الخميس ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم أشرف شهاب

مطلوب فتح الملفات المغلقة ضد إسرائيل

لفترة طويلة من الوقت تعرضت العديد من القضايا الخلافية بين مصر وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لما يشبه التعتيم الإعلامى عليها فى محاولات سياسية، وإعلامية لإغلاق ملفات تلك القضايا، وإدخالها إلى طى النسيان. لكن الواضح أن الجروح تندمل، والملفات المغلقة يعاد فتحها من

الرحلة 990 للطائرة المصرية

الرحلة 990 للطائرة المصرية

يعلم الجميع أن ملف هذا الحادث لم يغلق بعد. فحتى هذه اللحظة لا يعلم أحد حقيقة ما حدث للطائرة المصرية من طراز بوينج 767 والتى لقى 217 شخصا بينهم مجموعة من خيرة عسكريى مصر مصرعهم وهم على متنها. وتشير أصابع الاتهام إلى تورط جهات أمريكية أو صهيونية فى هذا الحادث. ومما يعزز الشك فى وجود مؤامرة إصرار المحققين الأمريكيين إلصاق التهمة بمساعد الطيار المصرى الكابتن جميل البطوطى. حيث يزعم الأمريكان أنه اقدم على الانتحار استنادا إلى ترديده عبارة: "توكلت على الله". كما يتعزز الشك فى وجود مؤامرة بسبب رفض رئيس المجلس الوطنى الأمريكى لسلامة النقل الجوى للطلب المصرى بالإطلاع على تقارير الرادار العسكرى الذى يغطى الطيران المدنى. ويتحجج الأمريكان بأن هذه التقارير من الأسرار العسكرية. ورغم أن الأمور سارت فى الفترة الأخيرة نحو التهدئة إلا أن المساندة الأمريكية لمجازر شارون أثارت مشاعر الشعب المصرى ضد الأمريكان، ودعا البعض لتشدد الحكومة المصرية مع الحكومة الأمريكية بشأن سير التحقيقات فى هذه القضية.

الأسرى

عمليات الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى دعت أيضا إلى رفع شعارات تطالب الحكومة المصرية بالوقوف فى وجه حكومة شارون، ومطالبة إسرائيل بتعويضات عن جرائمها. ويقدر بعض الخبراء العاكفين على ملف الأسرى أن إسرائيل قتلت منذ حرب 1967 ما يزيد عن 66 ألف أسير مصرى فى مذابح جماعية. ويدين المصريون صمت الحكومات المصرية المتتابعة. وعدم محاولتها فتح هذا الملف. مع أن إسرائيل حرصت دائما على استعادة رفات جنودها الذين قتلوا فى الحرب. وهذا وجه العديد من المصريين نداءات متكررة مطالبين وزارة الخارجية المصرية بفتح هذا الملف فى هذا الوقت للتضييق على حكومة شارون، والضغط على إسرائيل.

أم الرشراش

وأم الرشراش هذه هى قطعة أرض مصرية احتلتها إسرائيل عام 1949، وحولتها إلى ميناء يسمى حاليا ميناء إيلات. وهكذا فإن المنفذ الوحيد لإسرائيل يعتبر أرضا مصرية خالصة محتلة. وقد خصصت مجلة "فلسطين" موضوعا كاملا مفصلا عن هذه القضية نشرناه قبل ما يزيد عن العام. ورغم تصريحات العديد من المسئولين المصريين بأن أم الرشراش أرض مصرية خالصة بحكم الوثائق التاريخية. ورغم أن ملف القضية ما زال مفتوحا بموجب آلية التحكيم التى أعادت طابا إلى مصر، إلا أن المسئولين المصريين لم يتحركوا خطوة واحدة فى سبيل استعادة هذه الأرض من محتليها.

ملف الاغتيالات العلمية

وهذا الملف هو واحد من الملفات التى طواها الزمن، وراح ضحية الإهمال الرسمى. ورغم ذلك، يطالب المصريون اليوم بإعادة فتح ملفات اغتيال إسرائيل لما يزيد عن 16 عالما نوويا مصريا. استشهدوا فى ظروف غامضة. ويأتى على رأس هؤلاء الدكتور مصطفى مشرفة صاحب نظرية النسبية الصغرى. و قد أحاط الغموض بمصرع هذا العالم لأن أبحاثه فى مجال الذرة أقلقت جهات أجنبية. والغريب أن تلميذته الدكتورة سميرة موسى، أول عالمة ذرة عربية، والتى توصلت إلى إمكانية تفتيت ذرات معادن رخيصة مثل الحديد والنحاس، وإمكانية إنتاج قنبلة نووية رخيصة، لقيت هى أيضا مصرعها فى حادث سيارة غامض بولاية كاليفورنيا الأمريكية. كما أن الدكتور يحيى المشد عالم الذرة المصرى، ومهندس بناء المفاعل النووى العراقى، اغتيل عام 1980 بفندق مريديان بباريس، وتحوم الشبهات حول الموساد. وأيضا العالم سعيد بدير الذى كان تصنيفه العالمى رقم ثلاثة فى مجال الاتصالات الفضائية والمايكروويف، وقد توفى هو أيضا فى حادث غامض. وفى عام 1993 توفى العالم المفكر الدكتور جمال حمدان أحد أبرز مفكرى مصر فى القرن العشرين بسبب حريق شب بمنزله ومكتبه لأسباب غامضة. وقد جاءت وفاته مباشرة بعد تصريحه بأنه على وشك الانتهاء من كتابة موسوعة عن اليهودية والصهيونية. وقد اختفت تماما مسودات هذه الموسوعة. وفى عام 1997 توفى العالم الشاب الدكتور أحمد الجمال فى لندن. وكان الدكتور الجمال متخصصا فى الفيزياء النووية. والخيوط التى تجمع بين هذه الحوادث هى أن أصابع الشك فيها تتطرق إما إلى جهات أمريكية أو إلى جهات إسرائيلية. كما أن جميع هذه الحوادث قد تم تقييدها ضد مجهول.

أصوات ومطالب

د. وحيد عبد المجيد من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد على ضرورة إعادة فتح كافة تلك الملفات. خصوصا أن بعض هذه القضايا لا تسقط بالتقادم. كما أن من الطبيعى أن تستغرق بعض القضايا وقتا فى معالجتها يمتد إلى سنوات وسنوات بسبب طبيعتها المعقدة. وهناك بعض التفاصيل التى يمكن أن تظهر فى بعض القضايا مما يجيز إعادة فتح ملفاتها بسبب ظهور معلومات جديدة. كما أن هناك قضايا لم تأخذ حقها جيدا فى الدعاية والإعلام مثل قضية الطائرة المصرية، وبالتالى يجب أن نعيد هذه القضايا إلى ذاكرة المواطن المصرى. أيضا يتفق محمد بسيونى الخبير فى شئون قضايا الأسرى مع هذا الرأى ويقول إن من الضرورى مواصلة الضغط بكافة الأشكال على العدو الصهيونى، وفضح هذه الممارسات سواء التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين أو التى ارتكبتها ضد المصريين أو العرب بشكل عام. ويلقى حلمى الراوي المحامى باللوم على الإعلام المصرى، وعلى السياسات المصرية الرسمية التى أرادت عن وعي أن تصرف انتباه المواطنين عن مثل هذه القضايا. ولكن من الواضح أن الأحداث الجارية نكأت الجرح المصرى والعربى، وعلينا جميعا أن نعيد مواصلة النضال ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية بكل الأشكال، وبكل قوة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى