السبت ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣
بقلم أشرف شهاب

رياض الخولى: أعشق تحدى خشبة المسرح

لم يحظ الفنان رياض الخولى ببريق إعلامى كالذى حظى به زملاؤه من نجوم جيل الوسط، رغم أنه استطاع أن يثبت نفسه من خلال التليفزيون والمسرح. وبالطبع لا يمكن أن ننسى دوره أمام عادل إمام فى فيلم "طيور الظلام". مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود التقى الفنان رياض الخولى، وأجرى معه الحوار التالى:

ديوان العرب: الفنان رياض الخولى كان واحدا من الفنانين المتألقين فى فيلم "طيور الظلام" أمام الفنان الكبير عادل إمام. ولكن بعد هذا الفيلم لم نلاحظ لك أعمالا أخرى فى السينما؟ فهل أنت رجل الفيلم الواحد؟

رياض الخولى: لا طبعا. أولا فيلم "طيور الظلام" كانت له طبيعة خاصة، ولا تنطبق قواعد العمل فيه على قواعد العمل فى بقية الأفلام الأخرى. فأنا كنت أمام مجموعة من الفنانين الكبار الذين يدركون القيمة الحقيقية للفنان. ولذلك أعتقد أننى كنت موفقا إلى حد كبير. وبالتالى، هذه الفرص الجيدة تفرض على الفنان أن يدقق فى اختياراته بعد ذلك، وأن لا يتهاون مع جمهوره. هذا من ناحية الظروف المحيطة بالفيلم. أما من الناحية الموضوعية المتعلقة بالمناخ العام للسينما المصرية، فأقول لك: الحقيقة، أننى ذهبت إلى السينما، أو أن فرصة العمل فى السينما جاءتنى فى توقيت غير مناسب. ففى الوقت الذى كنت أنا بدأت فيه التمثيل فى السينما كانت السينما تمر بمرحلة متغيرات كبيرة. كان هناك جيل كامل من الفنانين الذين بدأوا فى الظهور. جاء محمد هنيدى، والمرحوم علاء ولى الدين، وأشرف السقا وغيرهم من الفنانين. وهم من الجيل التالى لجيلى. وهكذا، شعرت أننى غريب فى وسطهم، وأننى أنتمى لمرحلة مختلفة فى السينما. ولذا، قررت التركيز فى أشياء أخرى. وأنا واثق أن الدور المناسب يبحث عن صاحبه. ولو كان هناك دور مناسب فسيجدنى فى انتظاره لأننى لست مقاطعا للسينما، ولكننى فى انتظار الفرصة المناسبة التى تجعلنى أعود بشكل أقبله لنفسى، ويعجب الجمهور.

ديوان العرب: أستشف من كلامك انك تخوض صراعا ضد فنانى الجيل الجديد، وتنتظر انحسار موجتهم حتى تعود للسينما مرة أخرى؟

رياض الخولى: طبعا لا. ما تفهمني ش غلط. أنا لا اشعر بأى حساسية تجاه زملائى من الجيل الجديد. ما قصدت قوله هو أننى فى انتظار الفرصة المناسبة أو الدور الجيد سواء مع فنان من الجيل القديم أو الجديد. وتحليلى كان مجرد قراءة عامة لما شهدته السينما من تحولات فى الفترة الأخيرة، وهذا التحليل لا يعنى أننى أرفض الجيل الجديد من الفنانين المحترمين الذين يؤدون رسالتهم الفنية. ونحن جميعا نشترك فى أننا نريد توصيل رسالتنا للناس. والفيصل فى الموضوع هو الطريقة المناسبة والقالب الذى يمكن أن نقدم فيه أنفسنا للناس.

ديوان العرب: إذا كنت فى انتظار الدور المناسب فى السينما، فما هو الموقف بالنسبة لخشبة المسرح؟

رياض الخولى: الجميع يشهد أننى أديت دورا رائعا فى مسرحية "الناس اللى فى التالت". وحاليا أدرس بعض النصوص التى سترونها قريبا على خشبة المسرح.

ديوان العرب: هلى تفضل العمل فى المسرح عن العمل فى السينما؟

رياض الخولى: الوقوف على خشبة المسرح نوع التحدى. وأنا أعشق تحدى خشبة المسرح. ولهذا فإننى وبدون شك أفضل المسرح على غيره من أنواع الفنون الأخرى. وهذا لا يقلل طبعا من قيمة السينما والتليفزيون علشان ما تفهمنى ش غلط. ولذلك أريد أن أكون حريصا دائما على أن أنتقى أدوارى المسرحية بنوع من الجرأة التى تتملكنى عند قراءة النص المسرحى.

ديوان العرب: من أفضل كاتب مسرحى من وجهة نظرك؟

رياض الخولى: أعتبر الكاتب المسرحى الإنجليزى وليم شكسبير واحدا من أعظم من كتبوا للمسرح على الإطلاق. فمسرح شكسبير غنى، و مليء بالمفارقات، ومكثف. ولهذا أحب قراءة نصوص شكسبير وأتمنى تقديمها على خشبة المسرح وفق تصورات ورؤى جديدة. فشكسبير يصلح لأن يكون موضوعا للأحوال التى نعيشها اليوم سواء فى رومانسياته أو فى روائعه الأخرى ك "هاملت" و "ماكبث".

ديوان العرب: أراك متحمسا للمسرح رغم أننى قابلت فنانين آخرين قبل ذلك، ولم يظهر عليهم هذا الحماس، وتحدثوا معى عن تردى أحوال المسرح المصرى، وأزمته، فما تعليقك؟

رياض الخولى: المسرح بشكل عام يعانى من مشكلة ضخمة. ليست فى الواقع مشكلة واحدة، بل مجموعة مشكلات مترابطة، ومعقدة، وتحتاج جهودا ضخمة لحلها. وربما لن نتمكن من حل بعض تلك المشاكل إلا بعد إصلاح الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للوطن بشكل عام. ولكن، فى تقديرى أن المشكلة الأكبر حاليا هى فقدان الثقة فيما يقدم على خشبة المسرح. الناس فقدت الثقة فى أن المسرح سيقدم لهم شيئا جديدا، أو مفيدا أو حتى مبهجا. طبعا البهجة التى أتحدث عنها ليست تلك البهجة التى يقدمها مسرح القطاع الخاص فى معظمه. ولهذا فإننى أعتقد أنه آن الأوان لكى نعيد للناس ثقتهم فى المسرح. ولنبدأ بمسارح القطاع العام، مسارح الدولة التى يمكننا السيطرة عليها وعلى برامجها وعروضها. وأنا أعتقد أن مسرح الجولة قادر على تقديم العروض الجذابة والقوية، التى تستطيع أن تطرح نفسها كبديل قوى لما يقدمه المسرح الخاص. وأعتقد أن تجربة عرض مسرحية "الملك لير" التى قدمها الفنان يحى الفخرانى على خشبة المسرح القومى تعتبر نموذجا عمليا على قدرة مسرح الدولة على المنافسة، فقد كان العرض "كامل العدد" فى معظم الأيام.

ديوان العرب: أتفق معك فى هذا، هناك عشرات النصوص التى تطرح نفسها كبديل قوى. وتدعيما لرأيك أنا شاهدت على خشبة المسرح القومى مسرحية "تحب تشوف مأساة. بالطبع لا.. ها ها ها" التى كتبها لينين الرملى. كانت هذه المسرحية أيضا نموذجا للكوميديا الهادفة المكتوبة جيدا، والتى نالت إعجاب الجماهير.

رياض الخولى: صحيح. وإذا أردنا أن نقدم حصرا بالأعمال الجيدة فسنتعب من كثرة العد. مثلا مسرحية "تحب تشوف مأساة" كانت تناقش نظرية النسبية، ولكنها كانت كوميديا راقية جدا، ومربوطة بالمجتمع. وهناك مسرحيات أخرى فى مجالات مختلفة استعراضية وتاريخية واجتماعية. وكل تلك المسرحيات كانت تلتزم بالجدية. لا أقصد بالجدية الجهامة والعبوس. أقصد الجدية فى احترام عقل المتفرج. وبالتالى كسب ثقته. وهناك من يذهبون لمشاهدة تلك الأعمال أكثر من مرة. إذن، المسرح يستطيع أن يستعيد جمهوره، وساعتها سنشاهد لافتة "كامل العدد" معلقة دائما فوق مسارحنا.

ديوان العرب: هل تهتم بان ترتفع لافتة "كامل العدد" على المسرح؟

رياض الخولى: طبعا. ولكن ليس على حساب المضمون. شباك التذاكر ليس المقياس الوحيد لتقييم العمل المسرحى. ولكن لا تنس أنه مؤشر رئيسى على مدى نجاح العمل. هل قال لك أحد من الفنانين الآخرين أنه لا يهتم بلافتة "كامل العدد"؟ لا أظن. صحيح أننا فى مسرح الدولة لا نهتم فى المقام الأول بتحقيق الربح، ولكن لماذا نقدم أعمالا خاسرة؟ الأعمال الجيدة يمكن أن تجذب الناس، وتملأ المسرح. وبالتالى تكتمل المعادلة، ويصبح الكل سعيدا. الفنان بجمهوره، والجمهور بالفن.

ديوان العرب: فى مسلسل "الفرار من الحب" لعبت دور "زكريا أبو العمدة" الذى لقى قبولا شعبيا واسعا. ولكننا فوجئنا أيضا أنك اختفيت مرة ثانية من على الشاشة؟

رياض الخولى: لم أختف. أنا قمت بعدها بأدوار كثيرة. ولكن ربما يكون السبب أن تلك الأعمال ما زالت فى العلب. و عندما تراها ستعرف السبب فى غيابى طوال تلك الفترة. لقد كنت حريصا على التدقيق، والتنويع حتى لا افقد ثقة الجمهور.

ديوان العرب: شكرا، ونتمنى لك التوفيق.


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    الاستاذ/ رياض الخولى الفنان المسرحى الكبير

    باسمى محمد عادل محمد حافظ

    المقيم بمحافظة الدقهليه /مركز/ ميت غمر

    انا بحب المسرح ونفسى اكون 1% من حضرتك فى التمثيل وانا الاستاذفى المسرح فى ميت غمر الفنان/ على

    سرحان وانا بجد عايز ايمثيل عشان بحب التمثيل وكمان صحبى محمد البحرواى وهو اللى قلى الاستاذ /

    رياض الخولى ممكن يسعتك فى التمثيل وياريت بجد تخلينى امثيل وانا رقمى موبيلى 0180214699

    • رياض الخولي ممثل كبير كبير وعضظيم ...ممثل مبدع ورائع
      رياض الخولي مثل الممثل المتميز أحمد عبد العزيز من فئة المتجاهلين إعلاميا
      رياض الخولي ... نحن نراك جدا في ادوار الرومانسية وادوار الخير والحب
      نريد مثل هذه المسلسلات كثيرا... ونحن بانتظار عرض مسلسل بأمر الحب مع الفنانة آثار الحكيم
      ومسلسل لو كنت ناسي...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى