الأربعاء ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠
بقلم مريم علي جبة

الشاعر قحطان بيرقدار لـ ديوان العرب

على الشاعر أن يكون أكثر التصاقاً بوطنه
وأكثر تمسكاً وتعبيراً عن قضاياه العادلة

يخاطب الكبير والصغير شعراً.. ويكتب الأغاني أيضاً للأطفال.. قليل الكلام رغم أنه شاعر، وفي كل صمت له تتكون قصيدة.. إنه الشاعر قحطان بيرقدار وكان لنا معه هذا الحوار:

• "من نغم إلى نغم"... دعني أبدأ بهذه المجموعة الشعرية التي حصلت بها على المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي. لو تحدثنا عن هذه المجموعة وعن حيثيات هذا الفوز؟
تضم مجموعتي الشعرية للأطفال"من نغم إلى نغم"باقة من القصائد التي كتبتها للأطفال أثناء عملي في إحدى شركات الإنتاج الفني للأطفال مؤلفاً لأغنيات الأفلام والرسوم المتحركة وشاراتها، وتتميز هذه القصائد بمراعاة الجانب البصري والصور المتحركة والقصص الشعرية الخفيفة والقيم التربوية المهمة وما إلى ذلك مما ينبغي توافره في الشعر الموجه إلى الطفل، وقد حصلتْ"من نغم إلى نغم"على المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2008، وطُبعت وصدرتْ عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في العام نفسه.

• لنبق في أجواء الجوائز، وأنت شاركت في برنامج أمير الشعراء، وحصلت على جائزة أيضاً. حدثنا عن هذه التجربة؟

مشاركتي في المسابقة التلفازية"أمير الشعراء"عام 2008 وحصولي على جائزة الدكتور صلاح فضل فيها، كانت تجربة مهمة لي، فمن خلالها تعرفت إلى عدد من الشعراء المميزين من معظم الأقطار العربية، وعبرَها بدأتْ مشاركاتي الشعرية خارج سورية، فقد دُعيت إلى مهرجانات شعرية عربية عدة في الإمارات والبحرين وموريتانيا والعراق والأردن ولبنان وإيران.

• تكتب الشعر للكبار والصغار. كيف تجيد مخاطبة الكبير والصغير شعراً؟

بدأت شاعراً للكبار أولاً، ولا أزال، أما الكتابة للأطفال فقد أتت لاحقاً حين عملت في إحدى دور النشر الخاصة بالأطفال، وبعدها في عدة شركات إنتاج فني للأطفال تعمل لمصلحة قنوات تلفازية عدة مختصة بالأطفال كقناة سبيس ستون وغيرها، وفي الحقيقة كلا المجالين له شروطه ومعاييره وأساليبه الشعرية المختلفة، والإجادة فيهما أو في أحدهما تعتمد على أصالة الموهبة أساساً.

• ماذا كتبت لسورية شعراً خلال الأزمة؟

كتبتُ قصائد عدة لسورية خلال الأزمة، منها: قصيدة"حكاية وطن"التي ألقيتها في مهرجان المجاهد صالح العلي في مدينة الشيخ بدر بطرطوس، وقصيدة"جذور جولانية"عن الجولان العربي السوري المحتل، وقصيدة"أبجدية المجد"عن الشهادة والشهداء الأبرار.. ويمكنني أن أختار من هذه القصيدة بيتين أقول:

كم ميسلون خُطَّ يا وطني بنا
كم يوسف فخرت به العلياء!
لم تنطفئ شُعل الفدا في أرضنا
لم يهوِ من أيدي الأباة لواء!

• برأيك وفي ظل الأزمات والحروب، هل تكمن مسؤولية الشاعر في قصيدة مُوجَّهة للمناسبة، بمعنى هل ما زال للكلمة موقعها وصداها في يومنا هذا؟

بكل تأكيد، لا يزال للكلمة موقعها وأثرها ومريدوها، وهي لا تزال تفعل فعلها في وجدان المتلقي العربي، ولاسيما في أثناء الحروب والأزمات، إذ إنني أرى أنّ على الشاعر أن يكون أكثر التصاقاً بوطنه وأكثر تمسكاً وتعبيراً عن قضاياه العادلة.

• نعلم أنك تشغل منصب رئيس تحرير مجلة أسامة الموجهة إلى الطفل. ماذا أضافت إليك تجربة العمل الصحفي؟

مجلة أسامة مجلة سورية عريقة موجهة إلى الأطفال، والعمل فيها مسؤولية كبيرة، وقد أعطيتُ المجلة كثيراً من وقتي وجهدي، وأعطتني كثيراً من الفائدة من حيث صقل تجربتي في مجال العمل للأطفال ورفدها بمزيد من الخبرات والمهارات.

• بصراحة، لمن كتبت: لو تعودين قبل أيلول؟

"لو تعودين قبل أيلول"هي مجموعتي الشعرية الأولى، وقد صدرت في دمشق (أيلول 2002م)، وفيها قصائد ذاتية ووجدانية متنوعة، وقصائد حب عميقة، تلوح فيها وجوه كثيرة، لعل من أبرزها تلك التي تمنيتُ حينَها أن تعودَ قبلَ أيلول.

• كل هذا الإبداع لـ قحطان بيرقدار، كيف تشكّلَ؟ وكيف نما وتطوَّرَ على مدى أكثر من عقدين من الزمن؟

توافر الموهبة الأصيلة أولاً، ومواصلة الاطلاع على التجارب الأدبية والمعرفية الحقيقية في سبيل شحذ الوعي بمزيد من الثقافة، والمواظبة على الكتابة بوعي، ونقد الذات، وتعميق الاحتكاك بالوسط الأدبي والثقافي والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية، مع مزيد من الإيمان بالذات وبالقدرة على العطاء، ومزيد من التواضع ومراجعة الذات والتجربة، كل ذلك مدعاة لازدهار تجربة المرء وتطورها ونموها على النحو الأمثل.

• كلمة أخيرة لـ ديوان العرب؟

شكراً لمجلة ديوان العرب على ما تنشره من معارف وإضاءات مهمة في عالم الثقافة والمعرفة. وأنا أتابعها بين حين وآخر منذ سنوات وأرى أنها تهتم بكل المبدعين من شعراء وأدباء وكتاب على مساحة الوطن العربي وهذا أمر يُحسب لها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى