السبت ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
المطربة الفلسطينية عبير صنصور في حوار مع ديوان العرب في القاهرة:
بقلم مها أبو عين

أفضّل غناء التراث وأحب الدراما و الدعم مطلوب من الاعلام

الخطر يتهدد المرأة من الفيديو كليب

لا تفارقها ابتسامتها الجميلة وحلمها الاجمل بمستقبل أفضل لتتعانق زهرة الامل مع الاصرار على اثبات الذات رغم الصعاب والتحديات. انها الفنانة والمطربة عبير صنصور تلحمية الاصل نشأت في مدينة بيت لحم غنت منذ الصغر للوطن ومحمود درويش ذاع صيتها هناك بين مسارح الغناء والتمثيل . اما الان فتواصل طريقها الفني على الساحتين العربية والدولية من قلب مصر ام الدنيا التي قدمت اليها من اجل مواصلة العلم حيث حصلت على دبلوم عالي في الفنون الموسيقية واكبت خلاله مشوارها وطموحها بمزيد من المشاريع التي يعود الفضل فيها الى التصميم على الاستمرار بالنجاح في زمن يحتدم فيه الصراع الفني بين اجيال مختلفة تسعى كل منها الى البقاء والتربع على العرش . في القاهره وعلى هامش الاستعداد لعدة حفلات غنائية على المسارح المصرية كان هذا الحوار .

 الان ما تقييمك للمشهد العربي الغنائي عامة ؟

 تجري الخطى بشكل سريع جدا يفوق ما هو مطلوب لتختلط الامور ما بين الجيد والسيء فالساحة الغنائية تشهد يوميا أناس جدد الامر الذي يؤثر سلبا على من يتمتعون بأصالة الطرب ليرافق ذلك اعترافات من البعض بأن الهدف من اللجوء الى الغناء هو الاستعراض فقط . بالطبع لهذا كبير الاثر على الفن محدثا مزيدا من الاضرار . ومن ناحيتي افضل المحافظة على غناء التراث كمدرسة خاصة وعلى كل مطرب ان يمر بكافة مراحل الغناء بدءا من القديم الى الحديث الى ان تتكون له شخصيه ولون الخاص به .
 برأيك أين الان موقع جيلك من المطربين والمطربات وهل هناك مقارنة مع جيل الشباب الصغار ؟
 منهم من أثبت وجوده قبل أن تشهد الساحة موجة الشباب الصغار التي اشارت معها احدى الاحصائيات الى ان العام الماضي شهد ظهور 550 مطربا جديدا على المستوى العربي من ذلك الجيل الصغير .
 ما اسباب ذلك وهل تعتبرين ظهور هؤلاء الشباب ظاهرة فنية ؟
 نعم بالطبع هي ظاهرة للاسف سيئة هدفها التجارة فقط واساليبها ربما تعود الى الانفتاح الزائد او تقليد للغرب الذي هو مع الاسف الشديد ليس في الاتجاه الصحيح نأخذ منه ما هو سلبي فقط !
 ما المطلوب لدعم الفنان عربيا ؟
 لا بد من الالتقاء والتلاحم بين الفنانين العرب بشكل اوسع مما هو سائد الان للتحاور والنقاش في كثير من القضايا هناك من يهرب ويبتعد عن المواجهة في حين يجب مواصلة المشوار مهما كانت العقبات وعلى كل شخص ان يأخذ مكانه دون احداث فراغ قد يؤثر على مسيرة الفنانين جميعهم .
 على المستوى العربي هل وزارات الثقافة تدعم الفنانين ؟
 هناك دور ملحوظ وجيد خاصة في سبل تحقيق التواصل الثقافي . ففي عام 2004 سافرت الى مهرجان المسرح الصغير في ميلانو ومثلت مصر بمصاحبة الربابة والمزمار وقدمت مزيجا جمع بين اللون الصعيدي المصري والفلسطيني .
 هل المرأة تلقى دعما أكثر من الرجل في مجال الفن ؟
 لا فهما متساويان في الساحة الفنية والامر يتوقف فقط لكل منهما على مستوى الفن المقدم مع الاشارة الى ان المرأة حضورها اكثر .
 ما العوامل التي تثبت جدارة الفنان سواء للمرأة او الرجل ؟
 الموهبة اولا التي لا بد ان يرافقها الذكاء والتخطيط والاطلاع على كل مراحل الفن كما ذكرت سابقا. ولكن رغم ذلك نجد الساحة الان مليئة بأناس لا توجد لديها مواهب أصلا ليقدمون الفن اعتباطا بعيدا عن الاسلوب الخاص والطريق الصحيح وهم كثرة .
 ما مدى تأثير الفيديو كليبات على المرأة وما شروط الكليب الناجح والمطلوب ؟
 طبعا من نراه الان من فيديو كليبات فاضحة لصورة المراة تؤثر سلبا عليها وتجعل الخطر يتهددها . اما الشروط للكليب المطلوب والناجح فلا بد من توافر صفة الجيد لكل من الكلمات والالحان والاداء ومن جهتي أحب الدراما اكثر في الفيديو كليب .
 كيف تصفين دور الاعلام الان ؟
 انه يخدم من يرغبون بالظهور سريعا ولا بد له ان يدعم الفنان الملتزم .
اذن ما تعريفك للفن الملتزم وهل ما زال موجودا في هذا العصر ؟
طبعا موجود وهو الفن الذي يتمتع بقدرات ورسالة واضحة يظهر باحترام ويحترم جمهوره ايضا .
 ماذا بشأن المشهد الغنائي الفلسطيني الان كيف تصفينه ؟
 هناك اصوات جديدة وكوادر ممتازة لكن بجهود فردية والسبب يعود الى الاوضاع السياسية السائدة وعد الاهتمام بالفنان من قبل المؤسسات الامر الذي يؤدي الى هجرة الفنانين الى خارج الوطن لاثبات الشهرة .
 هل التحديات تتشابه بين داخل وخارج الوطن ؟
 ان الوضع اليومي في الداخل يعيق الحركة في العمل والدراسة علاوة الى ان الفنان يحتاج الى مصادر مادية لدعمه . خارج الوطن تواجه الفنان صعوبة التأقلم مع المجتمع في البداية لا سيما مدى استجابة الجمهور علاوة على ان الغربة صعبة في كل الاحوال .
 ماذا بشأن دور المراة الفلسطينية في الفن ؟
 لقد غزت الساحة وتواجدها اكثر من الرجل على المستوى الفني والاسباب تعود الى المجتمع الذي يدعمها كما ان الثقافة السائدة تشجعها وتساعدها .
 ماذا بشأن تجربتك الخاصة ؟
 بدات في بيت لحم ومنذ ايام الدراسة في المدرسة والجامعه حصلت على تشجيع الاهل وحينها اصبح لدي هدف انتشرت معه في مسارح فلسطين وأنشأت بعد التخرج فرقة صرخة عام 94 وواصلت المشوار بالمشاركة في مهرجانات محلية ودولية منها مهرجان فلسطين ورام الله الدوليين ومرج بن عامر والنبي صالح وترقوميا الى جانب مشاركتي في العديد من المراكز والمؤسسات الفنية والثقافية الاخرى . كما تعاونت مع مسارح الاطفال منها الحكواتي في مسرحية طيارة واطفال كمغنية وومثلة اضا مسرح عناد وسنابل ومثلت في مسلس الاخوة الغرباء الذي اتجته الفضائية الفلسطينية لعبت فيه دورا غنائيا ايضا وهو بالاصل مسلسل اجتماعي يحث الشباب على استثمار الجهود داخل الوطن وهو من بطولة الفنانين الاردنيين ربيع شهاب وعبير عيسى . بعد ذلك أنشات فرقة وانتقلت خارج فلسطين .
بشكل عام استفدت من تلك التجربة كان نوع من التحدي في ظل ظروف صعبة خاصة واني كنت لوحدي ادعم ذاتي ماديا .
 هل حققت حلمك الوطني هناك ؟
 نوعا ما نعم ولكني كنت اشعر بغربة حتى وانا داخل بلدي .
 لماذا ؟
 لكوني فنانة وانسانة معا فكوني فنانة شيء صعب على ذا ت الفنان .
 ما رأيك بتقبل المجتمع الفلسطيني للفن؟
 انه جيد وهناك من يقدر الفن يوجد وعي شديد خاصة وان الفن هناك مرتبط بالقضية السياسية الامر الذي يخدم الغنان اصلا .
 ماذا عن تجربتك خارج الوطن ؟
 اشعر الان ان العبء اكثر مطلوب مني ان اتماشى مع ما يطلبه الجمهور من اغاني خفيفة التي تعبر عني وعن تاريخي اما الاغاني الوطنية البحتة فهي ليست مطلوبة . الا اني اغني الان الالوان التي تجمع بين التراث والوطن واغاني خاصة بي . حيث اغني الان لشعراء مصريين امثال جمال بخيت , اشرف عامر, حمدي زيدان , ماجد يوسف , فؤاد حداد , كما كنت قد غنيت سابقا لادونيس من سوريا ويوسف عبد العزيز وغسان زقطان وسعود الاسدي وفدوى طوقان ومحمود درويش من فلسطين . أنتجت خلال ذلك شريط كاسيت حمل اسم تراثيات الى جانب اخر خاص بالاطفال بعنوان دنيا صغيرة تم انتاجهما بجهود خاصة وبالتعاون مع ملحنين وشعراء فلسطينييين.
 ما تقييمك لتجربة مصر ؟
 الى جانب مشاركاتي الدولية في ايطاليا والبحرين والاردن شا ركت
في حفلات كثيرة في مصر بدءا من دار الاوبرا التي احيت لي حفلات خاصة جمعت بين التراث والاغاني الخاصة وقدمت امسيات شعرية شاركت خلالها مع عدة شعراء منهم ادونيس وفؤاد حداد بالاشتراك مع الملح العراقي نصير شما . كما مثلت في المسلسل المصري ملح الارض من بطولة محمد صبحي واخراج خيري بشاره وأديت دور شخصية فلسطينية اسمها فدوى تغني وتبحث عن التراث . الى ذلك غنيت عددا من الاغاني الخاصة التي سأقدم بعضا منها في حفلة عيد الحب في فبراير القادم .
 ماذا عن مشاريعك الحالية والمستقبلية ؟
 أستعد لانتاج اسطوانه بالتعاون بين شعراء فلسطينيين ومصرييين تجمع بين التراث واللون الخاص بي الى جانب مشاركات قادمة في الفن خاصة وان اعمالا فنية تلفزيونية ومسرحية مصرية معروضة عليّ الان .

الخطر يتهدد المرأة من الفيديو كليب

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى