الثلاثاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
قصب من حديد
بقلم أمير عبد الحسين الخفاجي

اطلب العلم ولو كان في مدرسة الرزاق

قصب من حديد ومدرسة من قصب، فهل تدري الحكومة من نجح ومن رسب؟!!!

قال وزير التربية: ادخلوا الكومبيوتر إلى كل مدرسة ولو كانت مبنية من قصب!!

هذا الحديث الشريف للوزير الشريف [1]، يوضح ان مقام العلم لا يتوقف على الحالة التي عليها المدرسة، ومن اجل ذلك: تم تشييد مدرسة الرزاق.. الموقع: قضاء الرفاعي/ طريق سعيدان.. وهي مدرسة ابتدائية ((واقفة)) بفضل من الله وأعواد من القصب، كأنها (مضيف الشيخ).. متداعي، وغير معتمد عليه.. لا يغني ولا يسمن من جوع: فليشكروا المدير الذي لم يطعمهم من علم، ولم يؤمنهم من مطر، ولا يحميهم من برد، ولا رياح، لأنها كلها ترقص على أكتاف التلاميذ المساكين.. كما ترقص الزنجية على أكتاف الملوك.. والمليارات في جيوب المسئولين..

نعم، والشهادة لله، ((واحد يكول اللي اله، واللي عليه،((الصريفة ما قصرت))، تحميهم من أشعة الشمس، ((بس مو من حرارة الشمس))..

طبعا رحمة أن يكونوا بهذا المستوى من الرزق، في مدرسة (( الرزاق ))، وهل هناك احد له القدرة على الاعتراض على القدر الإلهي، عفوا ((القدر الحكومي - اعلى الله مقامة الخريف-))، ((الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟

بل إن علينا أن نقول: ((اللهم، إن كان هذا يرضي الحكومة.. فارزقنا السكوت.. حتى ترضى الحكومة..)) اللهم لا تحرمنا من الذين وصفتهم في كتابك المنزل، على قلب المعلم الأول (ص): ((صم، بكم، عمي، فهم لا يعقلون))، نعم، إنهم لا يعقلون الفرق بين القصب وغيره.. لأنهم، كجيش معاوية.. لا يفرقون بين الناقة و الجمل..

وعسى أن تكرهوا (القصب) وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا (الطابوق، الاسمنت... وهو شر لكم..))، وكم من طالب للترميم، والترميم يلعنه..

وقد ورد عن المقاول الفلاني، عن المقاول فلان، عن فلان، عن فلان، عن كبير المقاولين: بول بريمر: اعلى الله تعالى مقامه: هي خربانة، هو العراق مال ابو واحد؟ لو باقية على بريمر..؟!! وبعدين السبعة مليار مو فد مبلغ خاطر الواحد يتوسف عليه!!

ولو راجعنا تاريخ العرب، وتتبعنا السيرة، نجد ان العلماء العرب والمسلمين أمثال أبي بكر الرازي وجابر بن حيان وابن الهيثم وابن النفيس، كلهم تخرجوا من مدارس من قصب.. فلماذا لا نتأسى بهم؟؟ ولماذا تجرنا عجلة التطور المبطنة إلى أن نكون مثل دول الخليج.. المبينة على طراز المدارس الغربية؟!!

إنها ليست مقياسا لنا.. ولا نبالي إذا رفضوا أن نكون مقياسا لهم!!!!!!!!!

وما أحرانا أن نفكر في أمور أكثر أهمية للتعليم والمعلم والكتاب والطالب..

علينا أن ندخل نظام المعلوماتية إلى ابعد مدرسة.. (( ولو كانت من قصب ))..على كل طالب في مدارس الريف أن يتعلم كيفية العمل على جهاز الحاسوب، واستخدام الانترنت، ووووووووووو..

ومع أننا نخاف من انتشار ثقافة الانترنت بين الطلبة.. لأنهم سوف يسيئون الأدب مع الأستاذ، فلقد شاهدت في احدى رسائلي البريدية، رسما كاريكاتوريا يصور مشهدا بين الطالب والمدرسة.. حيث أن المدرسة طلبت من الطالب أن يحل الواجب البيتي، وعندما جاء الطالب في اليوم الثاني لم يحظر معه الواجب، فسألته المدرسة: أين واجبك البيتي؟ فقال لها الطالب: Visit my Web Site!!!!! وتعني: زوري موقعي على الانترنت!!!!!

جنوب العراق / قضاء الرفاعي
الثلاثاء 11 رمضان 1427
5 / 10 / 2006

قصب من حديد ومدرسة من قصب، فهل تدري الحكومة من نجح ومن رسب؟!!!

[1علما ان بيت الوزير ليس من القصب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى