السبت ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣

لماذا رفض صنع الله ابراهيم جائزة الدولة المصرية

محمد البحيري

في الحقيقة اندهشت كثيرا من سلوك صنع الله ابراهيم، فقد شعرت انه مخرج قام بإقحام مشهد غير منطقي في سياق العرض المسرحي، كي يتمكن من جذب انظار الجماهير الى عرضه، ظنا منه ان العرض كان باردا ولا يحظى باعجاب الجمهور، وهناك عدة ملاحظات، اهمها ما يلي:

اولا: صنع الله ابراهيم كان عضوا بالتنظيم السري الشيوعي، وعندما لقي ما لقي من بهدلة وسجن، عقد العزم على ترك السياسة والعمل السري، على ان يتفرغ للعمل الادبي، لانه ظن، وهو محق في ظنه، انه قادر على فعل الكثير، وقد كان ذلك فعلا، واصبح صنع الله كما نعرفه الآن شامخا بكتاباته ووطنيته، الامر الذي يعني انه يشارك في جانب كبير من الاهمية، وهو الدعوة ال المقاومة والوطنية من خلال رواياته وكتاباته، فما الذي دفعه الى اقحام نفسه بالسياسة من جديد بشكل مباشر؟!

ثانيا: كان صنع الله ابراهيم يعلم انه الفائز بالجائزة قبل الحفل بيومين كاملين، ومع ذلك لم يرفضها او يعتذر عنها، بل انه سال مندهشا: هل وافق فاروق حسني وزير الثقافة على منحي الجائزة؟! فاجابوه بالايجاب!

ثالثا: الا يستحق منا التقدير ان الدولة منحت جائزة رفيعة لكاتب مثل صنع الله ابراهيم، بما يعني تشجيع الدولة لمثل هذا النوع من الكتابات، وبما يدل ايضا على نزاهة عمل اللجنة التي قامت باختيار صنع الله ابراهيم؟

رابعا: عندما رفض صنع الله الجائزة اهان اللجنة التي يعلم طبيعتها جيدا، التي منحته الجائزة، واهان الجمهور الذي ظل يصفق كثيرا بعد اعلان نبأ فوزه بالجائزة، وللغرابة، ظل يصفق ايضا بعد تصريحه العنتري الذي يتسم بالتشويش من وجهة نظري، فهو تصريح داعي للياس اكثر من كونه داعيا للمقاومة والصصمود.

خامسا: ارى ان صنع الله اببراهيم تصصرف بسلبية عندما رفض الجائزة التي تبلغ قييمتها مئة الف جنيه، وكان قادرا بدلا من ذلك ان يتبرع بقيمة الجائزة الى اسر الشهداء الفلسطينيين، او الى المشردين في جنين ورفح وغيرها، اعتقد ان ذلك كان سيكون نافعا مع عدم التنازل عن توضيح وجهة نظره، ولكن شتان بين السلبية والايجاببية، واخشى ان اقول ان ذلك من سمات المثقفين العربب وهروبهم في شكل مسرحي يبعد عن الواقعية والتفاعلية المطلوبة منهم لايقاظ روح المجتمع الخامد تحت وطأة الغلاء والفساد الى اخر هذه الافات التي تنخر في مجتمعاتنا العربية جمييعا دون اسستثناء.

وفي النهاية لست في حاجة الى تأكيد اعجابي بشخص ومواقف صنع الله ابراهيم، ولكن العشوائية في السلوك قد تفسد الامر كله رغم نبل المقاصد وحسن النوايا.

محمد البحيري

مشاركة منتدى

  • كنت حاضرا المشهد الذى رفض فيه صنع الله إبراهيم الجائزة. وأنا شخصيا أتفق مع الفكرة التى كانت تدعو صنع الله لإلقاء نفس كلمته القوية أمام جميع الحاضرين كما حدث تماما.. دون أن يرفض الجائزة فى حد ذاتها.. لأن تصرفه رغم نبالته يهدد مستقبل الجائزة و مستقبل "مؤتمر الرواية العربية". فقد ترددت أفكار فور نزول وزير الثقافة فاروق حسنى من على المنصة عن احتمال الغاء المؤتمر.. وقال البعض.. لماذا تنظم الدولة مؤتمرا يشتمها فيه المثقفون؟

    وطالب البعض من الوزير توجيه ميزانية المؤتمر لأشياء أخرى أكثر فائدة!!! خصوصا وأنه لا توجد ضمانات ألا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى، ويقف مثقف آخر ليرفض الجائزة كما فعل صنع الله..

    باختصار.. لقد هز موقف صنع الله بعض الثوابت المعروفة. كان بإمكانه أن يرفض قبل الصعود للخشبة...وكان بإمكانه أن يقبل الجائزة وينتقد الوضع العربى، وسلبية الحكومة المصرية، ويتبرع بالجائزة لأطفال فلسطين أو العراق..

    ثم، هل يفتقد صنع الله إبراهيم لمنبر إعلامى يعلن من خلاله مواقفه الثابته والواضحة؟؟

    اقول هذا مع توضيح بسيط، أننى أحد الذين وقعوا على بيان تضامن مع صنع الله إبراهيم فى موقفه دعما له بعد أن حدث ما حدث..ولكن هذا لا يمنع من مناقشة هادئة للموقف بعد تلك المتغيرات.

  • الإخوة الأحبة أسرة " ديوان العرب"
    تحية إبداعية حميمية بامتياز

    أظن أن من حق صنع الله إبراهيم رفض الجائزة ، إنه موقف سليم ، وهو حر ما دام الأمر يخصه هو ...ولو كنت في مكانه لرفضتها ، وأعتقد أنه موقف شجاع ، ورسالة بليغة لكل ما يجري في ساحاتنا العربية مت صمت اتجاه الأحداث السريعة والمتوالية...وحبذا لو يحدو كل عربي حر مثله...ثم هو لم يهن لا اللجنة التي منحته الجائزة ولا أية جهة ...فقط كان احتجاجا موجها لكل المهرولين..
    فالكاتب الوجودي الفرنسي حين رفض جائزة نوبل للأدب الجميع صفق له ، وسانده كل المبدعين الأحرار...فلم لا نقف بجانب صتع الله الذي الإغراء المادي فهو لم يهرول
    طوبى له
    مع كامل محبتي

  • الحقيقة اننى اندهشت كثيرا من تعليقك الغير منطقى جملة وتفصيلاعلى رفض الرجل للجائزةوكأن صنع الله ابراهيم انتظر طويلا
    ليقدم عرض مسرحي فقط لأن الجو كان باردا ولا يلقى الاهتمام الكافي من الجمهور

    اولا :انت لك مطلق الحرية ان تكتب تاريخ الرجل وتنظمه فى الشيوعية او الماسونية لا تعليق عندي على هذا
    وعليك سيدي ان تخرج علينا بنظرية جديدة عن الفصل التام بين الادب والسياسة .

    ثانيا :كان يعلم قبل يوميين انه تم اختياره للجائزة .الامر بسيط جدا لو
    اعلن رفضه للجائزة من بيته لمرت الامور دون ان يعلم بها احد
    وكان من الممكن تكذيب الخبر بانه لم يكن من المرشحين اصلا
    وانت ادرى بكيفية عمل ذلك وخصوصا اذا كان وراء الامر وزير
    وما ادراك ما الوزير في بلد من العالم الثالث.

    ثالثا:انت برأيك ان الدولة تستحق التقدير وهو الرجل له مطلق الحرية ان يعتقد العكس ,وتستطيع ان تعد لنا مزايا الدولة التى تستحق التقدير ,على رفع مستوى الشعب المعيشي,على الديمقراطية ,على توريث الحكم ,على ماذا ؟

    رابعا : لو اهان الجمهور بتصرفه صنع الله ابراهيم لما صفق له الجمهور العربي فعلا من المحيط الى الخليج , اما انه اهان الدولة ممثلة بأ زلامها وكتبتها فهذا ما نشكره عليه .اما نزاهة اللجنة
    التى اختارته ,انا الحقيقة اظنك انسان طيب جدا حتى تعتقد بنزاهة اللجنة وحريتها الكاملة . مع العلم حتى اللجان التى تختار الادباء لجائزة نوبل غير نزيهة , فلا ادري انت تتكلم عن لجنة يرأسها وزير
    فى بلد من العالم الثالث ام لا ,

    خامسا : شكرا لوصفك الشعب الفلسطيني بمجموعات من المشردين
    سيدي ان الشعب الفلسطسنى لا ينتظر الفتا ت من على موائد اللجان
    التى تتبجح انت بنزاهتها ولا ينظر ان تصفه انت بما تصف
    انه ينتظر ان يقف الكل او الأغلبية كما وقف صنع الله ابراهيم
    ولو فعلوا لما كان هناك مشكلة عند الشعب الفلسطيني اصلا

    سيدي التاريخ يسجل بشرف من يقفون مواقف نزيهة ومتناسقة مع تاريخهم ونضالهم وينسى ولا يغفر للساهيين , ولعلي اشتم رائحة حقد من مقالتك تجاه الرجل وموقفه, وأكبر دليل ان الرجل كان صائبا بموقفه هو ما قلته لك ان الجماهير صفقت له فى بلدان عربية اخرى
    لا تعرف الرجل اصلا انما عرفت انه صاحب موقف , وان الدليل ايضا اننى من السعودية احيي صنع الله ابراهيم .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى