الأحد ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم علي بدوان

جورج حبش وصفحات مسيرتي النضالية

صدر مؤخراً (تموز/يوليو 2019) عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، كتاب جديد تحت عنوان: صفحات من مسيرتي النضالية (مذكرات جورج حبش). ومع أهمية محتوى مادة الكتاب، إلا أنها لايُمكن أن ترتقي لمستوى السيرة الذاتية، ولحصيلة ودور الدكتور جورج حبش في حياة الحركة القومية العربية المعاصرة التي ترأس وقاد واحداً من أجنحتها الثلاث (البعث، الحركة الناصرية، وحركة القوميين العرب)، حين أسس حركة القوميين العرب جنباً الى جنب مع ثلة من رجالات الفكر من مختلف الأقطار العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1949، عدا عن دوره الكبير في إطار الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. فالمادة المنشورة بين دفتي الكتاب يُمكن أن تندرج في إطار حوارات مجتزأة جرت في وقتٍ معين مع الدكتور جورج حبش، ولاتندرج في إطار السيرة الذاتية، والمذكرات، التي هي بالضرورة أوسع واعمق وأكثر تشعباً، لذلك كان العنوان مخادعاً وقد الحق الغبن بالدكتور جورج حبش وبسيرته الكفاحية. فجاء عنوان كتاب غير مناسب على الإطلاق، وكان من الأفضل وضعه تحت عنوانٍ أخر، وعلى سبيل المثال: حوارات مع الدكتور جورج حبش. لذلك لاحظنا في الأيام الأخيرة، ومع صدور الكتاب توالي ردد الفعل السلبية، ومنها احتجاج زوجة الدكتور جورج (هيلدا حبش)،

والجبهة الشعبية، عدا عن تحفظ الجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل على بعض ماجاء في مادة الكتاب من عبارات ومغالطات بحق القيادة العامة، والتي يُظن حسب مختلف المصادر بأن المحرر الرئيسي لمادة الكتاب (سيف دعنا) قد تحكَّمَ أو لَعِبَ بها، فهي ليست من مفردات الدكتور جورج حبش على الإطلاق، وعلمنا بأن الجبهة الشعبية أبلغت القيادة العامة بأنها غير مسؤولة عن الكتاب.

أخيراً، ومع كل الملاحظات التي تُسجل عالة مادة الكتاب، هناك ملحقين هامين بين دفتي الكتاب:

الملحق الأول مقدمة كان كتبها الدكتور جورج لزوجته هيلدا حبش بخط يده لتنشرها في أي مطبوع عنه بعد رحيله، وفيها الجملة التالية:

وبكلمة بسيطة: لقد كُنت فلسطينية، من البداية حتى النهاية، وهذا لعمري يثير أجمل مشاعر الإعتزاز.

والملحق الثاني يتعلق ببعض ماكتبه الدكتور جورج حبش بخط يده عندما كان معتقلاً بقرار من العقيد عبد الكريم الجندي مدير ادارة المخابرات العامة في حينها، في سجن كركون الشيخ حسن بدمشق عام 1968.

جورج حبش، وتاريخ جورج حبش، اوسع، واكبر، واسمى، من مادة مجتزأة، انتحلت عنوان سيرته الذاتية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى