الجمعة ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦

عبد العظيم أنيس

تجاوز الثمانين من عمره، هو عالم الرياضيات والاحصاء، وهو الناقد الأدبي الذي أسهم بقوة في ابراز البعد الاجتماعي للأدب، وهو الكاتب السياسي المعروف الذي يضع النقاط علي الحروف في الأزمات وهو المفكر صاحب العديد من الكتب في إصلاح التعليم، وهو المنحاز للفقراء في كل العهود، وصاحب المواقف الذي لا يساوم، وهو الزاهد الذي آثر الغني بالاستغناء.

قال عنه المستشار طارق البشري: هذا الرجل جمع بين علم الرياضيات البحتة والاحصاء والأدب والسياسة، وهو مع ذلك يحتفظ بهدوئه وانسانيته الدافقة.

أما رفيق الرحلة المفكر أمين العالم فقد قال عنه أيها الشاعر العاشق العظيم الباحث العالم المحقق المدقق والسياسي المناور، لقد جمعت إبداعاتك العلمية الواعية وعطر شخصيتك بين الإحساس والصراحة والصرامة والصفاء والمودة والعذوبة، فعبر السنوات الـ 50 لصداقتنا المشتركة شعرت انها لم تكن علاقة معايشة فقط ولكنها حقيقة موضوعية، فقد ولدنا بحي الازهر وتعلمنا في مدرسة واحدة ثم فصلنا من المدرسة، وعندما فتح باب المجانية عدنا الي المدرسة ثانية حتي التقينا في العام 1935 في معركة ضد النحاس باشا وضد الانجليز تلك المظاهرة التي اعتقل فيها د. انيس لأول مرة وهو مازال صغيرا، ثم ابعدتنا الحياة والتقينا في الأربعينيات حيث كان المناخ متوتراً محملاً بروح ثورة قادمة، ثم عينا بالجامعة وفصلنا منها ايضا وسافر كل منا في طريق وعندما سمع بقرار التأميم قدم استقالته وعاد للوطن ليشارك في هذا الحدث الجلل وتفرغ بعد ذلك للعمل الصحفي، ولم يتوقف عن مساهماته العلمية فقدم العديد من المؤلفات التي تتحدث عن التراث العلمي وتاريخ العلم، ويظل أبلغ كتبه وأعظمها ذلك الذي عبر فيه عن قضية التعليم سياسيا وفكريا وعلمياً، وهكذا تتكامل جهوده التنموية والفكرية لتشكل استراتيجية علمية، ولتقف ضد التبعية والهيمنة الأمريكية والأطماع الاستعمارية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى