارة أواخر الليل وصلات السيد سبنس بشبكة الدعارة المثلية قيد التحقيق من قبل السلطات الاتحادية منذ ان كُشف النقاب عنها في 29 يونيو في الواشنطن تايمز. ولكن كبار المسؤولين لا يناقشون جوهر القصة، حتى بين أنفسهم.

"رفض مسؤولو الصحافة في البيت الأبيض طلبات متكررة للحصول على رد فعل السيد بوش أو مناقشة التحقيقات وما يتكشّف عنها. ومع منتصف الصيف، كانت الفضيحة قد دُفنت. نجح الرئيس في تجنب عقد أي مؤتمر صحفي واحد لأنه كان متاكداً من أنه سيُطلب منه التعليق على الفضيحة.

فضيحة ثانية عن اغتصاب الأطفال ودور الرئيس بوش الأب فيها (فضيحة فرانكلين)

ومع هيمنة فضيحة حلقة صبيان الدعارة على دوائر حفلات كوكتيل القيل والقال في واشنطن، تفجّرت فضيحة أخرى في جميع أنحاء البلاد من ولاية نبراسكا، وبلغت ذروتها. مرة أخرى طرقت هذه الفضيحة على باب الرئيس.

الجمهوري الأسود الذي كان قائدا في تنظيم دعم الأقلية لحملة الرئيس بوش الرئاسية عام 1988، والذي عرض بفخر صورة له مع الرئيس، يداً بيد، في منزله في بلدة أوماها، كان في قلب فضيحة جنس ومال استمرت تعصف بالحكومة.

ظهرت الفضيحة مع انهيار اتحاد فرانكلين للتسليف والادخار الموجه للأقلية في أوماها، والذي كان يديره "لورانس كنغ"، وهو جمهوري أسود مؤثر على المستوى الوطني، غنّى النشيد الوطني في مؤتمري الجمهوريين عامي 1984 و 1988. أصبح كنغ موضوع التحقيق في مجلس الشيوخ في ولاية نبراسكا التي شكلت لجنة خاصة سُميت "لجنة فرانكلين" للتحقيق في تهمة الاختلاس. في نوفمبر 1988، داهم مكتب التحقيقات الفدرالي مكاتب كنغ واكتشف اختفاء 40 مليون دولار. في غضون أسابيع، وجد مجلس شيوخ ولاية نبراسكا، الذي افتتح التحقيق في البداية لمعرفة أين ذهبت الأموال، وجد نفسه بدلا من ذلك يستجوب شبابا صغارا ومراهقين قيل بأنهم كانوا يمارسون الدعارة. اتهم الأخصائيون الاجتماعيون والإداريون في مؤسسة الدولة لرعاية الأطفال لورانس كنغ بتشغيل شبكة لدعارة الأطفال. نمت هذه الاتهامات عندما وجد الرئيس السابق للشرطة في أوماها، وناشر أكبر صحيفة يومية في الولاية، وعدد من الأعوان السياسيين لكنغ، أنفسهم متهمين بإدارة حلقة دعارة الأطفال.

يقضي كنغ الآن عقوبة السجن الاتحادي لمدة 15 عاما بتهمة الاحتيال على اتحاد فرانكلين في أوماها. ولكن مجلات عديدة منها Avvenimenti من إيطاليا و Pronto من إسبانيا، أعلنت بأن جرائم كنغ كانت أكثر جدية: أنه يدير شبكة دعارة أطفال على مستوى البلاد تخدم النخبة السياسية والتجارية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء. الأطفال ضحايا عمليات كنغ اتهموه بالمشاركة في حفلة طقوس شيطانية واحدة على الاقل لقتل طفل منذ عدة سنوات. صحف واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وناشيونال لاو غطت مجموعة كاملة من الاتهامات بعد اندلاع الفضيحة في نوفمبر تشرين الثاني من عام 1988. وربطت احتيالات كنغ المالية أيضا بقضية إيران كونترا، والبعض قال أن كنغ قدم لوكالة المخابرات المركزية معلومات حصل عليها من أنشطته المزعومة كـ "قوّاد" للصفوة والأقوياء.

عنوان صحفي بارز عن فضيحة لاري كنغ

ذكرت مجلة برونتو، ومقرها برشلونة، وهي أكبر المجلات الأسبوعية المتداولة في اسبانيا ولديها 4.5 ملايين قارىء، أن فضيحة دعارة الأطفال التي يديرها لورانس كنغ "تظهر التورط المباشرة للساسة من ولاية نبراسكا وواشنطن العاصمة الذين هم على مقربة جدا من البيت الأبيض وجورج بوش نفسه".

وذكرت صحيفة الأسبوعية The weekly أن روي ستيفنس، المحقق الخاص الذي عمل في هذه القضية ويرأس أيضا مؤسسة الشباب المفقودين، قال "بأن هناك سببا للاعتقاد بأن وكالة المخابرات المركزية متورطة مباشرة"، وأن "مكتب المباحث الفدرالي يرفض المساعدة في التحقيق وقد قام بتخريب أي جهود "للوصول الى المركز الحقيقي للقصة". وقال روي ستيفنز ان "بول بوناشي" رئيس شرطة نبراسكا والمتهم في القضية اتهم مباشرة الرئيس بوش بالتورط" في هذه الفضيحة" عندما شهد أمام لجنة فرانكلين. بول بوناشي الذي كان واحدا من أطراف دعارة الأطفال، تم تحديده من قبل كبار الخبراء في إساءة معاملة الأطفال باعتباره شاهدا جيّد المصداقية.

لم يكن لورانس كنغ غريبا على الرئيس بوش. مثلما لم يكن لورانس كنغ غريبا على كريغ سبنس. شهد العديد من الأطفال في حلقة الدعارة في أوماها بأنهم قد سافروا إلى واشنطن العاصمة مع لورانس كنغ في طائرات خاصة لحضور الأحداث السياسية التي تلتها حفلات الجنس. كان بين كنغ وسبنس الكثير من القواسم المشتركة. لم يكونا فقط من نشطاء الحزب الجمهوري ولكنها أيضا كانا يعملان سوية على شراء المومسات للنخبة في واشنطن.

متى ظهر اسم الرئيس بوش كمتورّط في فضيحة اغتصاب الأطفال؟

كان اسم بوش قد ظهر مرارا وتكرارا في فضيحة نبراسكا. لكن اسمه ظهر لأول مرة في الصحافة في يوليو حزيران 1989، بعد اقل من شهر على ظهور فضيحة صبيان الدعارة في عناوين الصحف في واشنطن. ذكرت الصحيفة اليومية الرائدة في أوماها، "أن طفلة من الضحايا، والتي كانت تحت الرعاية النفسية، قالت أنها رأت جورج بوش في واحدة من حفلات كنغ".

بعد ثلاث سنوات كاملة من ظهور الفضيحة في العناوين لأول مرة، ظهر اسم بوش مرة أخرى في الصحافة. نشرت مجلة جنتلمان كوارترلي Gentleman’s Quarterly مقالا مطولا اعتبره الكثير من المراقبين السياسيين في ولاية نبراسكا بأنه محاولة لدحض اتهامات الفضيحة التي لن تموت، على الرغم من إنهاء جميع التحقيقات الرسمية فيها. مقالة المجلة نظرت إلى الاتهامات والخلافات والمزاعم بوصفها نظرية مؤامرة خرجت عن نطاق السيطرة وصدى لبعض الظواهر الاجتماعية "الصوفية" الفريدة التي تميّز سكان الريف من مواطني ولاية نيبراسكا الذين يصدّقون بأي شىء ويحرقون بعدم الثقة والعاطفة الشعبية حياة المدينة!!. لكن سجلت استطلاعات عديدة للرأي على مدى السنوات القليلة الماضية أن أكثر من 90٪ قالوا إنهم يعتقدون بأنه كان هناك تستر على الحقيقة في هذه الفضيحة.

وقالت المجلة: نعم، كانت هناك سرقة وفساد وجنسية مثلية في هذه القصة، ولكن لم يشترك أي طفل في هذه القضية. وفي الواقع، كان الطفل الوحيد الذي ذكر انه شاهد جورج بوش في إحدى حفلات كنغ في واشنطن هو صبي يبلغ من العمر 9 سنوات، وهو من أقل شهود كارادوري موثوقية".

اغتالوا المحقق الذي حصل على الأدلة على تورّط الرئيس بوش في دعارة الأطفال

كان "غاري كارادوري" رجل شرطة متقاعد تم تكليفه بالتحقيق في الفضيحة من قبل مجلس شيوخ ولاية نبراسكا، ولكنه توفي في ظروف غامضة أثناء قيامه بالتحقيقات.
هل يبدو كارادوري مجنونا؟

ليس بالنسبة لستيف بومان، وهو رجل أعمال من أوماها قام بوضع كتاب حول فضيحة فرانكلين للمال والجنس. "لدينا بعض الشهود العدول الذين يقولون: "نعم، جورج بوش متورّط في المشكلة". "... إساءة معاملة الأطفال أصبحت واحدة من أكثر الأوبئة في أمريكا في التسعينات". وقال بومان لمجلة جنتلمان كوارترلي أن واحدا من مصادره هو طبيب نفساني متقاعد كان يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية. وأضاف أن تهريب الكوكايين والفساد السياسي كانت الموضوعات الرئيسية الأخرى من كتابه.

ولم يكن كارادوري يبدو مجنونا لبيتر سوير أيضا، وهو ناشط محافظ استرالي يصدر رسالة إخبارية مثيرة للجدل عنوانها، داخل الأخبار Inside News، تُتداول بين القرّاء بـ 200.000 نسخة، خصص عدد نوفمبر 1991 كلّه تماما لفضيحة نبراسكا، مع التركيز على روابط الرئيس بوش بهذه القضية. في قسم عنوانه، "الادعاءات الأصلية: ذُكر اسم بوش أول مرة في عام 1985،" كتب سوير،
"القصص عن الجنس والمواد الإباحية عن الأطفال أصبحت معروفة للرأي العام أول مرة في عام 1989، في أعقاب انهيار اتحاد فرانكلين للائتمان. ومع ذلك، فليس هذا هو الوقت الذي بدأت فيه هذه المزاعم. في الواقع، نظرا للنكهة السياسية للتحقيقات اللاحقة، فإنه سيكون من السهل رفض المزاعم بأن جورج بوش كان متورطا في دعارة الأطفال. فلأنه كان في ذلك الوقت شخصية عامة جدا ومشهورة جدا كرئيس للولايات المتحدة يمكننا القول بأنه كان مستهدفا سياسياً...".
الصورة رقم (؟):

المحقق القتيل غاري كارادوري

إذا كانت المزاعم حول حلقة استغلال الأطفال الجنسية الضخمة، والتي تمحورت حول لورانس كنغ واتجهت بصورة مستقيمة نحو البيت الأبيض، قد حصلت في عام 1989، وجاءت كلها من المصدر نفسه، يمكن أن نشك في أن بعض الأعداء السياسيين لبوش قد صمّموا المؤامرة. ولكن، هذه الادعاءات التي نشأت مع انهيار اتحاد فرانكلين للتسليف والادخار ليست الأولى.

طفلتان ضحيتان شخّصتا الرئيس بوش الأب في حفلات دعارة الأطفال عام 1985

بالعودة الى عام 1985، الفتاة الصغيرة، "ليزا واشنطن"، كانت مركز تحقيق من قبل اندريا كارنر من قسم نبراسكا للخدمات الاجتماعية. وقد كان سبب التحقيق هو هروب ليزا وشقيقتها تريسي المتكرر من أبويهما بالتبني، جاريت وباربرا ويب. في البداية كانت ليزا وتريسي متردّدتين في الكشف عن المعلومات خوفا من تعرضهما للمزيد من العقاب، لكن الفتاتين روتا في نهاية المطاف قصة مذهلة دُعمت في وقت لاحق من قبل الأطفال الآخرين المتبنين من قبل عائلة ويب.

وقد جرى استخلاص هذه المعلومات من قبل السيدة "جولي والترز"، مسؤولة رعاية اجتماعية أخرى، تعمل في مؤسسة تاون بويز للأيتام في ذلك الوقت، والتي تم استدعاؤها بسبب الإشارة المستمرة من قبل أطفال عائلة ويب وغيرهم إلى هذه المؤسسة.
(معلومة خطيرة:

من المهم ملاحظة أن باربرا ويب هي إبنة عم لورانس كنغ، وجاريت ويب عضو في هيئة إدارة اتحاد فرانكلين للائتمان)

ليزا، وبدعم من شقيقتها، حكت بشكل مفصل عن ممارسة الجنس مع الأطفال، واللواطة بهم، وصناعة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال واسعة النطاق، تُدار في ولاية نبراسكا من قبل لورانس كنغ. وكشفت كيف كانت تؤخذ بانتظام الى واشنطن على متن طائرة، مع شبان آخرين، لحضور حفلات بستضيفها كنغ وتضم العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك رجال أعمال وسياسيين. ليزا سمّت جورج بوش الأب تحديدا وأنها رأته يحضر على الأقل في مناسبتين منفصلتين. "تذكّر أيها القارىء، كان هذا في عام 1985"، هكذا أكّد الصحفي الأسترالي.

الشرطة الاسترالية تؤكّد الفضيحة

واستنسخت النشرة الإخبارية الاسترالية عدة وثائق من قضية ليزا، بما في ذلك تقرير شرطة ولاية نبراسكا، ورسالة هيئة مراجعة التبني في ولاية نبراسكا إلى النائب العام، وتقرير استقصائي أعدته لجنة فرانكلين في مجلس شيوخ ولاية نبراسكا، وجزء من استخلاص المعلومات مكتوب بخط يد السيدة جولي والترز. يقول بيتر سوير انه حصل على وثائق من ضباط إنفاذ القانون الأسترالي المتعاطفين الذين ساهموا مع القناة الأسترالية العاشرة في إنتاج برنامج عن شبكة دعارة الأطفال في الولايات المتحدة. يبدو أن رجال الشرطة الاسترالية كانوا على اتصال مع ضباط إنفاذ القانون الأمريكيين الذين اتفقوا على ما يبدو على أنه كانت هناك عملية تستر على فضيحة نبراسكا. أظهرت التحقيقات اللاحقة التي قام بها كتّاب آخرون أن جميع الوثائق الأربع التي نشرها المحرر الاسترالي كانت أصيلة.

مسؤولة الرعاية الاجتماعية تؤكد تورّط الرئيس بوش في فضيحة دعارة الأطفال من خلال اعترافات الطفلة ليزا (15 عاما)

أكّدت السيدة جولي والترز، أنها في عام 1986 كانت قد قابلت طفلة حلقة الدعارة، ليزا، التي أخبرتها عن السيد بوش. ليزا وشقيقتها تريسي كانتا تعيشان مؤقتا في ذلك الوقت في منزل كاثلين سورنسن، متبنية أخرى. أوضحت السيدة والترز انها في البداية فوجئت جدا لأن ليزا، التي جاء من خلفية فقيرة جدا ولا معرفة لها بالشؤون السياسية، قد قدمت تفاصيل دقيقة عن حضورها في الاجتماعات السياسية في جميع أنحاء البلاد.

من تقرير جولي والترز (50 صفحة بخط اليد) نقتطف ما يلي:

"25/3/1986. اللقاء بكاثلين سورنسون وليزا لمدة ساعتين في بلير بنبراسكا، واستجواب ليزا عن مزيد من التفاصيل حول الاعتداء الجنسي... اعترقت ليزا بأنها استُخدمت في الدعارة من قبل لورانس كنغ عندما كانت في رحلة مع عائلتها. وقالت إنها بدأت تذهب في رحلات الدعارة عندما كانت في الصف العاشر (الرابع اعدادي). وبالاضافة اليها ولورانس كان هناك أيضا السيدة لورانس، وابنهما، برنس، و 2-3 أزواج آخرين. سافروا في طائرة لورانس الخاصة، وقالت ليزا أنها في تلك الحفلات، التي يستضيفها لورانس، تجلس عارية "وتبدو جميلة وبريئة" ويمكن للضيوف المشاركة في أي نشاط جنسي يريدونه معها (عدا الإيلاج)... وقالت ليزا إنها التقت لأول مرة بنائب الرئيس (آنذاك) جورج بوش في مؤتمر الحزب الجمهوري (الذي غنّى فيه لاري كينغ النشيد الوطني). ثم رأته مرة أخرى في حفل واشنطن، العاصمة الذي استضافه لاري. في هذه الحفلة، لم تشاهد ليزا أي امرأة (مكياج المراهقين كان مثاليا- كان عليك أن تحدق في أرجلهم للتأكد من أنهم لم يكونوا نساءًا).

لاري كنغ مسؤول عصابات دعارة الأطفال لصالح الرئيس بوش الأب

اختبار كشف الكذب الذي خضعت له ليزا تمحور فقط حول الاعتداء الجنسي الذي ارتكبه بحقها جاريت ويب. في ذلك الوقت، كانوا قد قالوا أمورا عامة فقط حول رحلات لورانس (أي أين ذهبوا، وما إلى ذلك). بدأت فقط بالحديث عن تورطها في الدعارة خلال تلك الرحلات في 25/3/1986....
رافقت ليزا السيد والسيدة كنغ وابنهما برنس في رحلات إلى شيكاغو، ونيويورك، وواشنطن العاصمة عندما كان عمرها 15 عاما. فاتها اثنان وعشرون يوما من المدرسة تقريبا بسبب هذه الرحلات. كانت ليزا ترافقهم بحجة كونها حاضنة ابنهما برنس. في العام الماضي التقت بنائب الرئيس جورج بوش ورأته مرة أخرى في أحدى الحفلات التي أقامها لورانس بينما كان في رحلة إلى واشنطن. في بعض الحفلات كان هناك رجال فقط (كما كان الحال في الحفلة التي حضرها جورج بوش) –رجال كبار وشبان في أوائل العشرينات. وقالت ليزا انها شهدت حالات اللواط التي ارتُكبت في تلك الحفلات....

في هذه الحفلات، كما قالت ليزا كان لكل ضيف حارس شخصي ورأت بعض الرجال يحملون المسدسات. وكان كل ضيف يظهر بطاقة يتم تشغيلها من خلال آلة للتحقق من هو الضيف، أو في الواقع، مما يريده هو. وبعد ذلك يتم تفتيش كل ضيف قبل دخول الحفلة.

تقرير لجنة فرانكلين يؤكد تورّط الرئيس بوش في دعارة الأطفال

من المعروف أن تفاصيل الاتهامات ضد السيد بوش هي في يد مكتب التحقيقات الفيدرالي. وجاء في تقرير لجنة فرانكلين:

على ما يبدو أنها [ليزا] اتصلت في 19 ديسمبر [1988] وجاءت طواعية إلى مكاتب مكتب التحقيقات الفيدرالي في 30 ديسمبر 1988. وقد قوبلت من قبل برادي، تاكر وفيليبس.
وأوضحت إنه في سبتمبر أو أكتوبر عام 1984، عندما كانت [ليزا] في الرابعة عشر أو الخامسة عشر من العمر، ذهبت في رحلة إلى شيكاغو مع لورانس وخمسة عشر إلى عشرين شخصا من أوماها. وطارت إلى شيكاغو على متن طائرة خاصة.

كانت الطائرة كبيرة وكان فيها صفان من المقاعد على جانبي الممر الأوسط.
وقالت أن كنغ حصل على الأولاد من ميتم تاون بويز، وأن الأولاد عملوا لصالحه. وذكرت أن رود ايفانز واثنين من الصبية اسمهم الأخير إيفانز كانوا على متن الطائرة. لم تستطع تذكر أسماء الأولاد الآخرين.

الأولاد الذين طاروا الى شيكاغو مع ليزا وكنغ تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر وثمانية عشر عاما. وكان معظم الأولاد سودا ولكن كان بعضهم من البيض. وقد عُرضت عليها صورة ملونة لصبي، فعرفت أن الصبي واحد من الفتيان الذين كانوا على متن الطائرة. لكنها لا تتذكر اسمه.
وقالت إنها أُجبرت على الذهاب في الرحلة من قبل باربرا ويب.

وقالت إنها حضرت حفلة في شيكاغو مع كنغ والشباب الذكور. وأشارت إلى أن جورج بوش كان حاضرا.

عدد صحيفة شيكاغو تريبيون دليل آخر على التورّط

وقالت إنها كانت جالسة على طاولة في الحفلة ولم تكن ترتدي شيئا. وذكرت أن جورج بوش رآها على الطاولة. وذكرت أنها شاهدت جورج بوش يدفع أموالا لكنغ، وأن بوش ترك الحفلة مع صبي أسود عمره تسعة عشر عاما يدعى برنت. وقالت ليزا كانت الحفلة التي حضرها جورج بوش في شيكاغو في سبتمبر أو أكتوبر عام 1984. ووفقا لعدد صحيفة شيكاغو تريبيون في 31 أكتوبر، 1984، كان بوش هناك في الحملات الانتخابية لمرشحي الكونغرس في نهاية اكتوبر تشرين الاول. (أي أن التاريخ الذي أعطته ليزا كان دقيقا).

وأضافت ليزا مزيدا من التفاصيل عن رحلة شيكاغو، وبيّنت لماذا كانت متأكدة من أن الذي رأته هو جورج بوش. وفقا لتقرير في 8 مايو 1989 للمحقق جيري لوي "أشارت ليزا أنها عرفت أن جورج بوش القادم للحفلة، وأن بوش كان معه اثنان من الذكور البيض الضخام. وأشارت ليزا أن بوش جاء إلى الحفلة بعد ما يقرب من 45 دقيقة من بدايتها وان لورانس كان في استقباله. وأشارت ليزا إلى ان تعرفها على جورج بوش يرجع إلى حقيقة أنه كان في الحملات السياسية وأيضا أنها كانت قد شاهدت صورة لبوش مع لورانس في منزل الأخير في أوماها".

وبدأ انحياز القضاء الفاسد لصالح المغتصبين المتنفّذين رغم نجاح الضحايا في فحص الكذب

ليس هناك شك في أن ليزا وتريسي ويب قد تعرضتا للاغتصاب والتعذيب كما قالتا. ولكن، تمشيا مع النمط السائد للتستر والتغطية، قرر قاضي ولاية نبراسكا في ديسمبر 1990 رفض جميع التهم الموجهة للمعتدين، جاريت وباربرا ويب. وتجاهل القاضي تقرير الشهادة المقدم عام 1986 من قبل مسؤولة ميتم تاون بويز، جولي والترز. وجاء في التقرير: "خضعت ليزا لأربعة اختبارات كشف الكذب من قبل أحد افراد قوات امن الدولة في أوماها. وقد قال هذا المحقق بعد إتمام الاختبار أنه حاول "كسر ليزا وإهارتها"، غير أنه كان مقتنعا أنها كانت تقول الحقيقة.

وعلاوة على ذلك، فإن عددا من مسؤولي الحضانة والعمال الشباب استجوبوا الأخوات. كانوا جميعا يصدقون تماما ليس فقط بالقصة العامة للإساءة الجنسية، ولكن على وجه التحديد حديثهما عن تورط جورج بوش. تقرير مارس 1986 عن بوش أضيف إلى التقرير الرسمي لرعاية مجلس مراجعة التبني الذي عُرض على لجنة فرانكلين لمجلس الشيوخ. وكما كتبت كاثلين سورنسن في تقرير مؤرخ في 1 مايو 1989 "كان هذا قبل وقت طويل قبل أن يصبح بوش رئيسا. فكيف عرفوه؟".

فضيحة بعيدة تحيي فضيحة الرئيس بوش القديمة التي توشك أن تموت

أعطيت الشائعات حول السيد بوش حياة جديدة عندما وجد الدكتور رونالد روسكنز، رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) نفسه موضع جدل واتهامات واسعة. ذكرت صحيفة مراجعة المخابرات التنفيذية Executive Intelligence Review في خريف عام 1991 أن الدكتور روسكنز هو موضوع فضيحة حيث يُتهم بانتهاك القوانين الاتحادية وقوانين الأخلاق، وفقا لعدد 6 أكتوبر من واشنطن بوست. فقد اتهم تقرير للمفتش العام للوكالة "هربرت بيكنغتون"، بتاريخ 5 أبريل، تمّ تسريبه لصحيفة نيويورك بوست، اتهم روسكنز بقبول الآلاف من الدولارات في مدفوعات من "منظمات مختلفة كتعويض له ولزوجته عن نفقات السفر" بينما كان روسكنز يسافر على نفقة القطاع الحكومي الرسمي. كما تقبّل روسكنز أيضا المال لرحلة خاصة من شركة وافق على التخلي عنها كشرط لتعيينه الرئاسي".

وخلص المفتش العام إلى أن الأموال التي قبلها روسكنز غير قانونية وتمثل تضاربا في المصالح وتنتهك القانون الاتحادي ضد كسب الدخل من جهة غير حكومية. ولكن، في يوم 4 سبتمبر، وبعد الإطلاع على التهم، أبلغت وزارة العدل المفتش العام بيكنغتون أنها قررت عدم مقاضاة روسكنز دون إعطاء أي تفسير لقرارها.

البيت الأبيض يراجع القضية!

محققون من الكونجرس بدأو يبحثون بالفعل في هذه المزاعم. وعندما يفتشون تحت السطح، سوف يجدون أنها ليست المرة الأولى التي يرد فيها اسم روسكنز في فضيحة. وعلى الرغم من أن الرئيس بوش قد وعد بأنه لن يتسامح حتى مع أي مظهر غير لائق في إدارته، فيجب على الكونغرس أن لا يتفاجأ إذا هدّد البيت الأبيض بـ "كسر الساقين" دفاعا عن روسكنز.

الرئيس بوش يدافع ويعيّن في أعلى منصب لواطي أطفال مطرود من الجامعة

انه ليس لمجرد أن روسكنز هو صديق شخصي للرئيس بوش، على الرغم من انه كذلك. التحقيق دون عوائق مع روسكنز قد يكشف العلاقة بين هوس بوش الذي لا يعرف عنه الراي العام إلا القليل، بتحديد النسل، والذي ينفذ الكثير منه من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التابعة لوزارة الخارجية في العالم الثالث، والفساد الجنسي المتفشي في النخب السياسية والاستخبارية الأمريكية. أي من هذه الفضائح قد تحطم أوهام قاعدة بوش المحافظة، والكثير منهم لا يزال يتقبل ادعاءات الرئيس بكونه "المؤيد للحياة"، و "مكافح المخدرات"، والوطني المُحب لوطنه. وهذا سيجعل أيضا أي شخص يفكر في الدعاية حول بوش بكونه "الرئيس المناصر للتربية"، يشعر بالغثيان.

مغادرة روسكنز لمدينته في بولاية نبراسكا نحو واشنطن عاصمة البلاد في أوائل عام 1990 أثار كثيرا من الجدل والشكوك. كان قد فُصل فجأة من رئاسة جامعة نبراسكا، في اجتماع سري لمجلس الجامعة في يوليو 1989. ولم يُعط أي تفسير لإبعاده.. ومع ذلك، وخلال أسابيع، عرض البيت الأبيض على روسكنز وظيفة رفيعة المستوى في واشنطن. عرفت الادارة الاميركية حول الجدل الدائر حوله في ولاية نبراسكا، ولكنها مرّرت اختيار خلفية روسكنز لدى مكتب التحقيقات الفدرالي، ومنحته رئاسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.

لواطي الأطفال صديق بوش هذا ذكره المحقق كارادوري الذي تم اغتياله مع طفله

يبدو أن مكتب التحقيقات الفدرالي قد تغاضي عن تقرير استقصائي رُفع في 19 فبراير 1990 من قبل المحقق الراحل غاري كارادوري (41 سنة)، محقق لجنة فرانكلين من مجلس شيوخ ولاية نبراسكا في فضيحة دعارة الأطفال الذي قُتل مع ابنه الصغير بانفجار طائرته المشبوه وهو الطيار المقتدر الحذر وكان يقول لأصدقائه قبل وفاته باسابيع أنه سيُقتل بتفجير طائرته!!.
كتب كارادوري يقول "علمتُ أن روسكنز قد أنهيت خدماته من قبل الولاية بسبب أنشطة جنسية أُبلغ بها مجلس الحكّام وتأكدوا منها. أفادت التقارير أن السيد روسكنز لديه شاب صغير في مقر إقامته لغرض اللقاءات الجنسية. كجزء من قرار الانفصال عن الدولة، عليه إخلاء المنزل المملوك للدولة بسبب المسؤولية أمام الدولة إذا كان سلوكه الجنسي غير قانوني".

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه الحلقات عن الفضائح الجنسية لآل بوش والنخبة السياسية الأمريكية والبريطانية سوف تُذكر في الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى