السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤

الأردن: ارتفاع نسبة تحرش الأقارب بالأطفال!

عمان – طارق ديلواني

ظل الحديث عن القضايا الجنسية في المجتمع الأردني محرما ومن الأمور المسكوت
عنها إلى عهد قريب جدا حتى بدأ الموضوع يأخذ بعدا آخر يتعلق بأنماط التربية
والتأثيرات المستقبلية على الأسرة، ومن بينها قضية التحرش الجنسي والاعتداءات
الجنسية في محيط الأسرة الواحدة؛ إذ تجمع كافة الإحصائيات في هذا الجانب على أن
أغلب حالات الاعتداء أو التحرش الجنسي تتم من قبل أحد أفراد الأسرة.

الأرقام.. تتحدث!

1200 طفل أردني تعرضوا لـ"الاعتداء الجنسي والجسدي" منذ عام 1998 وحتى عام
2001.. ربما يكون هذا الرقم كبيرا ومخيفا مقارنة بعدد سكان الأردن القليل (5
ملايين نسمة). لكن هذه الإحصاءات تشير إلى ظاهرة اجتماعية أخلاقية سلبية آخذة
بالتزايد في مجتمع ما زال يوصف بأنه "محافظ".

والأرقام التي كشفتها إحصائية أردنية رسمية صادرة عام 2002 عن وحدة حماية
الأسرة التابعة لوزارة الداخلية تتحدث عن أن 44% من ضحايا الاغتصاب قاصرون..

وعن أكثر من 2000 قضية تم التعامل معها؛ حيث بلغت عام 2001 حوالي 465 قضية،
وعام 2000 حوالي 631 قضية وحالة، وعام 1999 حوالي 531 حالة، وعام 1998 حوالي
295.

أما الجناة فبلغ مجموعهم 1740 جانيا، 76% منهم بالغون، و24% منهم أطفال
"قاصرون".

الفئة العمرية دون 18 سنة هي أكثر الفئات العمرية تعرضا للإساءة، سواء كانت هذه
الإساءة جنسية أو جسدية، وكان غالبية الجناة في الاعتداءات من الذكور، خصوصا
الجنسية منها، وكان التحصيل العلمي عند غالبية الجناة والمجني عليهم دون
المتوسط.

والجزء الأكبر من الجناة من فئة العاطلين عن العمل، ثم من فئة ذوي الدخل
المحدود، بينما كان غالبية المجني عليهم من فئة الطلاب ثم من فئة بلا عمل.

وقد لوحظ ازدياد حجم هذه القضايا في المناطق الشعبية بشكل ملحوظ عنها في
المناطق المتوسطة والمناطق الغنية، وكان أغلب الجناة والمجني عليهم في
الاعتداءات الجنسية من فئة العازبين. وتميزت أسر الجناة والمجني عليهم بكبر عدد
أفرادها؛ إذ بلغ متوسط عدد أعضاء هذه الأسر 7 أفراد.

يذكر أن أعداد المجني عليهم الكلي خلال السنوات 1998 و1999 و2000 قد بلغت 1480
شخصا؛ حيث مثلت نسبة عدد الأطفال من العدد الكلي 81%..
وبلغ مجموع من تعرضوا
للاغتصاب 135 شخصا، 44% منهم من الأطفال، وجريمة الشروع بالاغتصاب طالت 50
شخصا، 50% منهم من الأطفال، وهتك العرض 921 شخصا، 88% منهم من الأطفال، وإيذاء
أطفال جسديا 236 طفلا.

أما عدد الجناة لذات الفترة فقد بلغ العدد الكلي للجناة 1740 شخصا مثّل عدد
الأطفال من هذا العدد نسبة 24%، وقد بلغ عدد الجناة في جريمة الاغتصاب 178
شخصا، 3% منهم من الأطفال، والشروع بالاغتصاب 65 شخصا، 3% منهم من الأطفال،
وهتك العرض 1159 شخصا، منهم 32% من الأطفال، ومواقعة أنثى 42 شخصا، منهم 4% من
الأطفال، والتشرد مثّل عدد الأطفال نسبة 100%، منهم حيث بلغ عددهم 4 أطفال.

الأسباب داخل الأسرة

تشير الباحثة الاجتماعية الأردنية "نادية بشناق" في دراسة حديثة لها إلى أن
أسباب العنف داخل الأسرة يرتبط بتدني الدخل بنسبة 55% وارتفاع الأسعار بنسبة
8%، وقلة التشاور والتسامح بنسبة 7%، وضعف فرص العمل 5%، والتفاوت الطبقي بنسبة
2%. وقد نظمت مديرية الأمن العام بالأردن ندوة بعنوان "نحو أسرة أردنية آمنة"
عام 2000 طرحت هذه القضية للبحث، ونوّهت إلى أن الرصد الدقيق لحالات العنف
والاعتداء على الأطفال والنساء غير ممكن؛ لأن القوانين المعمول بها حاليا تنص
على أنه لا يحق للمعلمين أو الاختصاصيين الاجتماعيين التقدم بالشكوى ضد إساءة
معاملة النساء والأطفال؛ فذلك حق الضحية وحده. واستعرض المشاركون في هذه الندوة
أشكال التهديدات والأخطار التي تمس الأسرة الأردنية وسلامتها، والوقوف على
الأسباب والدوافع لهذه الجرائم، وتوظيف الأفكار والأطروحات التي قدمتها الجهات
المختصة برعاية الأسرة والطفولة.

نصائح وتوجيهات!

وتشير الإخصائية الاجتماعية الأردنية "منى رواجفة" إلى جملة من السلوكيات
الخاطئة التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي اعتقادنا أنها لصالحه
مثل تحاشينا تذكيره للموقف الذي تعرض له. وتضيف السيدة منى: للأسف فإن الأسرة
إذا لمست تغيرا في سلوك الطفل وانعزالا أو حزنا فإنها تحاول إرضاءه بالهدايا،
وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه، بل إيهامه أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات
معينة، وإذا ذكر الطفل مثلا عبارات مثل "أنا لا أحب ابن عمي، أو حدد فلانا
بعينه" توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص
محدد في وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى الانعزال؟

وترى الإخصائية الاجتماعية أن الطفل يرفض أحيانا الذهاب إلى مكان الحدث مثلا
وتخطئ الأسرة حينما ترغمه على الذهاب، والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول
الأسرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الإحساس
بالأمان أو تخفف من شعوره بالذنب..."نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل إلى
كل أم وكل أب.. إلى الأسرة بألا نهمل رعاية الطفل النفسية".

وتضيف: "علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير سلوكه والتفتيش عن
السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده، وعلى الأسرة أن تمنح
الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون
على الأطفال وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسئولا، أحيانا يغضب الطفل ولا يستجيب
لمحاولات الأم لحثه على التعبير ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من
حلقه سوف تريحه مستقبلا".

الاستغلال الجنسي لماذا؟

يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة
عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد. ويمكن إجمال هذه الأسباب
ضمن تصنفين لبعض الباحثين والإخصائيين:

أولا: العوامل الديمغرافية، وهي:

العوامل الاجتماعية والعوامل السياسية والعوامل النفسية والعوامل الاقتصادية
والعوامل القانونية (وأهمها عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية
على المرأة والطفل، قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف، وعدم
وضوح بعض المفاهيم قانونيا)، الإساءة الجنسية... وغيرها، ووسائل الإعلام التي
تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية؛ ما
يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة؛ فالجرعات
الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية تجاهه.

ثانيا: عوامل الخطورة:

وتتضح في الآتي:

 عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء:

ويكون المسيء في الغالب شخصا قد أسيء إليه جسديا، أو عاطفيا، أو جنسيا، أو يكون
قد عانى من الإهمال وهو طفل.

 عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه/ إليها:

بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتمادا على
تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين (الإعاقة، المرض المزمن،
الانعزالي...إلخ). - عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة:

بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية،
الضغوطات المالية والوظيفية، الانعزال).

- عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط:

تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة
ليس كذلك في مجتمع آخر. (مفهوم العقاب الجسدي، القيم).

دلائل التحرش أو الإساءة الجنسية للأطفال:

 الدلائل الجسدية

 الدلائل السلوكية

 الدلائل النفسية

وهنا بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة
أو أزمة أيا كان نوعها:

- الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية):

صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض وأوجاع في الأعضاء التناسلية أو إفرازات أو
نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.

- الدلائل السلوكية:

الانطواء والانعزال. الانشغال الدائم بأحلام اليقظة وعدم النوم وكثرة الكوابيس
والأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، وعدم المشاركة في النشاطات المدرسية
والرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة.

تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه. عدم الثقة بالنفس والآخرين
والعدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية وتعذيب النفس. الرعب والقلق الدائم، وقد
تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.

- الدلائل النفسية:

تذكر عدة دراسات أن هناك عدة عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث
ينجذب الطفل شيئا فشيئا إلى الشذوذ الجنسي -كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض
الطفل لاعتداء جنسي؛ ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن
49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء
الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!.

عمان – طارق ديلواني

مشاركة منتدى

  • ما هو السبب
    السبب هو خطأ علمائنا وشيوخنا
    تباع القضية التالية
    www.nasabinislam.com
    شيء طبيعي أن ينتشر الزنا وزنا المحارم ما دام علماؤنا وشيوخنا باقون على ما هم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى