الخميس ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم سماح خليفة

أخشى...

أن أُكَّرَ ما تكرّرَ في كَرى الكابِدين
أن أُطِلَّ بِوَجدي من نافذتي المُتهالكة
أن أُفتّشَ عن نهرٍ فاضَ يوما في أورِدتي
أن أتناسى كيف انْحسرَ ذاتَ حنين
أن ألْقِيَ بانكِساراتي فوقَ ظِلّه
أن أفْرِغَ حقائبَ سفري على ضِفّته
أن أنْقُدَني وَجَعا في حَضرَةِ العرّافين
أن أُساوِمَ الرّيحَ في مخدَعي
أن تَخُنّي خُطُواتي في عَودَتي
أن أشْحَذَ سكّينَ الغيابِ على أسِنّةِ المَوت
أن أتهَجّى أولَ فصلٍ في ذاكِرَتي المُنهَكة
أن يُقيمَ قلبي صلواتِه على ضَريحِ الوَصل
أن أعيدَ ترتيبَ خساراتي وانتِصاراتي
أن أُغلِقَ بابَ حديقَتي خَلفي
أن أنْتِفَ زهرَ الياسَمين
أن أرْجُمَ شجرةَ أحلامي
ان أحفِرَ قبري بِمعاوِلَ قصائِدي
أن أحاكمَ نبضَ القلبِ في ليلِ آهاتي
أن أشنُقَ روحي على مِقصَلةِ النجاح
أن أنادي مَن كانَ حيّا ورحلَ دونَ وداعي
أن أُحصي ما فاتَني من شهدِ الأغاني
أن أغرقَ دونَ أن ألفِظَ أنفاسي على قاربِ العابدين
أن أُعدِمَ رضابَ نصفي في فيه الهالكين
ان أنعى آخرَ لقاءٍ رتّبَهُ القدرُ في منافي اللاجئين
أن أسْرِقَ الحُبَّ من حروفِ العاشِقين
أن أقْضِمَ فتاتَ القهرِ على أرْصِفَةِ الغادِرين
ان أُشهِرَ هُويّتي الصّفراءَ في وجهِ العابِثين
أن أبتلعَ لساني في حضرَةِ السّلاطين
أن أفقأ عيني حتى لا أشْهدَ قذارةَ المتخاذِلين
أن أغادِرَ دونَ أن أقتلِعَ كبدَ الحقيقةِ من أفواهِ المتواطِئين
أن يَنُزّني جُرحي صديدا في جسدٍ تماثلَ للعذاب
أن أإدَ بناتِ أفكاري
أن أكتبَ آخرَ فصلٍ في رِوايَتي
أن يجف مداد الحبر في محابر رغبتي
أن أهوي بِفَرحٍ فوقَ حُطامِ المُنتَحِرين
ان أحُرِّرَ شهادةَ ميلادِ موتِ أعضائي
أن أحملَ نَعشي فوقَ أكتافي
أن أُعلِنَ نبأَ وفاتي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى