الاثنين ١٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

في ذكرى استشهاد البطل أحمد التهامي

البطل الشهيد أحمد التهامي هو شقيق الوزير حسن التهامى وعندما علم البطل أحمد التهامي باستشهاد زوج أخته البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى الذي استشهد يوم الجمعة 23 رمضان 1393 هـ الموافق 19 أكتوبر 1973 م حزن عليه كثيراً لحبه الشديد له وأقسم على الانتقام والثأر له.. ولم يكن وقتها يعلم أنه سيلحق به بعد يومين فقط.

سمح البطل الطيار محمد أبو بكر لجزء من الطيارين بمبيت عدة ساعات لزيارة أهاليهم والاطمئنان عليهم وبعد آخر ضوء غادروا القاعدة وعادوا إليها قبل أول ضوء من اليوم التالى وكان البطل أحمد التهامى من بين هؤلاء وكان على الموجودين من الطيارين النوم مبكراً للاستعداد للطلعات الأولى في حين يأخذ القادمون قسطاً من الراحة ليكونوا مستعدين لطلعات القتال التالية وفي حوالى الثالثة فجر يوم الأحد 25 رمضان 1393 هـجريا الموافق 21 أكتوبر 1973 عاد البطل أحمد التهامى وتوجه إلى حجرة نومه التي بها زميله أبو بكر كان الظلام دامساً داخل الغرفة وسمع أبو بكر صوت زميله أحمد التهامي ينادى عليه بإلحاح: أبو بكر.. أبو بكر.. قوم.. اصحي..
تجاهل أبو بكر نداء زميله مؤثراً إكمال نومه لأنه يعلم ما ينتظره من جهد في الصباح الباكر ولكن أستمر أحمد في ندائه عليه: أبو بكر أنا عارف إنك صاحى.. فيه حاجة مهمة عايز أقول لك عليها
فأراد أبو بكر أن يقصر هذا الحوار وينتهى منه بأسرع وقت ليكمل نومه فرد عليه: قل بسرعة علشان أنام.. وحينئذ رفع أبو بكر طرف الغطاء من على وجهه لينظر تجاه زميله ففوجئ بضوء يشع من وجه أحمد التهامى وكأنه مصباح زئبقي يضئ المكان ثم فاجأه أحمد التهامى بقوله: أنا سأستشهد النهارده فثار أبو بكر وقال له: ما هذا الهراء؟ أتوقظنى من النوم لتقل لى مثل هذا الكلام؟ وكيف لك أن تعلم ذلك؟ هل أطلعك الله على غيبه؟ هل أنت نبى؟ فقال له أحمد التهامى: لقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم الليلة في أثناء غفوة في السيارة التى أقلتني إلى القاعدة منذ قليل وقال لى.. يا أحمد أنت معي اليوم في الجنة.

لم يستطع أبو بكر أن يرد على ما سمعه وهو مذهول ثم فتح أحمد التهامى دولابه وأخرج منه بعض الأشياء وسلمها لأبو بكر طالباً منه أن يوصلها لأسرته منها مبلغاً من المال وسلسلته الذهبية وعليها آية الكرسى.

أخذ أبو بكر الأشياء في صمت وهو يفكر.. وحاول للمرة الأخيرة أن يثنى زميله عن عزمه بقوله: لا أحد يعلم من سيستشهد قبل من.. أليس من الممكن أن أستشهد أنا قبلك؟ فرد عليه أحمد التهامي: أنت ستعود.

وفي الصباح البطل الطيار أبو بكر في الطلعة الأولى لقصف تجمعات العدو في منطقة الثغرة بصواريخ طائرته محدثا بينهم حالة من الفزع وتكبيدهم المزيد من الخسائر وعاد أبو بكر فوجد زميله أحمد التهامي الذي كان يملأ وجهه البشر والوضاءة يستعد لطلعته فحاول أن يعيد إليه سلسلته الذهبية التي نقش عليها آية الكرسي ولكنه أبى قائلاً: لا.. هذه السلسة مع باقي الأشياء ستعطيها لوالدتي وأخي توفيق.. وانطلق البطل الطيار أحمد التهامي بطائرته لأداء واجبه ولم يعد إلى قاعدته.. بل رحل إلى الجنة.

وبعد الحرب ذهب أبو بكر بمتعلقات زميله البطل الشهيد وقابل أخاه توفيق وأخبره فاستمع لأبو بكر في ذهول ورأى أخته التي فقدت الزوج البطل إبراهيم الرفاعى ثم الأخ البطل أحمد التهامي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى