الأحد ١ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم ميساء البشيتي

قبرٌ واحد ٌ يكفي كلَّ العرب

قبرٌ واحد ٌ يكفي كلَّ العرب

هذه الخاطرة كتبت أجزاء منها في تاريخ 28/10/2009
فهل تغير الوضع الآن؟!

رائحة الموت ما تزال تلف غزة، ما تزال تستحم بدمائها، أرواح الشهداء ترتقي كل ساعة، بل كل ثانية، بيوت العزاء تصطف على الجنبين في شوارعها المظللة بالموت .
شهداؤها الرضع الذين لم يتموا شهورهم الخمسة بعد استشهدوا وهم يتضورون لقطرة حليب ترطب جوفهم المتيبس، عاجلتهم رصاصات العدو؛ فرطبت بدمائهم الزكية ذلك الجوف الخائر... لم تقتلهم الرصاصات فقط بل قتلهم الجوع!
نضب الحليب، جفت أثداء أمهاتهم، وباتوا يرسمون رغيف الخبز على وسائدهم؛ عل ّطيفه يعمر أحلامهم.

تاريخ فلسطين لم يكتبه المداد، بل الكفاح، والنضال، ورويَّ بأنهار الدم، وشلالات الشهداء.
فلسطين هي البقعة الوحيدة على خريطة هذا الكون الضبابي التي يفوق فيها عدد القبور عدد البيوت؛ فلم يمضِ يوم لم يرتقِ فيه شهيد منذ وعد بلفور المشؤوم إلى الآن.
فلسطين قدمت، وما تزال تقدم الإستشهاديات بلا تردد، أو بخل، أو خوف، أو وجل... كأنهن كعك العيد، أو بعض قطع الحلوى.

نساؤها هن من تصدين للأسوار، والجدر، والمعابر، وحطمن أبواب الظلم، وشققن آذان العالم ليسمع صراخ الرضع، وقدمن أنفسهن وأطفالهن دروعاً بشرية وقفت في وجه دبابات العدو؛ لتحمي أرض الوطن، وسمائه.

لن أتكلم عن تاريخ فلسطين أكثر فهو أمامكم
واضح، جلي، كأشعة الشمس... أنا فقط استهجن صمتكم الذي طال، وغاب بعيدًا في المدى. آلمتموني يا أخوة يوسف؛ غزة أحرقت وما تزال النيران فيها إلى الآن تشتعل، وهذا الوطن العربي الممتد من القهر إلى القهر يغلي، ويشتعل، ولا ينطفئ.

مليون ألف خريطة تقسيم جديدة لهذا الوطن العربي، مليون ألف غزة هنا وهناك تبكي، وتنتحب، مليون ألف بلفور ظهر، واستشرى، وانتشر، وفلسطين غابت وإلى الأبد من خنادقكم، وبيادقكم... مفتاح العودة أضعتموه، جسر العودة ردمتموه، طريق العودة استبدلتموه، فألف مليون حسرة عليكم، وقبر واحد يكفيكم أيها العرب.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى