الثلاثاء ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٧

صدور كتاب «العربية» هذه اللغة الشريفة

صدر مؤخرًا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية كتاب بعنوان: "العربية... هذه اللغة الشريفة، دراسات في اللغة والنحو والمعجم والساميات" للباحث الدكتور رمزي بعلبكي الحائز على جائزة الملك فيصل. والكتاب عبارة عن مقالات جمعها الباحث الدكتور بلال الأرفه لي، رئيس قسم العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأميركية في بيروت.

عنوان الكتاب، هذه اللغة الشريفة، مستوحًى من عبارة ترد في "الخصائص" لابن جنّي وهي: "واعتقادي فيه أنّه من أشرف ما صُنّف في علم العرب... وأجمعِه للأدلّة على ما أُودِعَتْه هذه اللغة الشريفة من خصائص الحكمة..."؛ الخصائص لابن جني (القاهرة: 1952- 1956)، 1/1. وانظر أيضًا قوله: "وذلك أنني إذا تأملتُ حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدتُ فيها من الحكمة والدقّة والإرهاف والرقّة ما يملك عليّ جانب الفكر، حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر"؛ المصدر نفسه 1/47. وبحسب الأرفه لي كان الدكتور بعلبكي يردّد على مسامع طلاّبه هذه العبارة كلّما عرضتْ لطيفةٌ لغويّة يَخْلص منها إلى روعة العربيّة وقدرتها الفائقة على التوليد والتفرقة بين المعاني الدقيقة. وهذه العبارة، كما يقول الأرفه لي في مقدّمته للكتاب، تختصر مسيرة رجلٍ وهب العربيّة سني عمره، لذا ارتآها عنوانًا لكتابه هذا الذي يضعه في متناول قرّاء العربيّة ومحبّيها.

أمّا عن سبب جمعه للكتاب فيقول الأرفه لي إنّ من العادة الأكاديميّة في الغرب أن تُجمع مقالات كبار العلماء في كتب مختصّة كلّما نظمها ناظم. إذ غالبًا ما يتتبّع هؤلاء العلماء ثيمات وموضوعات في مقالاتهم المحكّمة دون أن يعيدوا نشرها في كتب أوسع إمّا لضيق وقتهم أو لتواضعهم.

تسهّل عمليةُ جمع المقالات هذه تحقيقَ الباحثين مرادَهم منها والعودة إليها بعد تنقيحها وتبويبها وفهرستها. وغالبًا ما يضيء بعضُ هذه المقالات بعضَها الآخر عند جمعها في مجلّدٍ واحد فينكشف للقارئ جمعًا ما لا يتأتّى عند قراءة المقالات فرقًا. من هنا وُلدت فكرة هذا الكتاب.

ولعلّ هذا النقص في الاهتمام بالمقالات العربية على حدّ رأي الأرفه لي هو ما دعا كثيرًا من علماء العربيّة إلى الكتابة بالإنكليزيّة أو غيرها من اللغات الأوروبيّة. وهكذا يتمّ عن غير قصد تغريب العربيّة في البحث الأكاديميّ حتّى عن أبنائها وأهلها. وقد تنبّه الأستاذ الدكتور رمزي بعلبكي إلى عواقب هذا الأمر باكرًا في مسيرته العلميّة فأصرّ دومًا على الكتابة بالعربيّة إلى جانب الإنكليزيّة، ونبّهَ مريديه وطلاّبه على أهميّة النشر بالعربيّة خدمةً لها واعتزازًا بها لغةً بحثيّة عصريّة.

يشتمل الكتاب على سبع عشرة مقالة مختارة أدرجها الأرفه لي في أربعة محاور: اللغة والنحو والمعجم والساميّات وزاد عليها مقدّمة وعددًا ما الكشّافات المفيدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى