الأربعاء ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
من الشعر الكوردي الحديث
بقلم مكرم رشيد الطالباني

نتفٌ من المطر ... نتفٌ من العشق

سأسميكِ:
إرباً من القمر
نصف فؤادي
إرباً من الشمس
مجموعةُ نجومٍ
متناثرةٍ
حول حوضٍ
فماذ تطلقينَ
أنتِ
عليَّ
من إسمٍ؟
***
سأناديكِ
السيدة سيوه خان
الست مطر
خرير الماء... صفير الريح
ممرضة العشقِ
العصفورة الأمّ
فبأيّ إسمٍ
تنادينَ
عليَّ
أنتِ؟
***
سأقتربُ من نافذتكِ
سأقفزُ منقلباً على رأسيَ
فوق عشبِ حديقتكم
سأشربُ من مياه المطرِ
المتجمعة في حفرةِ زقاقكم
أمّا أنتِ
فإلى أيّ موقعِ
من وحدتي تسكنين؟
في أي موقعٍ من هذه القصيدة
تقفينَ حاملة مظلةً؟
***
دونكِ
أغلقُ البابَ في وجه الغناءِ
وأقطعُ المياهَ
عن الرياحينِ
أتركُ ذاتيَ
أتركُ الكتبَ
والشرابَ ...
وأنتِ
قولي لي
ماذا تقعلينَ من أجلي ؟
***
من أجلكِ
سأغدو عطاراً خرفاً
سأغدو خادماً للمسجدِ
سأغدو حارساً للعتمة
سأشرع بطرد الحمائم
سأصادق الذئاب
سأكفِّلَ الحشرات
سأتذوق السُّمَّ
لن أغمضَ عينيَّ!
أمّا أنتِ
قولي أنتِ
من أجليَ
متى تطفئينَ فانوس الوحدة هذه؟
***
دونكِ
أبتعدُ عن الحضرِ
سأسيرُ
مع الزنابير
بين ألغام أحاديثِ الناسِ
لأصلَ إلى أكثرِ التخوم ِِ بعداً
سأُغَيِّرَ جنسيتي
وسأغدو مواطنَ الجحيمِ
أما أنتِ
هلاّ تفعلينَ
شيئاً من أجلي؟
***
بعدكِ
سأغدو قمراً مخسوفاً
سأحتجبُ عندَ منعطفِ غيمةٍ
سأغدو حكاية ولّى زمنها
سأغدو نكتة ممتعة
سأغدو ناراً تحتَ التبنِ
أما أنتِ
فماذا تغدينَ بعديَ؟
***
من أجلكِ
سأُغيّرَ لون موقد منزلي
إلى لون أحمرٍ
عدا فؤادي
الذي دفعتيه
كي ييئس من الحياة
***
سأفتتح قرب منزلكم
حانوتاً
سأُخفيَ نفسي كبقالٍ حيّالِ
خلفَ البرتقالاتِ
سأُمطِرُ بابكمُ بحباتِ الكرزِ...
بدوركِ
هلاّ تأتينَ
عصرَ أحدِ الأيّام
لتعودينَ بكليوغرامٍ من الهمومِ الوردية؟

عن مجلة (هنار) العدد (68)، أيلول 2011، من إصدارات مديرية الطباعة والنشر ـ السليمانية.

شعر: إدريس علي ترجمة: مكرم رشيد الطالباني

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى