الأربعاء ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم إسلام صالح

الحب الصامت

الحلقة الاولى

كان دائما ينظر من نافذة حجرته اليها فهو يحبها فى صمت ولا يقوى على مصارحتها وهو زميل لها فى نفس الوقت بالجامعة فهو طالب فى السنة النهائية وهى مازالت فى الفرقة الثانية لكنه يحبها منذ أن بدأت مشاعره تعرف معنى الحب فهو شاب وحيد ليس له الا اخت واحدة تكبره بخمسة أعوام متزوجة وتعيش مع زوجها فى احدى الدول العربية ويعيش منذ سنوات وحيدا مع والديه هذه النشأة جعلته شاب منطويا وخجولا .

وهى تسكن فى العقار المواجه له وبين اسرته واسرتها علاقة جيرة طيبة فدائما يتبادلان الزيارات فى المناسبات هذا سهل له الطريق فى التعرف والتقرب اليها .
وفى صباح احد الايام ذهب الى الجامعة وقابلها واستوقفها فى الطريق قائلا
 صباح الخير يا رباب
 اهلا صبا ح الخير يا مدحت
 مدحت : كيف حالك؟
 رباب : انا بخير

ووقف ينظر اليها فى صمت نظرة تبرز مشاعره الدفينه ، شعرت بذلك رباب فأحمر وجها خجلا وأدارت عينيها بعيدا عنه فنظرت لأعلى وقالت
الجو اليوم لطيف
فتنبه مدحت الى نفسه ورد مرتبكا
 نعم نعم فعلا معكى حق
لم ينقذها من هذا الموقف سوى حضور زميلتها مها التى قاطعتهم قائله
 ما بكما لماذا تقفان هكذا
فتهللت أسارير وجه رباب قائله
 أهلا أهلا مها كيف حالك

فتراجع مدحت خطوة الى الخلف مستأذنا فى الانصراف ، وبعد أن تركهم ظلت رباب واقفه تنظر حتى ابتعد فبادرتها مها قائله
ما بك لماذا انت تائهة هكذا
 رباب : لا اعلم ، لقد أنقذتينى اليوم فانت كما تعلمين مدحت يحبنى ولا يستطيع مصارحتى ودائما ينظر الى من نافذه حجرته وانا لا اعرف ماذا افعل ولا اريد ان اجرحه فهو شاب طيب ومهذب كما اننا تربطنا بأسرته علاقه طيبة
 مها : أذن وما العمل
 رباب : لا أعلم
 مها : الحل سهل وبسيط

 رباب : ما هو
 مها : اخبريه بارتباطك بأشرف
رباب فى دهشه : هل جننتى كيف اخبره انى مرتبطة بجارى الذى يسكن فى الشقه التى تعلونا المهندس أشرف منذ فترة وانا فى انتظاره حتى يعود من سفريته ليفاتح والدى فى خطبتنا لا أجرؤ على ذلك كما أن هذا سوف يكون بمثابة صدمة له
 مها :لكن أكيد هناك حلا ومدحت سوف يعلم بخطوبتك عاجلا أم اجلا فيعرف منك أفضل أن يفاجئ بها
 رباب : لا أعلم ، هيا بنا لنذهب الى المحاضرة فموعدها حان

الحلقة الثانية

وأثناء سير مدحت فى طريقه الى كليته قابله صديقه المقرب اليه أحمد واستوقفه أحمد قائلا : ما بك لماذا تسرع فى مشيتك هكذا
 مدحت : اه اهلا يا احمد اعذرنى فانى مررت بموقف صعب وفى غاية الخجل من نفسى ومرتبك
 أحمد : نعم يبدو عليك ذلك ، ماذا حدث
 مدحت : تعالى معى الى الكافتيريا لاحكى لك ما حدث
 أحمد : موافق هيا بنا

وجلسا مدحت واحمد فى الكافتيريا وقص مدحت الموقف الذى حدث بينه وبين جارته رباب فعلق احمد قائلا : انه موقف فى غاية الحرج فعلا لكن لابد ان تصارحها بحبك والا سيظل هذا الحب حبيسا بداخلك ولا يرى النور ابدا
 مدحت فى اضطراب : لا لا اقوى على ذلك هل ارسل اليها خطاب اشرح فيه شعورى تجاهها
 مدحت : لالا هذا اسلوب قديم ولا يليق يجب ان تواجها
 احمد مندهشا: اواجهها هذا امر مستحيل
 مدحت : اذن وما الحل فلا يوجد حل غير ذلك فالبحر امامكم والعدو ورائكم
 احمد : لا سوف انتظر حتى انتهى من دراستى واحصل على وظيفة جيدة ثم اتقدم اليها بشكل رسمى هذا هو افضل حل ممكن ما رأيك

 أحمد : رأى دون ان تغضب منى انك انسان لا تقوى على المواجهة
وبعد مرور اسبوع داخل الجامعة تقابل رباب صديقتها مها بفرحة عارمه قائلة:
باركى لى لقد وصل اشرف صباح امس واتصل بى لمقابلته فذهبت اليه فى المكان المفضل لدينا فقد طلب ان يرانى قبل ان يذهب الى منزله وقال الى انه سوف يتصل بوالدى ويحدد موعدا لمقابلته ليخطبنى واتصل بالفعل وحدد موعدا معه اليوم ياااااااااااااه انا سعيدة جدا
 مها : الف مبروك يا صديقتى لكم ماذا عن مدحت
 رباب : لا اعلم فقد توقف منذ اخر مرة قابلنى هنا عن النظر الى من نافذة حجرته او مقابلتى داخل الجامعة فيبدو انه شعر بشئ فأثر الانسحاب بهدوء
 مها : ربما وربما تكون هدنه ثم يعود
 رباب : انا لا يعنينى هذا انا فقط سعيده بأنى سوف اكون فى القريب العاجل خطيبة المهندس اشرف نصر الدين وبعدها حرم المهندس اشرف نصر الدين هذا شعور جميل جدا جدا .

وبعد فترة قصيرة وأثناء عودة مدحت الى منزله بعد يوم دراسى سمع صوت تصفيق وزغاريد ومذياع عالى ينطلق منه احدث الاغانى الشبابية ووجد هذا منبعث من شقة الاستاذ سلامة والد محبوبته رباب وعندما دخل الى منزله سأل والدته التى كانت تجلس تشاهد التلفاز قائلا : ما هذه الضجة يا أمى

 الام : اليوم خطبة رباب جارتنا على المهندس اشرف جارها
مدحت مذهولا ولا يصدق : اشرف الذى يسكن فوقهم
الام : نعم هو
 مدحت : ومتى علمتى بذلك الخبر
 الام : منذ عدة ايام اثناء ذهابى الى السوق قابلت والدة رباب وخبرتنى بالامر
وينصرف مدحت والوجوم يخيم عليه ولا يصدق ما يحدث ودخل حجرته وجلس امام النافذه يتذكر كل احاديثه التى دارت معها وفى نفس الوقت يستمع الى صوت الضجة المنبعث من شقتها.

الحلقة الثالثة

وفجأة يخرج مدحت من حجرته مسرعا الو والدته يسألها فى لهفه:ومتى ستتزوج
الام : بعد انتهاء هذا العام الددراسى
مدحت متحدثا لنفسه : أى بعد شهرين

وبعد ان انتهت الدراسة وتخرج مدحت من الكلية وحصل على تقدير عالى بدأ فى رحلة كل شاب تخرج حديثا من الجامعة وهى البحث عن عمل وأيضا بدأت رباب فى الاعداد لحفل زواجها ، وقبل الزفاف بأسبوعا عادت منى شقيقة مدحت من الخارج وسعد جدا بعودتها ولاحظت عليه منذ عودتها انه حزين وبه شى ما فسألت والديها لكنهم لم يستطيعوا أن يعرفوا ما به واتقدوا انه من فشله فى الحصول على وظيفة كما قال لهم ، طرقت منى باب حجرة شقيقها مدحت ودخلت اليعه لتحدثه قائلة : ما بك يا مدحت أراك حزين منذ ان عدت من السفر
مدحت : لا لا شئ مجرد ارهاق وضيق بسبب عدم ايجادى لعمل
منى : لا هذا ليس السبب ارجوك تحدث الى انا شقيقتك الوحيدة فلمن تحكى وعلى وعد منى لا اخبر احدا
فنظر اليها مدحت ثم نظر الى نافذه رباب وقص عليها حقيقه حبه تجاه جارته رباب
وبعد ان استمعت منى لشقيقها قالت : انا اقدر مشاعرك وكم انت انسان حساس وخجول لكن هذه ارادة الله ويجب ان تكون اقوى من ذلك وتنسى الامر فانا اثناء دراستى احببت زميل لى وظللت مرتبطة به لمده عامان ثم انفصلنا لضيق ذات يده وبعدها تقدم لى زوجى الحالى وتزوجته واكتشفت بعد ذلك ان كل هذا هراء فحاول بجديه ان تنسى الامر والا سوف تدمر حياتك بيدك فكر فى فيما اقوله له جيدا.

وبعد ان فرغت من كلامها تركته وانصرفت ليعيد تفكيره فى الامر مرة ثانية ،ومر الاسبوع وتزوجت رباب من اشرف وفى يوم زفافها وصل مدحت الى حالة نفسية سيئة جدا وتغلب عليها بعد فترة بعد ان حصل على عمل مناسب فركز كل جهده وتفكيره فى العمل .

وبعد مرور عامان على زواج رباب واشرف لاحظ مدحت فى الاونة الاخيرة
وجود رباب فى بيت والدها هى وطفلها الذى انجبته لكنه علل ذلك بسفر زوجها الكثير ولكن رؤيته لها أ يقظ مشاعرة تجاهها وحاول أن يسيطر عليها لكنه لم يستطيع فبدأ يراقبها وعندما يجدها تخرج الى الشارع ينزل مسرعا من بيته ليقابلها ويصافحها وينظر اليها وعيناه تفيض بحب جارف تجاهها .

وفى احد الايام سمع مدحت صوت شجار عاليا فاسرع ينظر من النافذه فوجده عند رباب فخرج مسرعا من حجرته يسأل والدته عما يحدث فأجابت قائلة :
لقد علمت من والدتها اثناء ذهابنا للسوق لشراء احتياجاتنا ان رباب بعد ان انجبت طفلها اصبحت فى شجار دائم مع زوجها لكثره سهره خارج المنزل كما علمت انه على اتصال بفتيات اخرى يخرج ويسهر معهم فتشاجرت معه وانتهزت فرصة سفره فى عمل واتت مسرعة الى بيت والدها بعد أ ن منعها زوجها فى الأونة الاخيرة من زيارته حتى لاتشكوه له او تصعد لمنزل والد أشرف وتخبره بتصرفات ابنهم وعلمت منها انه اشرف سوف يعود اليوم وانه سيأتى اليهم اذا لم يجد زوجته فى المنزل
ويدخل مدحت حجرته وينظر الى نافذة رباب فى حزن قائلا : ان قلبى يعتصر الما مما يحدث لك الا يقدر ذلك المجنون كم انت ثمينة


الحلقة الرابعة

وبعد يومان وجد مدحت الهدوء يخيم على منزل العائلتين عائلة رباب وعائلة اشرف وعرف من والدته انهم انفصلوا فقد اصبحت رباب مطلقة بعد زواج استمر لمدة عامان فبدأ يراوده الحلم القديم وأصبح يفكر فى ان يعبر لها عن حبه فبدأ مدحت فى التقرب اليها تدريجيا بالنظر اليها من نافذة حجرته وهى ايضا تبادله النظرات وتبتسم له أو يتعمد أن يقابلها فى الطريق ليتحدث معها وبدأت هى ايضا تحدثه ومع مرور الوقت شعر مدحت بأن مشاعرها تحولت تجاهه وأصبحت تحدثه وتنظر اليه فتولدت بداخله مشاعر عارمة الفرحة وظهر عليه ذلك فى ضجته التى لا تفارق وجهه ونشاطه الزائد فى العمل .

وبعد مرور فترة قرر مدحت ان يخبرها عن حبه فقال متحدثا لنفسه : كيف اخبرها هل اقول لها انى احبك وأريد ان اتزوجك وسوف اكون ابا لطفلك لكن ما موقف اشرف حينذا ، لكنه الان اصبح لا يأتى الى بيت والده حتى لايراها فهو يأتى فقط ليرى طفله مرة كل اسبوع اذن ماذا افعل ، نعم سوف اتحدث الى والدى فى أقرب فرصة فى أمرها واتقدم اليها رسميا وهى اما تقبل او ترفض ولكنى اعتقد انها سوف تقبل فهى اصبحت تبادلى النظرات والحديث واشعر بانها تبادلى شعور الحب نعم هذا صحيح .

وبعد مرور عدة أيام عند استيقاظه من نوم الظهيرة وجد ابواه يجلسان ويتناقشان بشأنه فجلس معهما وأخبره والده : الم يحن الموعد ان تتزوج يا ولدى
مدحت وقد وجدها الفرصة المناسبة للحديث عنه امر زواجه من رباب : نعم يا والدى قد حان
الام : الحمدلله كم انا سعيده بذلك
الاب : انتظرى حتى انتهى من حديثى معه ، اذن هل هناك احد أم نعرض نحن عليك
مدحت متراجعا : هل لديكم أحد
الام : نعم لدينا
الاب : قلت لك انتطرى ، نعم يا ولدى فما رأيك بأبنة الحاج جمال صديقى الحميم فهى بنت فى غاية الجمال والأدب وأسرتها أسرة طيبة
مدحت : نعم يا والدى ليس لدى ما يمنع لكن اعطنى فرصة لافكر فى الامر
الاب : حسنا

الحلقة الخامسة

ويعدل فجأة مدحت عن رأيه فى رباب ويذهب ليرى ابنة الحاج جمال وبعد عودتهم يستأذن فى ان يذهب ليقابل صديقه الحميم أحمد فى المقهى المفضل لديهم فأنه لم يره منذ فترة طويلة ويتقابلا مدحت واحمد بحراره
احمد : ياااه منذ فترة طويله لم أراك أين أنت يا رجل وكيف حال رباب
مدحت : الحمدلله انا بخير أما رباب فهى اصبحت مطلقة وقص عليه حكايتها مع زوجها وحكايته هو معها وما حدث بينهما فى الفترة الاخيرة والمشاعر التى ولدت بداخلهم وذهابه لخطبة بنت اخرى
 أحمد : معقول
 مدحت : نعم هذا ما حدث
 أحمد : وماذا الان
 مدحت : لا أعلم
 أحمد : هل انت انسان طبيعى
 مدحت : لا أعلم لكن فجأه انتابتى شعور لو تزوجتها قد لا اصبح سعيد
 أحمد : لماذا
 مدحت : عندما حدثنى ابى عن ابنه صديقة وهى فتاه لم تتزوج بعد دار فى راسى حينها عدة افكار منها انى سوف اواجه مع اشرف مشاكل كثيرة لانى تزوجت مطلقته كما قد احرمها من ابنها فربما يأخذه والده بحكم انها تزوجت كما كيف انظر الى جيرانى فى المنطقة بعد ان تزوجت زوجه جارى فقد حكمت عقلى وظللت اقارن بينهما فترة وصليت صلاة استخارة الى ان هدانى الله الى هذا الامر
أحمد : نعم هذا امر صعب للغاية لكن الم يتفتق الى ذهنك كل هذا قبل ان تنساق وراء مشاعرك منذ البدايه وما العمل الان
مدحت : لا شئ فأفضل ان يكون حبى لها لا يعلمه احد وان يظل حبيسا صامتا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى