السبت ٢٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم رضوان عبد الله

العنف المدرسي في مدارس الاونروا في مخيمات لبنان

ورد في الصحف الاجنبية و العربية ان بريطانيا هي الدولة الأخيرة في رفاهية الأطفال ، و قد ذكر التقرير ، الذي اوردته صحيفة القبس الكويتية في عددها رقم 12107 – و الصادر بتاريخ 15/02/2007 ، عن صندوق الامم المتحدة لرعاية الامومة والطفولة (يونيسيف) ان المملكة المتحدة حصلت على المرتبة الاخيرة في قائمة الدول الصناعية الـ 21 في مجال العناية برفاهية الأطفال. وقال التقرير ان بريطانيا حصلت على مراتب متأخرة في مجال الفقر والحرمان ونوعية العلاقات التي تربط الاطفال بوالديهم واقرانهم ومجال الصحة والسلامة ومجال السلوك والمجازفة واحساس صغار السن بالرفاه. وحصلت بريطانيا على مركز متقدم في المجال التعليمي الا انها نالت المركز الثالث قبل الاخير في المجالات الاخرى كافة الامر الذي جعلها بالاضافة الى الولايات المتحدة الاميركية في آخر قائمة الدول الصناعية التي يتمتع فيها الاطفال بالرفاهية. و وضع التقرير الذي قامت به منظمة يونيسيف 40 مؤشرا منفصلا حول رفاهية الاطفال لقياس حياتهم في الدول الصناعية المتقدمة حيث حصلت دول شمال اوروبا على المراكز الاولى مثل هولندا والسويد والدانمرك وفنلندا.

التقرير لم يحاول التطرق الى تفسير تصنيفات كل دولة على حدة لمقاييس الرفاه الخاصة بالاطفال الا انها كانت تهدف الى اثارة نقاش قومي لتشجيع تلك الدول على معالجة النقاط التي بحاجة الى تحسين. يذكر ان التقرير وضع قائمة رتب فيها الدول الصناعية التي يتمتع الاطفال فيها بالرفاه هي هولندا والسويد والدانمرك وفنلندا واسبانيا وسويسرا والنرويج وإيطاليا وجمهورية ايرلندا وبلجيكا وألمانيا وكندا واليونان وبولندا والجمهورية التشيكية وفرنسا والبرتغال والنمسا والمجر والولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة.

هذا ما يحصل بالدول الكبرى و التي تعتبر متقدمة جدا من ناحية التعليم و التقنيات و الرفاهية و الاحترام المتبادل ما بين فئات الناس بالرعاية القانونية و الحقوقية الواسعة ، اما ما يهمنا بالامر هو ما يحصل في المجتمع الفلسطيني ومدارسه في لبنان و المرعية من قبل وكالة الاونروا ، من انعدام للرفاهية و انخفاض مستويات التعليم و نوادر متعددة من اقاصيص و حكايات التطاول على المدرسين من قبل الطلاب و بالعكس و زيادة معدلات العنف بالمدارس من قبل الاطفال بالتهجم على المعلمين ورغم انها كانت سابقا بالعكس بفضل سياسة الاونروا التربوية الجديدة ، و كل الظروف و المعوقات الموجودة التي تعرقل تقدم المجتمع الفلسطيني في الشتات و الموجود في لبنان كنموذج من الشتات الفلسطيني ككل .
 اذن ماذا يحصل في مدارس الاونروا في لبنان ؟؟!

تطل الاونروا بين الحين و الآخر بقرارات تارة تكون اوامر للمعلمين كي يهابوا من اصدرا اي عقاب لاي تلميذ و لو بكلمة ( تعتبر عنفا ضد الاطفال ) ، و طورا تكون الاوامر بمثابة تعليمات لكافة الموظفين و مرات عديدة صارت الاوامر تتبع نهجا يتدخل حتى في امور اسرنا من آباء و امهات وابناء و بنات ... و أخير هذه التدخلات و ليس آخرها و هو الامر الاخطر من ما تعممه الاونروا من تعاميم تعتبرها الادارة ( تربوية او لربما اجتماعية خدماتية ) لكن مضمونها العميق نراه تخريبي و تجهيلي ، يتمثل بتهديد المعلم الذي من المفترض انه سيعاقب التلميذ على خطأ او تجاوز تربوي اخلاقي معين ، فاصبح المعلم يقع تحت رحمة الخوف من التلميذ و اهله و بيئته المحلية ، و اصبح شاغل همه التفكير بأمنه الوظيفي بعيدا عن النهج و السياسة التربويين ، و نحن لا نجرّم المعلم لان من حقه الحفاظ على وظيفته المعيشية و حياته المهنية .

فقد كان من الاجدى بالانروا ان تعمل على تأهيل مدارس تتعلق بالمعوقين الفلسطينيين ( المفروض تأهيل 20 مدرسة في كل لبنان حسب مشروع الدمج المدرسي ) ، حسب ما اسرّ لي مدير سابق لمدرسة ارنروا حيث اضاف ( لقد كان الاجدى بالاونروا ان تبحث عن اكثر من 650 طفل معوق خارج المدارس في لبنان ، و قد كان الاجدى بالانروا ايضا ان توظف جديا و ليس بالاسم من يهتم بالتفتيش و الارشاد التربوي ليهتم بالتلامذة الذين لديهم مشاكل و صعوبات تعلمية ، كان الاجدى بالانروا ان تفعل مركز التخطيط التربوي فيها ، بل كان الاجدى بالاونروا ان تحاسب المقصرين تجاه الشعب الفلسطيني في الخدمات التربوية و الصحية و الاجتماعية ، بل انه من الاولى بهذه المؤسسة ان تهتم بتأهيل البنى الاجتماعية و الاقتصادية و الخدماتية من كهرباء، ماء ، صرف صحي ... ، و ان تعمل على توسعة المدارس و زيادة اعداها ، حسب خطة خمسية قيل انه سيبدأ العمل بها منذ خمس سنوات و حتى الآن لا توجد بوادر واضحة المعالم لذلك ...) ، رغما انه تم التصريح عن وجود رأسمال لدى الاونروا لتحسين الخدمات في مخيامت لبنان ، و ذلك عبر الصحف اللبنانية اواخر آذار 2007 ، وصل الى حدود 22 مليون دولار امريكي . و ( انه من الاولى والاجدى معا ان يتم التحقق من صحية مياه الشرب التي تصل الى اجواف سكان التجمعات و المخيمات الفلسطينية في لبنان و التدقيق في نقاوتها و طهارتها و بعدها عن التلوث البيئي ... و ربما النووي ، خصوصا المخيمات المقصوفة من قبل الطيران الاسرائيلي اثناء الحرب الاخيرة على لبنان ، فكم من حالات اسهال و تقيؤ غير واضحة الاسباب حصلت في مخيمات الجنوب و تجمعاته ، و كم من شبكة مياه تضخ من الابار الى افواهنا مباشرة دون المرور بخزانات لتنقيتها من الشوائب او لتعقيمها من ميكروبات محتملة في ظلمات قساطلها المهترئة و القديمة التمديد و التي تسير متأبطة اذرع قساطل مجاري الصرف الصحي و مياه الامطار ،ألا يعني ذلك للاونروا من شيء ؟ الا يستحق منها لفتة نظر .... او استمارة بحث ؟؟؟!!!!....) ، هذا التساؤل جاء من احد اطباء المجتمع المحلي الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي و هو من النشطاء في مجال حقوق الانسان في مخيمات لبنان و تمنى عدم ذكر اسمه البتة منعا للاحراج .

 من المسؤول؟؟؟
لقد حمل مدير احدى مدارس الاونروا الاسرة مسؤولية التقاعس في الرقابة على الابناء وعدم ملاحظتهم بصورة جيدة و متابعة سلوكياتهم حيث يؤدي ذلك الى الانفلات الاخلاقي العبثي من قبل الابناء تجاه كل من تصل ايديهم او ايديهن اليه/ها ، فيما اعتبر احد الناشطين التربويين ان العنف المستشري بين طلاب المدارس يعود اهم اسبيابه الى الضائقة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب بين ازقة المخيمات و المنازل المتكدسة فيها . واستطرد بالقول ان العنف لدى الطلاب في المدارس ازداد اكثرمن ذي قبل بعد قرارات الاونروا الاخيرة المسهلة لتمادي الطالب بالتطاول على معلمه او معلمته ، و بالتالي عدم السماح للمعلم ان يعاقب تلامذته و لو بكلمة واحدة ، و هذا شجع كلا الطلاب و الاهالي على التباهي برفع شكوى ( للاجنبي ) ضد اي معلم او معلمة ممكن ان يعاقب انبهم او بنتهم ، و هنا تكمن المشكلة الحقيقية حيث من المحتمل ان يفتح باب الافتراء ضد الاساتذة و تزداد المبالغات فيها ، مبينا ان الجيل الحالي اصبح اكثرعنفا عن ذي قبل بسبب الانترنت والترف والستالايت و افلام الاكشن و المسلسلات غير المراقبة حتى تلك التي تختص و تعتني بالاطفال اذ تمتلئ بالعنف المخصص من قبل توم ضد جيري او بينك بينتر ضد ارنوب او من قبل بوكيمون ضد دبدوب الى اخر تلك المؤثرات السينمائية على عقول الاطفال و الشباب و الشابات وصولا الى طرزان و ما ادراك ما طرزان بالغابات و شبيهه بالمدائن سبايدرمان او العنكبوت و الاخطبوط الخ ... ، تلك الرقابة غير الموجودة بشكلها الصحيح من قبل الاهل لمراقبة و متابعة المسلسلات و الافلام العربية منها و الاجنبية ( و لو انها معروضة على الشاشة الصغيرة ) و بحاجة الى وقفة جدية و حقيقية اذ سمعنا عن كثير من الاحداث التي تتسم بالعنف من قبل الاطفال ضد اخوتهم او زملائهم او حتى ضد انفسهم ، و هنا اتذكر ما حدثني به صديق لي كيف ان ابنه ادركه الجيران بالصراخ عليه وهو متعلق على شرفة منزلهم بالطابق الثالث و لما امسكه قال له دعني اقفز مثل سبايدر مان ) ، و القصص الشبيهة كثيرة و متنوعة ، عدا عن اهمال الاونروا بحق التلامذة حيث العديد من المدارس وقعت فيها حوادث خلال السنوات الخمس الماضية و كادت تكون قاتلة و اعلن عن بعضها في وسائل الاعلام مثل ( سقوط عن شرفة الصف ، و سقوط من درابزين المدرسة ، و...و...).

من جهة اخرى ، فبالاضافة الى انعدام وسائل اللهو الصحيحة و المتناسبة مع مرحلة المراهقة الشبابية في غالبية مخيماتنا و تجمعات سكننا في لبنان ، و مع قلة اذا لم يكن انعدام الاماكن العامة (ملاعب ، جنينة عامة ، نادي ثقافي ، مكتبة عامة ...) يؤكد المتتبعون للشباب في المخيمات و التجمعات الفلسطينية في لبنان وجود العنف في اماكن كثيرة منها المدرسة والمجمعات السكنية و حتى في الحارات و على الطرقات ، التي تعتبر مرتعا لطيش الشباب واستعراض عضلاتهم .

وقد لوحظ بالاونة الاخيرة الى ان اليوم الدراسي لا يمر الا و تحدث فيه مشاجرة بين الطلاب وللاسف الشديد في كثير من الاحيان بين الطلاب و مدرسيهم و مدرساتهم و رغم ذلك فإن الادارة المدرسية لا تقوم باخذ دورها في معاقبة المشاغبين بل ربما يقتصر احيانا على تنبيه خفيف لا يجدي و لا ينفع ... مما فتح الباب امام المزيد من المشاكسات الطلابية في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وفي اخذ رأي سريع قريب من الاستطلاع اجريته مع بعض المهتمين بالشباب و الطلاب معا في المخيمات طالب العديد منهم الاهالي بمراقبة الابناء وحثهم على عدم تضييع وقتهم في اشياء لا تنفع بل تضر وتزيد من طيشهم ، متمنين ان يكونوا حازمين مع ابنائهم من حيث محاسبتهم ، و متابعتهم ميدانيا ( اين ذهبوا واين يقضون اوقاتهم و من هم رفقائهم ، و كيف يمضون اوقاته فراغهم الخ ...) ، لأن المحاسبة شيء لا بد منه لكن شرط ان تكون محاسبة ايجابية ويتقبلها الابناء و ليست تنفيرية و( تطفيشية ) .

وثمة فضائيات تشجع العنف ايضا فضلا عن مناهج التعليم غير المتناسبة مع مجتمعنا العربي عموما و الفلسطيني خصوصا وكذلك غرس القيم الخاطئة تجاه الآخر منذ الصغر من خلال مسلسلات و افلام مسمومة الاهداف ، فتعويد الاطفال على العنف تجاه اخوتهم او زملائهم بالحارة او المدرسة امر يستلزم وقفة لضبط سلوكياتهم .. ترى من الجاني.. ومن الضحية ؟ المؤسف في الأمر و الخطير فيه انتقال عدوى العنف من الشباب الى الجنس الناعم مما يزيد الامر خطورة لانتقاله الى عماد الاسر في المستقبل
ففي البداية رأى محمد خ. من عين الحلوة ان العنف لدى الشباب اصبح شبه ظاهرة فالمشاجرات في تزايد مستمر، فضلا عن تسكع عدد كبير منهم على الطرقات و في مفترقات الاسواق المحلية مما يزيد المشكلات السلوكية. واضاف للاسف فإن هذه الظاهرة انتقلت للفتيات وهذا ما سمعناه من تطاول من قبل الفتيات ضد احدى المعلمات ، و هذا شيء يجب ان يتدارك من كذا جهة سواء الاهل او الاعلام او للجان المحلية و الشعبية و الكفاح المسلح فلكل دور مهم ويجب التكاتف من اجل المحافظة على مجتمعنا باخلاقياته . وطالب بوقف المشاكسات في التجمعات والاحياء و عدم مضايقات العائلات و الاساءة اليهم اكان بالصراخ او الزعيق غير المبرر او حتى بالمفرقعات بمناسبة و غير مناسبة ... .

اما علاء ر. من البركسات ، في احد ضواحي مخيم عين الحلوة جوار مدينة صيدا ، فقد اكد على ان العنف وتشابك الشباب والفتيات اصبحت متكررة بصفة يومية.. وقال " من لا يصدق ذلك فليأتي و ليشاهد بنفسه ما يحصل في حينا وذ لك خير دليل على شر البلايا..." . بدوره احمد ن. من حي السكة فأكد ان العنف اضحى يتصف به الكثيرون حتى الطفل الصغير الذي لا شك انه يقلد الكبار ومشاهد التلفاز العنيفة حينما يتشاكس مع اقرانه مطالبا وسائل الاعلام بعرض نماذج القدوة الصالحة.واضاف ان وسائل العنف منتشرة ايضا بين الكبار، فعلى سبيل المثال نجد الكثيرين يحملون معهم او حتى في سياراتهم وسيلة عنف(مثل سكينة او عصا ) وهذا شيء سيئ و سلبي جدا والمطلوب رادع يمنع ذلك.

من جهتها ذكرت جيهان س . من مخيم البرج الشمالي في صور جنوب لبنان ان معظم الناس أصبحوا يعانون من العصبية والتزمت في مواقف الحياة ، مشيرة الى انه ما من يوم يخلو من رؤيتها لمشاجرة لاسيما بين الشباب على الطرقات او بين الاحياء حين عودتها من الجامعة. اما على ي. فقد اكد ان العنف بين الشباب ينتشر يوما بعد يوم بسبب اللامبالاة والاستهتار و الاهمال من قبل المجتمع المحلي بكافة شرائحه ، ولابد من وضع حد لذلك.. فهناك الكثير من القضايا حدثت بسبب المشاجرات ومن المؤسف ان يذهب ضحيتها شاب او شابان والسبب ’مزحة او نكتة ’ على سبيل المثال وهذه امور يجب ان توضع لها توعية وتثقيفو تربية صحيحة .. فنحن في مجتمع فلسطيني عاداته شرية و خلقه اسلامية و فيه قيم وتواصل وتراحم ولكن اين الشباب من ذلك على حد تساؤله؟
 جنس ناعم .. عنيف!

ه. أ. من مخيم نهر البارد شمال لبنان قالت ان العنف مع الاسف انتشر حتى بين الفتيات، واصبح يتزايد بشكل لافت خصوصا في المدارس دون سبب يذكر ( كثير من الفتيات يحملن شفرات معهن الى المدارس المتوسطة و الثانوية ) و هذا يتطلب اعادة النظر بقوانين الطابور التي تسود المدارس و بالتالي يعني تفتيش يومي من قبل الادارة على كل الفتيات قبل دخولهن الصفوف ، لكن ذلك طبعا لا يقارن بالعنف لدى الشباب فالشباب ذوو عنف قد يصل الى القتل كما حصل في غير مكان . من ناحيتها الطالبة ه. أ. (من نفس المخيم ) حملت الاهل مسؤولية انتشار العنف بين ابنائهم و بناتهم و ذلك لعدم مراقبتهم وتوعيتهم.. فالفتاة او الشاب منذ الصغر اما ان ينشأ تنشئة صحيحة او العكس . واضافت قائلة لو فرضنا ان طفلا كان من المتابعين لافلام العنف والرعب فلا شك انه سيقلد في المدرسة على زملائه او ربما على نفسه ( و قد قرأنا كيف ان احد الاطفال شد على رقبته ربطة العنق كي يقلد حالة شنق باحد الافلام او المسلسلات و كانت النتيجة ان مات اختناقا ) ، يضاف الى ذلك مشاهدة افلام و مسلسلات العنف تجعل من الطفل يعتاد العنف منذ صغره ، لذا المطلوب وضع موانع او قوانين و ضوابط لذلك ، تكون رادعة لكلا الجنسين على حد سواء ، لان الجنس الناعم أصبح عنيفا في هذه الايام ، فقد انتقلت عدوى المناكفات و المشاكسات الى اوساط الفتيات و وصل بهن الامر الى التطاول على معلماتهن و للاسف الشديد .

وقد صارحتني احدى المربيات و هي تدرس في احدى مدارس الاونروا في جنوب لبنان ان احدى المدرسات قد اجهضت وليدها نتيجة العنف الذي تسبب به احد الطلاب بحقها ، فيما اكدت طالبة من مدرسة اخرى في جنوب لبنان ان زميلة لها لطمت معلمتهن على خدها بيدها و اوقعتها على الارض في احدى المدارس المتوسطة ، و هذا مؤشر خطير يدل على ان وسائل العنف انتشرت بشكل كبير وسط الفتيات و وصلت الى ما وصلت اليه من مستوى متردي يطال المعلمين و المعلمات ، وربما يطال الاهالي دون ان ندري ، فكل يوم نرى مشاجرة كأننا في مدرسة المشاغبين ، فهناك بنات يتشاجرن ويتضاربن بطرق عنيفة تفوق الشباب في كثير من الاحيان .

و أشارت سهى س. و هي طالبة فلسطينية جامعية كانت سابقا تنال تعليمها المتوسط و الثانوي في مدارس الاونروا جنوب لبنان الى ان العنف الانثوي يستلزم وقفة جادة ، فمن غير المعقول ان تتشاجر الفتيات بسبب نظرة أو صورة أو شيء تافه ، وهناك ايضا بنات تصل درجة العنف لديهن الى التهجم على المعلمة أحيانا ، فالعنف شيء سائد لدى الفتيات بصورة ملحوظة وفي تزايد . و قالت زميلتها في نفس الجامعة فاتن ظ. ان العنف بين الفتيات اصبح لافتا للنظر وخصوصا في المدارس وهو شيء لا يمكن وصفه بحالة او حالتين فهناك فئة من البنات تولدت لديهن روح العنف والاسباب عديدة وكثيرة فكم من فتاة في مدرسة ضربت من قبل فتاة اخرى او على الاقل تم اهانتها بالكلام بسبب العنف الموجود في قلب المعتدية ، فمن الغريب ألا نجد مراقبة من الأهل ومن المدرسة على هؤلاء البنات اللواتي لا بد من محاسبتهن كي لا يتمادين في هذه الافعال.

و هكذا فقد كثرت المشاجرات بين الشباب من كلا الجنسين ، في وقتنا الحاضر، فنراها في التجمعات السكنية و في المدارس ، وعلى الطرقات ، وفي مناطق تجمعات شبابية لم نراها في جيلنا السابق ، ولو نظرنا الى مدارس البنات فسنرى امورا مؤسفة بسبب ظهور عادات تخالف ما نشأنا عليه .وقالت لي مربية اخرى في مدرسة اخرى ان تولد العنف لدى الجنسين سببه دخول عادات غريبة شديدة السلبية تقلد بشكل كبير من شبابنا و شاباتنا ، فالشابات مثلا يقلدن المشاهد السينمائية العنيفة، وكذلك يتابعن قنوات فضائية و مواقع عربية و اجنبية عبر الإنترنت تغرس الكثير من السلوكيات الخاطئة من دون رقيب من الأسرة و لا حسيب ، وهذا امر يجب ان يكون لكل مكان دوره ، فالمدرسة لها دورها، والمنزل له دوره، والأب له دوره، وبهذا التكاتف تخفف ولو بشكل بسيط من حدة المشاكسات .

أما و. د. و هو احد اعضاء مجالس الاهل في مدارس الاونروا في مخيم عين الحلوة فقد عزى سبب العنف بين جيل الشباب الى ( ان الآباء والأمهات لم يعد لديهم الكثير من الوقت للجلوس مع الأبناء ومناقشتهم في أمورهم.. فكيف اذن تستقيم حال الجيل الجديد من دون علاقة اسرية سوية؟! ) واتفق معه ا. ر. من مجلس الاهل غير الفاعل و الملغى من قبل الاونروا في مخيم المية و مية جنوب لبنان ( على ان فتيات اليوم اصبحن ليس لديهن خلق.. والكثيرات يتسمن بالعصبية ومن ثم تتطور الأمور الى مشكلات ومشاجرات عنيفة في اوساط الجنس الناعم كما بين الجنس الخشن...) . و هذا ما اكدته الباحثة الاجتماعية في جمعية الشباب الاجتماعي الفلسطيني في لبنان نسرين ح. بقولها : ( لقد اختفت القدوة الصالحة.. وضيقة الخلق تدفعني الى الجلوس لوقت طويل في المنزل لوحدي أو التجول في الازقة او في شوارع المخيم وأشاهد الكثير من السلوكيات الخاطئة للفتيان و محاولة مشكاسة الشابات ، و هذا امر مخزي و بعيد كل البعد عن عاداتنا و تقاليدنا ) .
 حتى الأطفال

قال فؤاد ط. ، و هو احد النشيطن في مجال السلوكيات مع الاطفال ( ان وسائل العنف وسهولة اقتنائها هي السبب الاكثر مساعدة لانتشار المشاجرات بين الشباب بشكل كبير خصوصا ان الالعاب المتوفرة بين ايديهم و باسعار زهيدة تزيد من توتر اللعب لدى الاطفال و ترفع من عنفهم ضد بعضهم و تشجع على العنف العام ضد الاهالي( ، كما ناشدت رلى ه. اصحاب المحلات التجارية خصوصا محلت الالعاب ( ان لا يبيعوا للاطفال وسائل العنف لانها خطر عليهم و ان يخافوا ربنا في الاطفال و في الاهالي ، لان وضعنا في المخيمات من ناحية اجتماعية و بسبب اكتظاظ السكان و عدم وجود ملاعب ولا اماكن لهو لا يحتمل تصاعد المشاكل بين الاطفال و الاهالي ...).
صدور ضيقة..واوضاع صعبة !!!

أكد عدد من أولياء الامور ان الزمن تغير كثيرا عن ذي قبل واصبحت الصدور ضيقة فاعترف والد احد الطلاب صالح م. ( ان ظاهرة المشاجرات مسؤول عنها الاسر اولا قبل اي شخص آخر فالمطلوب تربية و اخلاق و تنشئة سليمة تقوم على المحبة والتصافي والتسامح بين الناس(. فيما ناشدت المربية نجوى ج. من مخيم الجليل قرب مدينة بعلبك البقاعية شرق لبنان المسؤولين على مستوى التنظيمات او المؤسسات الاهلية ( التدخل لمنع ببيع وسائل العنف للاطفال من العاب ظاهرها للعب و لكن خلفيتها تكمن بضياع الجيل ، وحتى الشباب توجد العاب عنيفة جدا وتشعل بينهم العنف مثل البنادق البلاستيكية والالعاب النارية التي تشبه القانبل الى حد كبير...) معتبرة ( ان وسائل الترفيه الحديثة مثل التلفزة و الستالايت و الانرتنت ... هم كبير اذا لم يتم مراقبته من قبل الاهل ...) لكنها استدركت ان ( الملطوب من المدرسة اخذ دورها التربوية و التعليمي ، و فيما يتعلق بعقاب التلميذ فانه ضروري و لكن ليس بهدف اهانته او شتمه من قبل معلمه لانه بالنهاية هو انسان له كرامته و له شخصيته التي يجب ان نعززها و ليس نحتقرها ، و هنا فان المطلوب ايضا اعادة تهذيب مفردات العمل التربوي بالمؤسسات و خصوصا مدارس الاونروا ، فكيف تنجح العملية التربوية بالشتائم و الاهانات و الكلام القاسي الى حد البذاءة من قبل المعلم او المعلمة بحق الطلاب و الطالبات صغارا و كبارا ؟، ففي القدم كان المدرس يؤدي دوره الاكاديمي و التربوية ايضا فان الطالب كان يأخذ مكانه الصحيح كجيل صاعد من جميع النواحي الاكديمية والتعلمية فاصبحت الآية معكوسة و اصبح الطالب كالارنب جبان مهان و اصبح ايضا المعلم كالتلميذ الفاشل لا حيلة له ولا حول ولا قوة وهمه السترة و المعيشة فقط و تطبيق القانون و لو اعوج ... )، اما المربية المختصة ضحى ع. و زميلتها دلال ع . فقد اكدتا ( حصول اهمال من قبل مؤسسات المجتمع المحلي الفلسطيني في المخيمات خصوصا جنوب و شرق لبنان تجاه المعوقين الفلسطينيين رغم حصول الكثير من تلك المؤسسات على تمويل كبير باسم المعوقين الفلسطينيين في لبنان من اكثر من 20 مؤسسة و جمعية تدعي العمل مع المعوقين الفلسطينيين ...) مبديين تخوفهما من هذا الاهمال ( الذي سيودي بالمعوقين نحو منحدر خطير لا يعلم نتائجه و عواقبه سوى الله ، ومن تلك العواقب ازدياد عدع الاطفال المعوقين خارج المدارس و ازدياد نسبة الامية بين المعوقين عموما ...) .

 رأي اللجان الشعبية و القوى الامنية الفلسطينية
في اتهام اولي وجهه للاونروا مسؤول اللجان الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عين الحلوة السيد عبد ابو صلاح اعتبر ان القرار الاخير الصادر عن مدير الاونروا في لبنان بمنع العقاب ( الضرب و غيره) هو المسؤول عن الفلتان الحاصل بالمدارس بحق المعلمين ، فكثير من الطلاب اصبحوا يرفضوا الدخول الى المدارس متسلحين بهكذا قرار ، مبينا لنا ( انه و بطريقة المزاح اصبح الطالب يهمس بين زملائه انني اليوم محضر ان اعمل مشكلة كبيرة مع الاستاذ الفلاني و مكبرله عصايتي و يسترجي يحكيني اي كلمة ساعتها بفرجيه شو بعمل ...) ، هذا زيادة عن الاسباب الحقيقية الكامنة وراء المشاحنات بالمدارس ما بين الطلاب انفسهم ( بسبب عجقة العدد فاصبحت المدرسة و كأنها ثكنة عسكرية تعج بالمتمردين الذين لا ضابط لهم و لا رادع ...)، و اكد ابو صلاح ( ان الاهالي اضافة للمعلمين و اللجان المحلية قد امتعضوا ايضا من نتائج هذا القرار غير السليم ) موضحا بالوقت ذاته ( ان بريطانيا و هي دولة متحضرة و من الدول الكبرى المتقدمة في مجالات العلم و التكنولوجيا اعادت العمل بقوانين العقاب القاسي و هو الضرب حين تدعو الحاجة للطلاب المشاغبين بعد ان تكررت اعمال الاهانات و العنف بحق المعلمين وصلت الى حد الاعتداء على احدى المربيات من قبل تلاميذها ) ، متسائلا ( عماذا تريد بعد منا الاونروا ؟؟؟ بعد النتائج المخيبة للامال بالكول التجريبي و على سنوات عدة في صفوف الثالث و السادس و البريفيه على التوالي حتى وصلت معدلات النجاح الى حوالي 25 % فقط في غالبية المعدلات بمدارس الاونروا فيما لم تتجاوز نسبة نجاح كثير من طلاب مدارس اونروا الى 4 او 9 % للاسف الشديد ) .
و في رأي واضح و صريح اكد ابو صلاح ( اننا مع نظرية الثواب و العقاب المتوازن لكننا كلجان شعبية و لجان اهل ضد العقاب المجحف من قبل المعلم ضد الطالب لكن هذا لا يعني ان تكون هناك قرارات من قبل الاونروا تجعل من ابنائنا شبيحة و متطاولين ضد مدرسيهم و مدرساتهم كما حصل في العديد من المخيمات و اصبح التلميذ يتسلح بمجموعة من عديمي الاخلاق و يأتي بهم ليهددوا المعلم امام باب المدرسة او في طريقه الى المنزل ...، كما انه نتسائل هنا لماذا تغيب الاونروا مجالس الاهل في مدارسها و لمصلحة من تغييب تلك المجالس ؟؟؟) .
من جهته اكد امين سر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية الحاج جمال سليمان ابو كامل على ضرورة التواصل ما بين الاهالي و اللجان الشعبية المحلية في مخيمات لبنان و الاونروا من اجل وضع حد للعنف المسيطر بالمدارس من ناحية العنف بحق الاطفال او ذلك الذي اصبح يمتهنه الاطفال ضد معلميهم و معلماتهم ، و بالتالي ضرورة ان يعمل على ورشات عمل لتوعية الاهالي حول خطورة التعدي على المدارس من جهة و من اجل التركيز على تحسين مستوى التعليم في مدارس الاونروا الذي اصبح الى حد مخزي جدا خلال السنوات الاخيرة العشرة و خصوصا في المرحلتين الاساسيتين الابتدائية و المتوسطة .

اما رأي السلطة الامنية الشرعية الموجودة في بعض مخيمات لبنان و المتمثلة في الكفاح المسلح الفلسطيني فقد اخذناه من السيد مناور مدير التحقيق في الكفاح المسلح الفلسطيني في مخيم عين الحلوة الذي اوضح لنا ( ان غياب النظم و القوانين في المخيمات الفلسطينية او بعضا منها جعلت من تلك المخيمات مرتعا للمشاكل و المشاغبات و منها العنف ضد الاطفال و بالعكس اصبح العنف ضد المعلمين هو السائد) مبديا اسفه ( من عدم فعالية لجان الاهل و المتابعة بحل مثل تلك الاشكاليات الخطيرة في مخيماتنا و اهمها التطاول على المدرسين الذي نستنكره و ندينه لانه غير مبرر ) . و دعا مناور ( جميع الاطراف السياسية الى اخذ موقعها المدافع عن الصرح التعليمي الوحيد الذي يستفيد منه ابناءنا مجانا ، و ذلك بمنع التهجم ضد المدرسين و المدرسات مهما كان الامر اكان من قبل الطلاب او الاهالي ) مطالبا ( برفع الغطاء عن كل مسيء بحق اي مدرس لانه يسيء لعاداتنا و لتقاليد شعبنا الفلسطيني العريقة ) .

و حول الاسباب الكامنة وراء العنف المتكاثر في المخيمات اعتبر السيد مناور ( ان الاكتظاظ السكاني هو اول الامراض الموجودة بالمخيمات و المسببة لمثل هكذا تخطي للاخلاق و للقيم الفلسطينية ، يلي ذلك ضيق جغرافيا المنازل الذي يرمي بالابناء الى الشارع لا الى اماكن اخرى اذ لا نوادي و لا مراكز ثقافية ولا حتى اماكن لهو موجهة او مكتبتا يهتم خلالها ابناءنا بامور تفيدهم و تطور مهاراتهم فيضطر الشباب الى المشاكسات لتفريغ طاقاتهم المكنونة بامور تسيء اليهم و الى شعبنا من حيث لا يدرون ...، اضافة الى اسباب اخرى تتمثل بالبطالة و بعدم وجود فرص عمل تحضن الناس بين ورشها و مكاتبها ، والتفكك الاسري الذي يرمي بالابناء الى الشارع ، و عدم التواصل ما بين الاهل و المدارس و غياب المرجعية الطلابية و انعدام التنسيق بين المعلمين و لجان الاهل بالمدارس ، كل هذه الاسباب دفعت بالامور نحو هذا المنحدر الخطير ...).
و حث السيد مناور اتحادت الطلاب و المعلمين و جميع مؤسسات شعبنا الفلسطيني و مرجعياته السياسية لاخذ دور رادع و فاعل ضد المعتدي اكان طالبا او من الاهالي او من المعلمين ) ، موضحا ( اننا لانستطيع ان نتدخل لدى الاونروا لان الادارة تعتبر هذا تدخل في شأن من شؤون مؤسسة دولية ، و للمدرسة خصوصيتها لذا فان اي تدخل منا اما سيكون بالمونة على المدير او المدرس او بالضغط للاسف و كلا الطريقتين خطأ ، لكن بالتاكيد يجب ان تكون هناك خطة تربوية مدرروسة للتعاطي مع الفئات الطلابية و خصوصا المشاغبة منها ، لكننا نعتبر انه لا مبرر لضرب اي مدرس او اهانته من قبل اي كان ، و هذا امر مدان من قبلنا و منقبل الجميع كما اعتقد ، يقابله رفضنا لاي قرار مجحف بحق الطلاب خصوصا ما يحصل من طرد مبرر او غير مبرر للطلاب الى خارج الصف و حتى خارج المدرسة و بالتالي فان الطالب يرمى بالشارع ، لكن يجب ان بيرسل بطلب اهله معه او مع زميل اخر لكن الا يرمى بين الطرقات ) مذكرا السيد مناور بالوقت ذاته ( ان الوضع العشائري في بعض المخيمات له تأثيره ة هذا يجب ان يستغل ايجابيا لصالح مخيماتنا و شعبنا عموما من اجل الضغط على المسيئين و من بينهم قرارات الاونروا المجحفة و غير السليمة و آخرها قرارات منع العقاب او ما يسمونه منع الضرب وهذا يغيب دور المعلم ، الذي اصبح يخافلاعلى وظيفته فقط ، لكن دوره الاساسي يكون كمدرس و مربي بنفس الوقت فرسالة المعلم ليست فقط ان يعطي درس و يمشي وكأن الامر مجرد عمل وظيفي بحت ، بل ان يربي و يهذب و يحسن التهذيب بصلاحيات واضحة و قوية و رادعة مبنية على المثل و الاخلاق العليا التي يتملكها المعلم و يحصل على دورات تأهيلية سيكولوجيا تمكنه من كيفية التعاطي مع اصناف البشر بكافة الاعمار خصوصا الطلاب المراهقون و الذين يتميزوا بانهم الفئة المتمردة بالمجتمع ...) .

و حول دور الكفاح المسلح في منع العنف و حل المشاكل اكد السيد مناور ان الصلاحيات المحدودة هي التي تحد من قدرتنا المموجودة على حل المشاكل لكنه استدرك بالقول ( اننا نعمل على ردع كثير من المشاغبين و خصوصا من يتمخترون على الطرقات هنا و هناك ، و لاقت خطواتنا هذه ترحيبا من الاهالي ، ولنا قدرة على التعاطي مع هذه الفئات لكننا بحاجة لدور فاعل و تغطية ميدانية اكثر من قبل كافة المرجعيات كي لا يكون الامن بالتراضي بل بالقانون و بالنظام ، ومن منطلق وطني بحت ) ، و طالب السيد مناور الاهالي ( بضبط ابنائهم من الشوارع و ردعهم عن امتهان كرامات الناس ، فللطريق حقه في ديننا الاسلامي الحنيف ، و للسوق حقه و للانسان عموما حقه و كرامته ، فالمعتدي لا يمكن ان يكون على خلق مهما كان موقعه و هذا يجب ان يكون واضحا للجميع ...فلا امن للمعلم اذا كان الطالب محميا من قبل مرجعية سياسية معينة ، و هذا يحبط المعلم و يجعله لا يسأل الا عن همه الوظيفي و امنه المعيشي ...)، لكن و مع تأكيده على رفص الضرب حتى بحق المجرمين فكيف بحق الطلاب تساءل السيد مناور ( عن الوسائل التربوية الاخرى و البدائل التعليمية و التوجيهية التي تمكن المعلم من اداء واجبه ، نحن نعلم ان كثيرا من المعلمين لديهم قدرات خارقة على الاداء لكنهم مقيدين بقوانين معرقلة لجهودهم و مغيبة لدورهم ، و هنا نتسائل ايضا عن علوم الاطفال التربوية و النفسية و التعليمية الحديثة المرتكز عليها المعلم في الاداء التعليمي التربوي ، اين هي دورات التاهيل و اين هي رسالة المعلم قبل ان اسال عن اداء الاهل و تربية ابنائهم؟؟؟ اين هو مستوى الاونروا التعليمي الذي كان يضاهي افضل المدارس على الاطلاق فاصبحنا في الدرك الاسفل ؟؟؟ هل تريد الاونروا من المعلم ان يكون موظف فقط ، و هل نريد نحن ان يتحول المعلم الى شرطي همه حماية نفسه من اعداء الاهل او الطلاب متسلحين بقرار خاطئ من الاونروا ؟؟) .

 ... و رأي الدين
بتعدد المذاهب و المشارب الدينية ، و مع اختلاف الآراء الا انه من المؤكد ان ديننا الاسلامي الحنيف يمنع المشاجرات و حتى التربية للابناء يجب ان تكون على اسس اخلاقية رادعة و ليست بالعنف ولا بالضرب ، رغم ذلك فان العنف أمر منتشر بين الابناء و بين الاهالي عموما وللاسف الشديد ، و لكن الدين الإسلامي يرفض الاعتداء على الآخرين بشدة و نستطيع ان نعتمد في موقعنا هنا على الحديث الشريف الذي يصف خلاله رسولنا الكريم (ص) من هو فالمسلم :" فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" و هذا يؤكد عدم جوازية ترويع الآمنين ، و في حديث آخر عنه صلى الله عليه و سلم قال ( ليس منا من لا يوقر كبيرنا و يعطف على صغيرنا ) لان الدين القويم يدعو الى المحبة والتسامح وفتح الصدور للخير و احترام الصغير للكبير و العطف على صغير من قبل الكبار الخ ... وعدم تبديد الطاقة في اتفه الأمور، وفي الكتاب العزيز لم يذكر لفظ العنف على الإطلاق وربما لتعدد مجالاته ولبشاعته. قال (ص): إن الله يحب الرفق ويعين عليه. وقال (ص): ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما إلى الله عز وجل أرفقهما بصاحبه ، والآية الكريمة واضحة و صريحة في قوله تعالى في سورة البقرة، الآية :263 ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم )، وقوله في سورة آل عمران، الآية:134( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ عن الناس والله يحب المحسنين) ، وقوله تعالى في سورة آل عمران الآية: 159 ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر…). ففي القرآن الكريم تحريم للظلم والعدوان وحث على حسن المعاملة والتسامح وطيب الخلق، و ليس العنف الا ضد الرفق: الشدة والقساوة، وهو خلاف الرفق، وعَنَفَ بالرجل وعليه، لم يرفق به وعامله بشدة، وعنّف عامله بشدة: لامه بشدة.. وعند الساسة وعلماء الأخلاق، العنف: استعمال القوة في غير محلها. أو أي قول أو فعل يوجب الاشمئزاز عند الطرف الآخر. ويقابله الرفق وهو كما في كتب اللغة: المعاملة بلطف ولين الجانب و هذا موضوع آخر.
 الحوار هو الوسيلة الانجح
الطلاب خصوصا الفئة العمرية منهم (من 13 حتى 18 سنة هم مراهقين ) ، و بالتالي فان المراهقين بحاجة الى رعاية و اهتمام و حوار جدي معهم ، ففي اواسط آذار الماضي من هذا العام انعقد في باريس المنتدى الثالث للمراهقين، وشارك فيه اكثر من مائة مراهق وكل انواع الاختصاصيين بهذه الفئة العمرية، حيث كانت مشاكلهم وتطلعاتهم ومستقبلهم على جدول اعماله. و بمناسبة انعقاد المنتدى صدرت نتائج دراسة اعدتها مؤسسة ايبسوس حول المراهقين الذين تتراوح اعمارهم بين 13 و18 سنة تناولت عينة من 800 مراهق و800 شخص بالغ من الاهل والمعلمين، وقد طرحت الاسئلة نفسها على المراهقين والبالغين. وجاءت الدراسة مذهلة بنتائجها واظهرت ان المراهقين اكثر ثقة بالمستقبل من اهلهم بالذات، وان اوضاع الشباب النفسية والمعنوية افضل بكثير من اوضاع آبائهم وامهاتهم.واشارت الدراسة الى ان 82 في المائة من المراهقين يعتبرون انه بمقدورهم التحدث والتحاور مع اهلهم بسهولة، بينما يعتبر 50% فقط من الاهل انه بمقدورهم التحدث الى اولادهم بسهولة و73% من المراهقين اعربوا عن شعورهم بانهم يرتاحون في المدارس، بينما يعتبر 47% من الاهالي ان اولادهم مرتاحون في مدارسهم.وبينما يعتبر 85% من المراهقين المستطلعين انهم بخير ويعيشون بسعادة يعتبر 73% من البالغين عن اسفهم للاوضاع الصعبة التي يعيشها المراهقون. وهكذا فان صورة ال15% من المراهقين الذين يعيشون ازمات نفسية تطغى على الاكثرية الساحقة منهم.
ونسبة البالغين الذين يعتبرون ان المراهقين يعيشون تحت الضغوط النفسية في المنزل، وفي المدرسة والمجتمع تبلغ 81% وتنخفض هذه النسبة الى 39% لدى المراهقين، الذين يقولون ان قلق الاهل هو الذي يولد لديهم هذه الضغوط.وهناك 19% من المراهقين لا يرضون عن نظرتهم لانفسهم و72% من البالغين يعتبرون ان المراهقين بصفة عامة لا يرضون عن انفسهم.وبينما يعلن 21% من الشباب الصغار انهم يجدون الصعوبات في التوجه نحو الاخرين يعتقد 48% من البالغين ان المراهقين غير قادرين على التواصل مع الناضجين ويواجهون صعوبات للقيام بذلك.واشارت الدراسة الى ان المراهقين اكثر تفاؤلا بالمستقبل من اهلهم، شرط ان يمنحهم هؤلاء ثقتهم، وهم يخشون ان ينقل اهلهم اليهم التشاؤم.ويطالب الشباب الصغار بالنظام والحوار والامن، واكثر ما يجرحهم هو تعميم بعض الحالات على كل المراهقين، واكثر ما يطمئنهم المرح والفكاهة.
هذا ما حصل في الدول المتطورة طبعا لكن العتب على ما يحصل عندنا و بين شبابنا و شاباتنا !!! و بالتالي ما يدفعنا الى التساؤل عن سبل التطوير و التحسين التي من الممكن ان تبعها مع ابنائنا الذين محرومون من ابسط وسائل العيش و وسائطها ، كي نؤكد على الحوار الهادئ و الهادف و البناء بين الاجيال الشابة فيما بينها و مع الاكبر منهم سنا من اهالي و معلمين و هيئات محلية تعنى بالشباب و بالمجتمع اذ إن الشاب إن لم تكن عنده طاقة حيوية متحفزة وإن لم يكن كثير الحركة فلعلّة فيه، فهل نستطيع أن نردّ الشباب بين سن(الثانية عشرة والثانية والعشرين) إلى الطفولة أو نقفز بهم إلى الكهولة ؟ أين توجهت في الكثير من المخيمات و التجمعات السكينة تراهم يتسكعون في الأحياء والأزقة أو في المقاهي يعبّون من دخان (الأراكيل) المعسّل و المعنب ولا ندري اذا كان من ... لكنه اكيد من الجنس السام ، الشباب من خلاله يفرّغون طاقاتهم إن لم يتمَّ استيعابها ووضعها في مسارها الصحيح التي قد تؤدي إلى الجنح و الجنايات .
نستطيع ان نجزم إن ثمة نسبة لابأس بها من الشباب في تلك المرحلة العمرية تركوا المدارس وانضم الفقراء إلى ورشات تتناسب مع ميولهم ليؤسسوا مستقبلهم ، ويعتاشوا، ويساعدوا أهلهم .‏ فما أحوجنا إلى خطة عمل واحدة و منظمة تهتم بامور الشباب و تلامس معاناتهم و مشاكلهم و تضع يدها على جرحهم من اجل المعالجة ، و تكون مرنة تركز على تعليم الحِرَف مثل : الكهربائي ، والحداد ، والنجار، والدهان و المعماري ، اذا لم نكن نستطيع تعليمهم المحاماة و الهندسة و الطب و التدريب المهني العالي و التدريس ... فقد ثبت بالتجربة في كثير من الاحيان أن المساعد الفني المدرب جيداً يفوق المهندس الذي نال شهادته بمناهج نظرية تقوقع فيها على الكتب الدراسية ومحاضرات القاعات المغلقة وبهذا الامر فان المهندسين ادرى به منا و يدركونه جيدا .‏

وماذا يمنع أن تُنشأ في الأحياء الشعبية النوادي (الرياضية والثقافية و الاجتماعية ) مهما كانت متواضعة تُمارس فيها الرياضة (وهي الأهم) ليستهلك الشاب طاقاته بدلاً من اللعب في الطرقات والأزقة والتسكع هنا وهناك حتى لو اقتصرت على الجري ورمي القرص والكرة الحديدية و) الشطرنج، والعزف على الآلات الموسيقية ، وتقديم عروض مختارة من الأفلام السينمائية يدعى إليها فنانون ومعنيون. وتهيئة الفرص للحوار و السماع الى الاخر من زميل جنسه او من غير جنسه ، و ما المانع من الاهتمام بقراءة الكتب المفيدة بفتح معرض دائم للكتاب في كل مخيم و الاستفادة من بعض المكتبات ، على ندرتها او قلتها في تلك المخيمات ، ليدعى إليها بعض الكتاب لفتح حوار مع الشبان في مواضيع متنوعة وأن تُجرى مسابقات في مجالات شتى يتنافس فيها الشباب وتقدِّم شخصيات رسمية أو اعتبارية الجوائز للمتفوقين (و لوكانت رمزية).‏ ولماذا لا تقوم النوادي الرياضية باستيعاب الناشئة وانتقاء أصحاب الموهبة منهم انتقاء مدروساً لتدريبهم وإغناء الحركة الرياضية الفلسطينية بهم ، المهمشة حاليا الا من قبل بعض المهتمين و الالعاب البسيطة ، ودعمها بدلاً من الانتقاءات العشوائية ؟ ولا ننس أن نجوم الرياضة عندنا وفي العالم نشؤوا بين الأحياء الفقيرة .

فالشباب هم المستقبل ، فلنعمل لأولادنا وأحفادنا لنحفظ استمرارنا واستمرارمجتمعنا بجدٍ لا بالتظاهر و(النفش على الحجر )‏ ، و ما احوجنا الى ان تقوم مؤسسات الرعاية الاسرية في المخيمات ( و ما اكثرها ) بالعمل الدؤوب لاقامة حلقات نقاشية بعنوان ( العنف ضد الطفل ، العنف ضد المرأة ، العنف ضد المعلم ، العنف الاسري ضد... اي شخص كان ) و التنبه منه و اليه ، و مناقشته بين الشرع والقانون، بين الشارع و المدرسة ، بين السياسة و الدين في الحي والحي في كل مخيم ، يشارك فيها الاهل و المعلمون و و المحامون و اللجان الاهلية و المؤسسات الاجتماعية و التربوية و الرياضية كل في موقعه و من منطلق مبادئه التي وضعها و يسعى لتحقيقها ، هذا ان دل على شيئ فانه يدل على الحوار الحضاري بين فعاليات المجتمع و التواصل مع الآخرين الذي من المؤكد انه سيكون ممتعا ، و يمنع العنف ضد النفس و ضد الغير .
اذن فنحن بحاجة الى بعض الحيل الذكية للحفاظ على سلامة صحة مجتمعنا الجسدية و النفسية والسلوكية و الاخلاقية عند قول الشاعر ( انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ). و لا يمنع الحوارات ان تكون مزركشة ببعض الانشطة الترفيهية للكبار و للصغار معا ، منعا للملل و بعيدا عن الكلل ، وان تشتمل على العديد من المسابقات الرياضية والترويحية والثقافية بشتى الانواع ... و ان ينظم المعنيون دورات تدريبية لأولياء الأمور وللمختصين في فن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، والقيام باعداد الدورة من قبل مدربين مختصين بالاضافة الى ورشة عمل حول مواضيع متعلقة بسلوك الأطفال والمعاقين وكيفية تعديل وتوجيه سلوكياتهم .
 اتحاد الطلاب و اتحاد المعلمين ... و الموظفين،... و كل من يهمه الامر ...!!!
تعتبر الاتحادات الشعبية الفلسطينية ان قرار منع الاختلاط طبق بالكامل في معظم مدارس الاونروا رفضا للمزايدات السياسية الرخيصة والضرب على وتر الاخلاق و الدين و لكن على الطلبة و اتحادهم و المعلمين و اتحادهم و ... كل من يهمه الامر عليهم السعي الى احترام وتطبيق القوانين النافذة من الاخلاق قبل الامم المتحدة ، وعدم محاربة من يطالب باحترام مؤسسات شعبنا ، بل الوقوف بحزم امام كل محاولات تدمير مثلنا العليا و تغييبها ، و على كل من يعنيه هم شعينا ان يعمل على تطبيق النظام الادبي المنبعث من قيمنا و عاداتنا و اخلاقنا و ديننا ، و العمل عليه في الشوارع و في الحارات ، و الاستماع الى شكاوى الشباب المتكررة من معاناتهم في بناء المستقبل والسير على خطوات الحياة العملية وما الى ذلك من امور تمس مجريات امورهم الى اعقد الامور الحياتية ، و ذلك بحوارات سليمة و منتجة تقوم على الاحترام المتبادل بين الاجيال و بين الجنسين ايضا ، خصوصا ان الشباب بطبعهم متمردون على ظروفهم وواقعهم و ظروف الحياة بالفعل هي التي تضغط عليهم وتجعلهم يعيشون في مشقة ومتاعب ، لكن و بحسب محمد عوض مسؤول اتحاد الطلاب الفلسطينيين في لبنان يجب الا تصدر قرارات عشوائية من قبل ادارة الاونروا ( تساهم بتجهيل طلابنا و تغييب دور المعلم التربوية و التعليمي و بالتالي القضاء على السلاح الفلسطيني الوحيد الا و هو العلم و الذي نواجه به الغزو اللااخلاقي المتمثل بالعولمة و آثارها السيئة، و المطلوب اهتمام بمدارس الاونروا و حل مشاكل اسباب تدني مستوى التعليم فيها اكثر من قرارات غوغائية غير صائبة تهلك الاجيال و تربك المربين ايضا ) .

و هناك اسئلة كثيرة تطرح نفهسا وتستلزم الاجابة عنها حين التعرض الى تفكير الشباب ، بكلا الجنسين ، وبسلوكاتهم وبتخطيطهم للمستقبل وبمدى قدرتهم على مواجهة المشكلات وأعباء الحياة ( فقضية الشباب وهمومهم ومعاناتهم على ارض الواقع ، وكيف يواجهونها هي قضية محقة تستحق الاهتمام و رفع الغطاء عن صعوباتها فمن الضروري ان يستفيد الشباب من اخطاء غيرهم حتى يتعلموا من التجارب ومن ثم لا يقع أحدهم في الخطأ مرة اخرى .. .) كما اكد علينا بعض القيمون على مراكز تهتم بالشباب الفلسطيني في لبنان .
 خلاصة الامر
لا نبرر لاحد الخطأ المتعمد ،لا الشاب ولا الفتاة ولا المعلم و لا المدير ولا دوائر الاونروا جميعها و لا المسؤول اكان سياسيا او دينيا او مجتمعيا او امميا ، و لكن فلنقل ان اضطرابات المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة و الرشد ، فالمراهقة تمتد من عمر 11 او 13 ولغاية 17 او 19 سنة تقريبا . خلال هذه الفترة المراهق يمر بعدة مراحل من البلوغ الجسدي و النضوج العقلي ( في التفكير نحو التمرد و لاستقلالية عن الاهل ) و في اكثر الحالات فان هذه المرحلة تمر دون حوادث تذكر و لكن في المقابل يمكن ان تكون مليئة بالصراعات ، و هنا يجب التوقف على اهم الاسباب التي تدفع بالمراهق نحو العنف اكان ذلك بالمنزل او بالمدرسة او بالحارة ضد الاهل او الزملاء او ضد المعلمين و المعلمات :
 انعدام الطمأنينة ، والحالة النفسية غير المستقرة التي تصاحب الفلسطيني القابع في أزقة المخيم والتي باتت تنعكس بشكل كبير على مختلف نواحي حياته وأنشطته ، وخاصة ما يتعلق بالجانب الأمني.
  تأجيل مشاريع البناء، والبحث عن طرق للهجرة للخارج ، وخاصة في صفوف الشباب بسبب حالة الاحباط المستشرية بينهم .
  الشكل العام للأطفال ، يدل على مدى الانحدار في المستوى المعيشي للأسر المستفيدة من المشروع " ثياب بالية ، أحذية لا تصلح للاستخدام"
  الأولوية القصوى تنحصر في الغذاء ولا تتعداه لمنح مزيداً من الاهتمام بالأطفال ، ومتابعتهم بالحد الأدنى والسبب بذلك يعود لانشغال رب الأسرة بتأمين لقمة العيش. وربما نبدوا هنا وكأننا نزيد الواقع سوداوي ... ولكن هذا جزء من الواقع الذي يعيشه الأطفال والأهالي .. . وفي ظل هذه الأوضاع البالغة التعقيد ، يجد الطفل الفلسطيني نفسه وجهاً لوجهة ، أمام الحرمان من معظم التسهيلات الضرورية والتي باتت بنظر الأهل كثيرة و مكلفة مما يدفعه للتمرد و " فش خلقه " .
  ينتسب اكثر من 90 % من الأطفال الفلسطينيين إلى مدارس الاونروا بدءاً من المرحلة الابتدائية ولغاية المرحلة الثانوية ، باستثناء مرحلة الروضة المسندة لمؤسسات المجتمع المحلي والتي تعاني بدورها من صعوبات كبيرة لا مجال لذكرها هنا ...
  يعيش الأطفال في المخيمات الفلسطينية في أجواء ضاغطة ، وهم يتلقون الأوامر من كبيرهم ، او ولي امرهم ، أينما ذهبوا ويختار لهم الكبار كل ما يمت لهم بصلة " اللباس ، الطعام ، المدرسة ، حتى الحديث فهم محرومون من اختيار مواضيع النقاش الدائرة في محيطهم ...".
  العنف بين الاطفال ، والذي اخذت وتيرته في تصاعد مخيف ، وخاصة في الاونة الاخيرة بين طلاب و طالبات المدارس بعد فرمانات متعددة من قبل ادارة الاونروا بمنع العقاب ، هذا يعني بطريقة غير مباشرة تحريض الطلاب ضد معلمينهم ، و في ظل غياب واضح لاسس تربوية و حوارات ما بين قطاعين مهمين ( المعلمين و الطلاب ) ، وتغييب مجالس الاهل من قبل الاونروا بقصد و سابق تصميم و تصور لان مجلس الاهل لا يقوم الا بقرار من الاونروا ، و كذلك اعتماد اساليب سلبية لحل النزاعات بين الطلاب او بينهم و بين معلمينهم ، وهو ما ادى الى انتشار التصرفات السلبية بين الاطفال داخل المجتمع المحلي .
و نذكر بأن جمعية الشباب الاجتماعي الفلسطيني في لبنان قد اجرت دراسة حول العنف ضد الاطفال و اخذت عينة عشوائية من مئتين و خمسين شاب و شابة من مخيم عين الحلوة حيث جائت النتائج الأولية للدراسة كما يلي :( 50% ذكور ،50% أناث ، العمر الوسطي 13 سنة ) :

1) 8.7 % ليس لديهم أوراق ثبوتية منهم 91% خارج المدارس و 63.6 % بنات.

2) 30% من العينة غيروا البيت ( 28.3% منهم يحملون أوراق ثبوتية )مرتين وهذا سيء من ناحية الاستقرار العائلي . 30% من العينة غيروا البيت أكثر مرتين .

3) 80.9% يعيشون مع الأم و الاب ، 13.4% مع الأم ، اي 20% لا يعيشون في أطر عائلية مستقرة.

4) 58% يعيشون في مباني ، 41% في بركسات ( 79% منهم يعيشون مع الأم، أي هؤلاء الأكثر فقرا ) 54% يعيشون في غرفتين و 33.3% في ثلاث غرف و 9.5% في أربع غرف وهذا يعني أن الكثافة السكانية في الغرفة الواحدة 2.7 ( حوالي 3 أشخاص في غرفة) مقابل غرفتين للفرد الواحد في الوسط اللبناني.

5) غالبية الاطفال عبروا عن انزعاج من المنزل و ظروفه الصحية و المعيشية و ...و

6) في العائلات الكبيرة يوجد 5 أفراد في الاسرة مقابل 2.5-3 في الوسط اللبناني . كما أن الذين لديهم 10 أطفال في الاسرة هم عاطلين عن العمل .

7) 240 طفل من أصل 250 يفتقدون الى الهدوء و الاستقرار و الطمأنينة .

8) 60% من الاطفال لا يحصلون على حاجاتهم ، و41% لا يعبرون عن حاجاتهم .

9) 69% من الاطفال سليمي البنية و الباقي لديهم أعاقات و مشكلات في النظر و مشكلات سلوكية .

10) 53% من الاطفال قالوا بأن المدرسة لا تطاق ويزعجهم فيها الفوضى و عدم النظافة ...( مع العلم بأن 76.5 منهم يفضلون المدرسة على العمل). 68% من الاطفال لا يحترمون من قبل الاساتذة.

11) 160 من أصل 170 طفل يعانوا صعوبات في الدراسة و خاصة اللغة الانكليزية .

12) 212 من أصل 250 من الاطفال عبروا على أنهم سريعي الغضب و عصبيي المزاج و الباقي على أنهم يعانون من حزن و مشاعر حزينة .

13) 53% يتعرضون للضرب في المنزل و 64% يتعرضون للكلام القاسي.

14) 50 من أصل 200 يتعرضون للضرب باليد ، و 90 من أصل 200 يتعرضون للضرب باليد و الادوات كالعصاة و القشاط والاسلاك...الخ

15) 125 من أصل 240 طفل أقروا بوجود ضرب مبرح بين زملائهم.

16) 58% من الاهل عاطلين عن العمل و الباقي عمال تنظيفات أو عمال بسطات و دكاكين او متفرغ في احد التنظيمات أي رواتبهم قليلة.
و هذا يجبرنا ان نذكر بمرارة الوضع التعليمي للمخيمات الفلسطينية في لبنان ، الذي بات يشكل ابرز المعاناة الفلسطينية وإحدى سمات اللاجئ الفلسطيني ، ويعتبر الوضع التعليمي إحدى هذه المشاكل التي يمكن تلخيصها بـ"كثافة عدد الطلبة الموجودين في المدارس، والتسرب المبكر، والتحول الى التعليم المهني نتيجة الظروف الاقتصادية القاهرة، وعدم وجود استقرار أمني وانعكاس الوضع السياسي للمنطقة على المخيمات والطلبة بطبيعة الحال هم جزءا منهم .كما ان معظم مدارس الاونروا تعمل بنظام الدوامين الصباحي والمسائي " .

و من المعروف أن الطلبة الفلسطينيين في فترات سابقة ، كانوا يفاخرون بمستوى تعليمهم المتقدم ، ولكن هذا المستوى بات يتراجع بشكل كبير ومنذ سنوات عدة. ويُرجع أحد المعلمين ـ رفض نشر اسمه ـ هذه المسألة الى جملة عوامل منها:

ـ الترفيع الآلي للطلبة التي تسير حسب قانون الأونروا.
ـ النقص الكبير بالأجهزة والمختبرات ما يضعف التطبيق العملي.
ـ غياب الدور الفاعل للأهل الذي من المفترض أن يقوموا به.
ويشير المعلم نفسه الى عدة مقترحات تساهم في حل المشاكل التي يعانيها الطلبة الفلسطينيون في مدارس الأونروا سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، ومنها:
ـ اعتماد الطرق التعليمية المشوقة والمشجعة، وخصوصاً في المرحلة الابتدائية. والابتعاد عن استخدام اساليب العقاب والتخويف التي لا تبني مناخاً مناسباً للتعليم.
ـ إيجاد طرق تواصل فعالة بين إدارات المدارس والمعلمين من جهة، وأولياء الأمور من جهة أخرى بحيث يساند أحدهم الآخر.
ـ وقف سياسة الترفيع الآلي.
ـ التخلص من نظام الدوامين وتأثيراته السلبية على تحصيل الطلبة، وذلك عبر إيجاد مدارس جديدة تستوعب أعداد الطلبة المتزايدة.
ونخلص الى القول ان هذه المشاكل تساهم بتدني المستوى التعليمي لدى الطالب الفلسطيني، وتخلق "أرضية خصبة" للتسرب من المدارس، ومواجهة مثل هذه المشاكل ليست مهمة فرد دون آخر، بل هي مهمة يجب أن يساهم الجميع بحلها قبل فوات الآوان.
و كي نضع اليد على الجرح و نبلسمه لا ان نبضعه و نبتره يجب ان نذكر ان العصا لا تنشئ جيل لكن هز عصاك و لا تستعملها ، هنا لا نشجع العقاب الجسدي و لكن يجب ان لا نهمل من قاموسنا نظرية الثواب و العقاب التي تمشي بالجيل كما يمشي القطار على السكة بخطين متوازيين لا يصلحا للقطار منفردين ابدا ، كما اننا ندرك ان العنف يولد العنف ايضا فان الكلمة الحسنة تخرج الاسد من مخبئه ، من هنا نذكر ايضا ان كثير من مدراء المدارس يخطئون بطرد الطلاب من مدارسهم الى المنازل لان الطلاب لا يذهبون بغالبيتهم الا الى الشواراع والاراكيل و عمالة الاطفال و التسرب الخ ...، كما من المهم ذكره مراعاة شعور الطلاب و الطالبات وعدم امتهان كرامتهم خصوصا اذا كان المنزل بعيدا عن السكن و بالتالي فان طرد التلميذ او التميذة من المدرسة او المعهد ليرجعالى منزله بدون الباص الذي اخذه منه فيه مخاطر عدة خصوص لربما لا يملك الطالب اجرة عودته الى المنزل ، في ظل وضع اقتصادي سيء لشعبنا ، فكيف يعود الطالب او تعود الطالبة؟ أمشيا على الاقدام ؟ ام اوتو ستوب ؟ او ان المطلوب ان لا يعود او لا تعود الى المنزل ؟؟؟ هذه التساؤلات و مثلها كثيرا برسم كل المسؤولين عن كل ادارات المدارس و المعاهد المعنية من قبل الاونروا في كل لبنان .

في الختام نذكر ان رئيس وزراء بريطاني سابق كان قد ادلى بشهادة ثقافية تربوية في احدى وسائل الاعلام المكتوبة ، اوائل تسعينيات القرن الماضي ، اشاد فيها بمستوى التعليم بين الفئات الفلسطينية جمعاء حيث اكد ان نسبة تعلم الفلسطينيين تعتبر من اعلى النسب بين الشعوب ، و اذكر بكل امانة و ثقة ما ابلغني به مدرس جامعي ايام بدء دراستي الجامعية اوائل التسعينيات حيث كان ذلك من تمنياته القديمة اذ قال لي ( كنت اتمنى انني لو تعلمت اثناء طفولتي في مدرسة اونروا مع زملائي الفلسطينيين ابناء جيرتي لانني كنت اعلم من اهلي واهلهم كم كان مستوى تلك المدارس عاليا لكنها كانت فقط للفلسطينيين و نسبة قليلة جدا من غير الفلسطينيين ، و اهلي كانوا يفضلون ان اتعلم في مدرسة خاصة ، لكن اليوم للاسف تغيرت فكرتنا و معرفتنا بتلك المدارس و لاسباب عديدة و هناك امثلة كثيرة تبني ذلك ايضا لا مجال لذكرها هنا ، و تتسع الصحف و المجلات لنشرها و توثيقها ...) ، و للاسف الشديد لا يعمل حاليا القيمون على الاونروا بنفس الجدية السابقة و لا من يحاسبهم ايضا ، و هذا ما يشجع على العنف و التمادي بالتطاول على المدرسين من قبل تلامذتهم و يشجيع التمرد الطلابي على معلمينهم و معلماتهم و/ تهن ... بتهاون ايضا من قبل الاهالي و بتقاعس من قبل هيئات المجتمع المحلي الفلسطينية ، لكن للجميع نقول من اجل الاطفال و الاهالي ومجالس الاهل و مدراء المدارس والمعلمين و المعلمات ، و ليس من باب التباكي على الاطفال بحجة منع العنف عنهم و عنهن ، البنين منهم و البنات منهن ، و ضرورة الرأفة بهم و بهن ، أيكفي ما ذكرنها اعلاه مثلا ام نحتاج الى مزيد ؟؟! ...فلتكن التربية... ايها الجمع...بالحوار لا بالضرب و لا بسوء القرار .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى