الاثنين ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم رنا فضل السباعي

إهداء الى روح المرحومة سلام علي السيد......

توفيت ابنة عشرين ربيعاً .... بعد أن خطت أولى الخطوات في ربيع حياتها ..... وحياة عائلتها

هي الفـتـاة الـتـي حـمـلـت اسـمـاً يبعد عما تعانيه بداخلها بعد دمها عن جسدها .....

نعم أن دمها لطالما كان محارباً لها ، مؤرقاً للوالدة التي فقدت زوجاً بعد أن أصابه العمى وبقيت تخدمه وهو يغسل الكلى قبل وفاته سنينا

سلام هذا هو اسمها ، والحاجة لتغيير الدم كلما أشتدت معركته مع الجسد وأنهارت قوى هذا الجسد الفتي هو مرضها الذي شاء القدر أن يجعله مرافقاً لها منذ الصغر ..

وأنا بغربتي ، علمت من عائلتي أنها فتحت صالون تجميل وأنها تمكنت من المهنة ما دفع ببنات الحي جميعاً ومنهم شقيقتي غنى الى تسريح شعرهن عندها .... كما وأن والدتي أعلمتني يومها أنها خطبت لأحدهم رغم ما تعانيه فأصبت بالدهشة وسألتها يومها هل يمكنها أن تتزوج دون أن يمنعها مرضها من ذلك فأجابتني أن والدتها حصلت على شهادة طبية تفيد بإمكانية زواجها دون أي عائق فكانت فرحتي الثانية ............

نزلت في إجازتي إلى بيروت ، واحتجت أن أسرح شعري في أحد الأيام فذهبت إليها ، أتذكر كيف استقبلتني بكلمة الحمد لله عالسلامة وقبلتها بعد أن رفعت أدوات التسريح من يديها ولم أصدق يومها وأنا أشاهدها وأشاهد العاملات تحت يدها لم أكن أعلم أن النجاح الذي فرحت لأجله كبر معه المرض بالداخل كأنهما في سباق مع الزمن ...

تويفت مالكة الصالون ، صوتها الطفولي الذي يطلق الإرشادات للعاملات بنوع من التودد لن يعود كل ما بقي هو محبتها في قلوبنا ودعائنا لأمها بالصبر ........... وإنا لله وإنا إليه راجعون


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى