الاثنين ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم ديما سحويل

موسم هجرة الغيوم

في فصل الربيع تسللت غيمة بيضاء ناعمة عبر احدى النوافذ الى بيت عازف العود..
تغلغلت بين اصابعه ولامست اوتار عوده، غيرت مجرى المقطوعة الحزينة التي كان يعزفها فتراقصت الفراشات اللاتي
كن يختبئن بين ثناياها على اللحن الجديد ..
تعجب العازف من ذلك اللحن الجميل الذي ادخل فصل الربيع الى غرفته الموشحة بالسواد ....
الا ان الحزن الذي كان يعتريه اوقف اصابعه عن اللعب على اوتار الفرح ..
فتوقف فجاة عن عزف ذلك اللحن الفرح ...
عادت الغيمة من جديد لتتراقص بين الاوتار
الا انه لم يدعها تكمل ....
مسكها بقبضة يده الخشنة
والقى بها من النافذة ، لحقت الفراشات بها وهن يبكين ، قام بغلق النافذة ...
وعاد ليعزف ذات اللحن الحزين ....
ظهر شئ بداخله يستجدي عودة ذلك اللحن الجميل
قام بفتح النافذة من جديد لعل الغيمة والفراشات يعدن ويعود معهن الفرح .
جلس على كرسيه وركن عوده ، و ظل يحدق بالسماء بانتظار عودة الغيمة ...
لكن السماء خلت من اي غيمة ...
وكأن موسم هجرة الغيوم ابتدأ ....
ظل ينتظر طوال فصل الربيع والصيف والخريف اي من الغيوم لتتسلل عبر نافذته ...
دون جدوى ....
الى ان حل فصل الشتاء الثري بالغيوم ....

جلس بالقرب من الموقدة وترك نافذة واحدة مفتوحة وظل ينتظر ..
أخيرا دخلت احدى الغيوم الى البيت ولكنها لم تكن بيضاء ناعمة كانت رمادية كبيرة تجر معها رياحا باردة عاصفة اطفات نار الموقدة ، تجمدت اصابع العازف من البرد ولم يقوى على تحريكهما ...
ظل ينتظر عودة غيمة الربيع لتعزف على أوتار عوده .المهجور


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى