الأربعاء ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم خالد خميس السحاتي

أربع أقاصيص

• القلب الذهبي :

يستدين من صديقه مبلغا من المال ؛ ليشتري لها كل ما تريد ، تخطر له ، تثير إعجابه ، يتردد .. ثم يقرر تنفيذها ،يمر على متجر للمجوهرات والهدايا ، ينظر بتمعن واهتمام ، تلفت نظره قلادة ثمينة ، يتدلى منها قلب ذهبي كبير ، يقبل على شرائها ثمنها لا يهم وصل إلى بيته بسرعة ليقدم لها قلبه هدية ، لكنه لم يجد أحدا سوى ورقة صغيرة على الطاولة كتبت له فيها : ( لم أعد أحتمل الحياة معك انك مغرور مخادع ، ولا تعرف معنى الوفاء والإخلاص ) ، مزق الورقة.. ووضع القلب الذهبي تحت قدميه ، خبأ بهجته في جيبه ومضى ليكمل مسيرته وحيدا كما بدأها .
• انتظار :

القمر يشع بنوره على الكون ، ويمنع الغيوم قاتمة السواد أن تحجب ضوءه عن عيون الحالمين والبائسين والعاشقين ، الحديقة تخلد إلى النوم ، والليل يجلس على ناصية الطريق في انتظار الرحلة القادمة ، بعد لحظات قليلة سيفرح الجميع ، القمر والغيوم والحديقة وحتى الليل ؛ لأن الحديقة نامت قبل أن تخبر القمر بقصة انتظار الليل لموكب شوق لن يأتي أبدا .
• ندم :

سألت نبتة الزعتر شجرة الكرز بعفوية : هل يريد هؤلاء لنا الخير أو السلام أم أن نومنا في هدوء يزعجهم ؟ أجابت شجرة الكرز بصوت خافت : اسألي تلك الدبابة القابعة هناك عند سطح الجبل ... حملقت الدبابة في شجرة الكرز بشزر واضح ، ثم أطلقت قذيفتها المثرثرة لتجيب على السؤال بطريقتها الخاصة ، تحول الحقل إلى أشلاء ممزقة من الفروع والأغصان المحرومة من الحياة والأمل والتراب ،عرفت نبتة الزعتر الإجابة لكنها حتما ندمت على ذاك السؤال اللعين !

*نهاية الحكاية :

في دار المسنين أخرج صور أولاده ، تأملها بعناية ولمسها بيده ، انهمرت دموعه بغزارة ، اختلطت مشاعره ، لم يعد قادرا على التحكم فيها ، ذكريات ودموع ووحدة .. محبة وشقاء وغربة، وقف بصعوبة متوجها صوب النافذة.. نظر إلى الصور للمرة الأخيرة ... ( تحسس قلبه ) .. ثم مزقها ورمى بها بعيدا ، أكملت الريح الباقي ، سقط عكازه الخشبي الهرم ، توقف قلبه المتعب عن النبض ، خر على وجهه صريعا ، انتهت الحكاية ، أسدل الستار ، صفق الجمهور بحرارة باردة ، ثم ذهب كل في طريقه .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى