الخميس ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
قصة قصيرة جدا...
بقلم حسن برطال

رحـــــــلـــــــة حـــــــــانـــون

قلت و أنا أحتسي من هذه البراءة المنتشرة كالورد..قلت ، و أنا أعب من هذا الهدوء السائد..الدي يبتلع ضوضاء قلبي..
قلت :
 ربما أن هذه المدينة صالحة للسكن...
مادامت بيوتاتها تعصر بين جدرانها الآن ألف مومياء...و مومياء..بذهبها و جواهرها..
كان الشفق بعيدا و متأججا..يغري بصبر أغواره و التجوال المعلقة كبابل..و لولا ركبوبي على ظهر
ذابة عرجاء كي لا أمشي الهوينا...لسخر مني سكانك..و قهقهت المومياء و اتهمتني بالتكبر و العجرفة
و يرجم السجيل أبرهـــا...
تتعثر الذابة...أسقط على الأرض..ألفظ أنفاسي قبل أن أصل الى مفترق الطرق..هذه النقطة بالذات حيث
ضيعت عمري...تنتابني الحيرة..أسأل نفسي :
 أي الــــطـــرق تـــؤدي إلـــــيـــك يــــا رومـــــا ..؟؟
فتجيبني الإرشادات.
 كـــل الــــطــــرق تـــؤدي إلــــيــــك..
أتنفس الصعداء..أجلس القرفصاء..لابأس حين يصبح يفتح..أبحث عن شيء للأكل في التيه الدي أحمله في قلبي..في جراب الظهر..أجد ثفاح..إجاص..موز..لكن أسناني تعجز عن سحقه..فأجتر ثفاحة آدم العالقة
بحنجرتي..لأتلدد مرارة دكرى خصام الوالدين..عراك الأهل و أشياء أخرى ، تركتها خلفي و التي لا يحق
للمرئ أن يستحضرها في حضرة هذه المدينة الجليلة التي أصيب أهلها بنعمة الخرص كي لا يتداولون
بالألقاب..أو يتخاطبون بالكلام الساقط..هكذا قال علماء المدينة النفسانيون حينما فكت عقد ألسنتهم بمناسبة
انعقاد مؤتمرهم و فوز هذه المدينة بجائزة الســـــلام...و حسن المعاشرة..و إليكم البيان الختامي..
 إن البقعة الحمراء العائمة..يقدر عرضها بعرض السماء و الأرض..
 إن ألسنة النيران المتصاعدة تربط السماء بالأرض..
 على الرحالة الكبير ( حــــــانــــون ) أن يرحل عنا..أو يقطع لسانه..
ماذا أختار...؟؟ لست أدري....فكم أنت عزيزة أيتها المدينة ، لكن لساني أعـــــز..
ودعت المدينة..دون أن أودع حسرتي على الأقدام التي ستمر من هنا..بعدي و لربما تقول :
 إن هذه المدينة صالحة للسكن...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى