الاثنين ٢١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم جميلة شحادة

أرجوه ميلادا جديداً، ومجيدا

الميلاد، ليس حدثا تاريخيا نُحييه كلَ سنة فحسب؛ وإنما علينا أن نعيشه كلَ يوم في السنة.

الميلاد بالنسبة لي، هو عندما نحافظ على الطفل في داخلنا مهما كبُرنا، ومهما تقدّم العمر بنا؛ فالطفل لا يكره، والطفل لا يحقّر، وهو لا يؤذي، ولا يُقصي مثيلَه لأنه مختلف عنه بالدين، أو اللون، أو العِرق.

الميلاد، هو المحبة، وهو السلام. الميلاد، هو المصالحة مع الناس والمصالحة مع الذات.

والميلاد، هو شعورنا بالسكينة في أعماقنا، وشعورنا بها في أرواحنا.

فهل نعيش هذه الأيام، الميلاد بمفهومه الذي ذكرتْ والعنف مستشري في كل ركن؟

فهل نعيش هذه الأيام، الميلاد بمفهومه الذي ذكرتْ وضحايا الحروب تعلو صرخات استغاثتها ولا مجيب لهذه الصرخات؟ فهل نعيش هذه الأيام، الميلاد بمفهومه الذي ذكرتْ وجرائم القتل طغت على مجتمعي فأودت بأكثر من مائة قتيل في أقل من سنة؟

فهل نعيش هذه الأيام، الميلاد بمفهومه الذي ذكرتْ وقد أصبح الابن يقتل أمه ويقتل أخاه؟

فهل نعيش هذه الأيام، الميلاد بمفهومه الذي ذكرتْ وقد أصبحنا ندين السارق لكسرة خبز ليُسكتْ بها جوعه، ونحني هامتنا لنحيّي سارقنا في وضح النهار؟

لكن العيد يظل فرصة للفرح، وبمناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام الذي سيحل علينا بعد أيام قليلة، فإني أتقدم من جميع المحتفلين به بأحلى الأمنيات وأصدقها، راجيةً لهم ولنا ولجميع البشر على كوكب الأرض، بأن يكون ميلادا مجيدا، وسعيدا، وأن يعود عليهم وعلى جميع البشر في العالم أجمع، بأحوال أفضل وأسعد، وقد تخلصت البشرية من عنفها وتيَهانها، وتخلصت من هرولتها خلف المادة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى