الاثنين ٢٥ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم مفلح طبعوني

إشهار ديوان «العِجْزَة» للشاعر أحمد الحاج

بأجواء ثقافية احتفالية جرى، مساء الجمعة 22/6/2018، احتضان الشاعر الجليل، أحمد الحاج، بمناسبة إشهار ديوانه الأخير "العِجْزَة"، في أمسية ثقافية أدبية وطنية عميقة الدلالات، غنية المعاني، شديدة الانتماء القومي والوطني والإنساني، وذلك بدعوة مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة، دائرة المراكز الجماهيرية، وتحت رعاية بلدية الناصرة.

افتتح الأمسية وأدارها الشاعر مفلح طبعوني، الذي قدّم قراءة لديوان الشاعر، مبيّنًا مضامينه القومية والوطنية كممثل لجيل عايش النكبة، لكنّه لم يُذعن لمخططات السلطة، بل عاد إلى أصله القومي معتزًا به، وإلى ثقافته الغنية العريقة غارفًـا منها، وناشرًا لها، ومبدعًا في إحيائها وفي تطويرها. وربط الشاعر طبعوني بين السياق التاريخي للمرحلة التي عاشها الشاعر، وبين التجربة الإبداعية الخاصة التي اجترحها الشاعر، بحيث يصعب الفصل بين الظاهرة الأدبية وبين الواقع الذي أنشأها. وقد أدار الشاعر طبعوني هذه الأمسية بظل خفيف، وروح من المرح طغت على أجواء الأمسية الممتعة.

تلاه الشاعر أحمد الحاج الذي تحدّث عن حياته، وعن علاقته بالشعر الذي يعتبره بعضًا منه، بحيث هو لا يستطيع المفاضلة بين قصائده، وهو يشبّه هذه المفاضلة بالأم التي ترفض أن تفاضل بين أبنائها، فكل منهم له مكانته الخاصة، ومعزّته المميزة في نفسها.

ومما قاله الشاعر، إن انحدار الماضي بدأ بمقتل الإمام علي، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التراجع الثقافي في تاريخنا. ومما قاله أيضًا، إن هذا التراجع وصل حدّ الخزي في العصر الراهن، وإن هذا الواقع لن يتغير حتى ينتصر الشعب للقيم الحقة التي يؤمن بها. وألقى الشاعر مقتطفات من قصائده بصوته الجليل، الرزين، الهادر الذي لم يتأثر بتقدم السن، بل ازداد حدّة ونقاوة.
ثم قدّم الأستاذ الكاتب سهيل عطا الله مداخلة عن ديوان الشاعر، بيّن فيها انعكاس الماضي المجيد في شعر الحاج، ومظهرًا علامات التحدي للظلم في هذا الشعر، ومبرزًا المعاني الوطنية المتمسكة بالكفاح ضد الظلم، وعدم الاستكانة له مهما بلغ في طغيانه. كما أوضح عطا الله البعد القومي العميق في شعر الحاج، هذا البعد المعتز بالعروبة قومية وثقافة وأمة وحضارة. وكان الأستاذ عطا لله يستشهد بأبيات من شعر الحاج بكل ما يدعيه، بصوته الهادئ والحازم والمهيب.

وقدّم الأستاذ الباحث والأديب، د. منير توما مداخلة بحثية حول ديوان الشاعر، استعرض فيها الأساليب الفنية التي استخدمها الحاج في شعره. إضافة إلى تحليل المضامين العميقة التي نقلها الشاعر بقصائده الكلاسيكية. وأكد توما أن القصائد تحلق بالقارئ في أجواء التاريخ العربي المجيد، وتصدمنا بالواقع العربي المخزي والزمن العربي الرديء. وبين توما مساهمة هذه القصائد في الحفاظ على اللغة العربية بشكل خاص، وعلى الثقافة العربية بشكل عام.

وقدّم الشاعر أحد الحاج بعد ذلك، باقة من المقتطفات من قصائده التي تعكس شخصيته، وأفكاره، وقيمه، ومواقفه بالحياة الجادّة التي عاشها كمعلم وكإنسان عربي فلسطيني نفض غبار النكبة عن جسده ومضى إلى تعليمه وثقافته وأدبه، بعزيمة وإصرار وتحدٍ وأمل.

وكان هناك دور للجمهور، الذي قدّم مداخلاته النقدية، وقد عبّر عدد من الكتاب والنقاد والقراء من الحاضربن، عن انطباعهم الإيجابي من هذه الأمسية الثقافية عميقة الدلالة، ومنهم:

الكاتبة دعاء زعبي خطيب، د. إيمان نفاع، الأستاذ كامل برغوتي، د. محمد خليل، المربي عايد علي الصالح، السيد أسيل عيساوي، المعلمة لبنى عودة وآخرون. ويذكر أن الشاعر الحاج وزع ديوان "العجزة" وكتاب النثر "قبسات لا تبوخ" على الحضور مجانًا، وهما الكتابان الأخيران اللذان صدرا للشاعر في الفترة الأخيرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى