الاثنين ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم باسل محمد البزراوي

أبكيك بغداد

يا عينُ ابك على بغدادَ وانتحبي
فقد شجاني الجوى في صدرها التّرِبِ
أبكيكِ بغدادُ أبكي من جراح غدٍ
تلوح في الليل من صفوانَ للنّقب
أبكيك بغدادُ أبكي الصبح من ألمٍ
فذي ابتسامة ثغر الصبح لم تَؤُبِ
أبكي الرّياح فما في الريح من خبرٍ
يهذي إليّ بما في القلب من سغب
أظل في الأفق آمالٌ تعلّلنا
والرِّجسُ يجثم في الصحراء و الكُثب
أبكيك بغدادُ أبكي العُرْبَ قاطبة
أبكي العواصم في تاريخها الجَدِب
أبكي الطوائف والأزلام من وجعٍ
أبكي الزّعاماتِ في الأوكار و الرُّتب
هاموا بليل الأمِركانيّ وانطلقوا
في موكب الخزي نهّاباً وذا شغب
جسّوا وجاسوا خلال الدارواتخذوا
خازوق عار من الفولاذ لا الخشب
واستضحكوا الكل حتى قاء بعضُهم
ودنّس الارض فيما قاء من خطب
ما كنت أعلم أن يأتي الغزاةُ بمن
يقود شعبا عريق الاصل والحسب
شعب العراق تقدم فالذرى فزِعت
فلا الزبيديُّ يحميها ولا الجلبي
فمن يخون دماء العُرْبِ قد برئت
منه الشعوب طَوال الدهر والحقب
ولن يكون رئيس القوم راوية
يجتر ما قاءه الاوغاد في ريب
ولا يكون حراميّا ومجتلبا
مع الصواريخ والأرتال والرُّعب
فمن أراد العلا يمشي له بطلا
ولا يزيّن وجه القوم بالقصب
ومن يلاق ِالرياح الهوج عاصفة
أحقُّ ممّن يُغّذ الخطو بالهرب
إني أشُكُّ ببعض القوم إذ ولجوا
باب العروبة من مصراعها الخَرِب
يا سادة الليل لو تبكون أنفسكم
أحقّ من أن تبيتوا الليل في لَعِب
لو تحفرون قبورا تأنسون بها
أحياء َكانت لكم سترا من العتب
والله إن قبوراً تختفون بها
خيرٌ من الجلد نَكّاءٍ من الجرب
فلو تموتون يا سادات أوقظكم
على صراخ قصيد لاهث لجب
إذ رب بيت على أجداثكم ذهبت
ذكراه في الناس مثل النار في الحطب
أما تذودون عن أرواحكم كذبا
قداّم شعري وما في الشعر من كذب
يا صاغرين أمام الشعر لا تقفوا
فلن تنالوا سوى التوبيخ من أدبي
فاستحكموا بل ولوذوا في وجاركم
إنّ الوِجار لكم خير من القبب
فتسترون به سوءاتكم وبه
نحمي الشعوب من الزهري والكلب
واستبدلواالجلد يوميّا ليحملكم
شوق حميم لأمريكا مع السحب
يغيّر الله أحوال الورى أبَداً
فيما تغير أمريكادم العرب
فلا تعدوا ، ولا تغزوا ،هنوا وإذا
نادى المنادي فصونوا النحر بالُّنقب
ناموا فبالنوم أحلا م تراودكم
بلا جنين بلا بغداد او حلب
عذتم ببوش وما عذتم بربكم
يا للمهانة يا للخزي والثلب
هل آية الله في الفتوى ستقعدنا
عن الجهاد وهل في الدين من عيب
حاشا الشريعة والقرآن ما رسموا
من قلب دبابة غربية النسب
أتدّعون على الإسلام مابرئت
منه الأحاديثُ والقرآنُ في الكتب
وتشربون الدم العربي في نَهَم
وتطفئون الصبايا الغيد من صبب
وتسكرون مع الأعداء في وله
تبّت يداكم وتَبّوا يا بني لهب
وتفترون على الأحرار من عفنٍ
تقيئه النفس في زهو وفي طرب
مَنْ مدّ أنفا لأمريكا ستجدعه
فيتفل الناس فوق الأنف والشّنَب
فانظر عباءاتهم في الأفق لامعة
وقد بدا تحتها شيءٌ من الذنب
إنّي رأ يت عباءاتٍ مجو قلةً
مع العلوج بلون النفط والذهب
والله إنّا نعيش الآن مهزلة
كبرى وليس لنا منها سوى النّصب
فسل تجيبك بالتغريب عاصمةٌ
يغوص في الوحل ساقاها إلى الرُّكب
واسأل تجيبك ساساتٌ وأغربة
اذهب وقاتل فقد شبنا من التعب
يا قابعين على أبراجكم وطئت
أعناقكم قدمي في الوجه والعقب
أتقبعون بوكر الغرب في مرح
وتتركون بلاد العرب في النوب
وتقتلون العراقيين من هَوَسٍ
وتمرغون صروح المجد بالتُّرَب
تتاجرون بأعراض لكم سلفت
وتعرضون الصبايا البيض للطلب
فيا عروبة قُدّي الثوب مجهشة
وابك السلاطين من باغٍ ومغتصب
باعوا فلسطين با لدولار واشتعلوا
غيظا علينا وذلا في حمى الجنب
ولاذ بالصمت كلٌّ وانتشى ثملا
في خدر أنثاه أعلاج بلا نسب
ذودوا عن الخدر ياأوغاد وانتبهوا
قد دنّس الغرب أحلام الشذى العربي
ذودوا كما ذادت الأجساد عابرة
إلى فلسطينَ للتاريخِ للشهب
فمن أراد حياة حرة ً فله
أن يشربَ الكأس من ثوارنا النجب
أما تروْن هنا الأبطال مشرعة
أيْدي تشد على جمر من الغضب

.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى