الأحد ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٩

قراءة في الهايكو

حسن الحليلي

هايكو الطفل فلسطيني؟
متحصلة على واسم التميز في رابطة الهايكو العربي

من على حافة المخيم
أرى بيتنا العتيق
لم تعد رائحة خبز أمي تعبق الفضاء.

1
أزهار اللوز
تناثرت على قبر أبي
لم تخن العهد ؟؟

2
نحتو من قلبي وطن
فاستنجدت بحجارته
لتحرير القدس ؟

3
أحن إلى بيتنا العتيق
وحدائق الزيتون
وعربيٌ فقد بوصلة الوطن
.
#سليمةمليزي

دراسة نقدية سريعة عن قصيدة الشاعرة سليمة ملّيزي هايك لطفل فلسطينى عن الظاهر والمخفيّ؟

من يقرأ القصيدة قراءة سريعة يتكوّن لديه شعور بأنّها عبارة عن رسالة حبٍّ كتبتها الشاعرة بحميميّة خاصّة إلى من تحبّ، ولكنّه ظلّ في مخيّلتها يحتلّ مكانة مرموقة في مشاعرها، ولذلك فهي تكتب عن شوقها ولهفتها للقائه، الأمر الذي لا يقبله مجتمعنا العربيّ–المهرول للتطبيع. إلاّ أنّ قراءةً ممعنةً ثانيةً، تكشف للقارئ الذكيّ أنّ وراء الكلمات ووراء كلّ قصيدةٍ قصّةً إنسانيّةً ليست بالضرورة قصّة الشاعرة نفسها، لأنّ الشاعر قد يكتب عن معاناة الآخرين كما لو كان يخوض تجربة هذه المعاناة بنفسه. فالقصائد، بشكل عام، تحكي رواية الكثيرات من فتيات وفتيان ومعاناة مجتمعنا العربيّ، والفلسطينى والحرمان الذي تعيشه بعضال أطفال اللواتي قسا عليهنّ هذا المجتمع وحرمهنّ من أبسط الحقوق الديمقراطيّة ألا وهو حقّ الحريّة! والحياة.

ولذلك، فإنّ الشاعرة تكتب شعراً وجدانيّاً تتحدّث فيه عن الروح الداخليّة، معبّرة عنها بحميميّة ليس لها شخص معيّن أو طفل معيّن، وإنما قد تنطبق على بعض النماذج الطفولية البريئة حتى في الألفيّة الثالثة التي نعيشها. فحواراتها الروحيّة، وتواصلها بالكلمات مع أيّ نموذج أنساني لا يعني أنّ الطفل أو تلك هو صديق للشاعرة بل ابنها للشاعرة أو قريبة لها، بل قد تكون نموذجاً معيّناً متواجداً في مجتمعنا، وليس للشاعرة أيّة صلة خاصّة بها سوى أنها تتماثل معها من باب الدعم وتبني قضية الطفولة الفلسطينية في معاناتها.

فإنها تدعوه دعوةً صريحةً أن يسمح لها بتجديد ماء حدائق قلبه، لتجعل النبات فيها وروداً تتراقص بينها شغفاً، فتسبح قناديلها في جداول هذه الحديقة الشهيّة! فهل تعايش الشاعرة في هذا الكلام طفلا معيّناً؟ انها تؤمن به بأنة سيأتي اليوم ليحرر لنا القدس كأنها تقول للطفل يا أطفال فلسطين علمونا بعض ما عندكم فأنا نسينا \ علمونا كيف نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا \ نحن أباءكم لا تشبهونا \نحن أصنامكم لا تعبدونا \لا تقرؤنا ولا تسمعونا \ ابصقوا فى وجوهنا واغسلونا وطهرونا من عهرنا \قد لزمنا جحورنا كالفئران وطلبنا منكم أن تحاربوا التنينا \نحن الفارين من خدمة الجيش أتوا حبالكم واشنقونا سلاما عليكم أطفال فلسطين العظام وفلسطين الوطن الأبدي.

حسن الحليلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى