الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم عادل سالم

أنا المفتي !

سبحان الله ! ما أكذب هذا الرجل وما أشد خبثه ؟!

نجح للأسف في خداع الناس ، ويعتقد أن الله غفر له كل ذنوبه لمجرد أنه أعلن توبته وحج إلى بيت الله في مكة . صحيح إنه يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويشهد أن لا إله إلا الله ، لكن هل ذلك يكفي لقبول التوبة ؟؟

ماذا عن جرائمه السابقة ؟ يقال أن الشيخ محمد العراف أفتى له بأن توبته قبلت وأنها توبة نصوحة !!

هكذا يفتي الشيخ محمد ، وكيف له أن يعرف أن الله قبل توبته ؟ وكيف يقبلها من نصاب سرق أموال الناس المساكين سابقا ، ولم يعد لهم فلوسهم ؟ بعضهم لا زال حيا ، فكيف سيكون شعور الضحية عندما يعرف أن الشيخ أفتى لمن سرقه بقبول توبته دون أن يتنازل عما ارتكب بحقه ؟؟

أي شيخ وأي عراف هذا ؟ أشك بنزاهته ، أو أشك بسعة اطلاعه ، وبأسلوب أوضح لن أقبل فتواه التي تدل على جهله في الدين وتبيح ارتكاب المحظورات .
لا يهمني إن تاب المدعو صالح العريان أم لا ، كل ما يهمني أن ما سرقه مني يجب أن يعود لي مع الأرباح التي جناها جراء تشغيل أموالي . وبعد ذلك يمكنه أن يعلن توبته .

لن يخدعني هذا الرجل بإقامته الصلاته التي يحاول أن يتقرب من الناس بها بعد ما عرفوه عنه من ارتكاب للمعاصي .

يبدو أن الناس لا يهمها سوى المظاهر ، والألقاب والقوة والنفوذ والمال حتى لو سرق الناس أمام أعينهم .

لم لا ألم ير الناس كيف كان حاكم يأتي وحاكم يذهب ، فيصفقون للجديد وكانوا يصفقون للقديم قبله ؟

لكن كيف يغفر الله للمجرمين جرائمهم لمجرد أن يعلنوا توبتهم ؟ أليس في ذلك تشجيعا لارتكاب المعاصي ، فكل مواطن يمكنه أن يسرق وينهب ثم يتوب عندما يبلغ سن الخمسين ، أليس كذلك ؟ سيقول لي قائل لكن ذلك ليس توبة نصوحة بل خداع ، لكن ما الفرق بالنسبة لي ؟

أفهم أن المجرم قد يخفف عنه العقاب ، وأعلم أن الله قد يعفو عن بعض المجرمين لكن كيف يعفو الله عن مواطن سرقني دون أن يعيد لي أموالي ؟ ستقول لي أن الله سيمنحني بدلا منها حسنات يوم القيامة ؟ وماذا عن أطفالي الذين جاعوا بعد أن سرق هذا الوغد أموالي ؟ ماذا عن الآخرين الذين كانوا ضحاياه ؟؟
كيف لي أن أصدق أن هذا المجرم الذي سينعم بأموالي وأموال غيري في الدنيا سيعفو عنه الله في الآخرة لأنه حج البيت ؟ من قال هذا الكلام ؟

أنا لا أصدق مثل ذلك الشيخ الجاهل الذي يصدر فتاواه يمينا وشمالا يتوهم أنه يهدي بذلك هؤلاء المجرمين للدين مع أنه بذلك يدفع بآخرين للانحراف ؟؟ والتخلي عن الدين !!
لا تفهموني غلط يا جماعة لكن لن أتنازل عن حقي لأن شيخا أفتى بقبول توبة كاذبة ، تسألونني كيف عرفت أنها توبة كاذبة ، حسنا لسبب بسيط جدا وهو أنني وغيري من الضحايا لم نأخذ حقنا ويجب أن نأخذه .

هذا الرجل لم يكتف فقط بأنه لطش أموالي ولكنه أيضا كان يتعاطى المخدرات مع شلة الأنس بها والآن أصبح كل يوم جمعة يذهب للصلاة في المسجد الأقصى لينال من الثواب أجرا كبيرا .

هذا الرجل خان زوجته عشرات المرات ، لا بل كان لا يحلو له الدعارة إلا مع خمسة نساء مرة واحدة يشتريهن بأمواله ويستغل حاجتهن للفلوس ليشبع بهن رغباته ونهمه الجنسي المتخلف ، وعندما كان أصدقاؤه يسألونه عن ذلك يقول أن الله لا يغفر أن يشرك به شيئا لكنه يغفر دون ذلك لمن يشاء ، وكأنه بهذا الحديث يبرر كل نزواته ومعاصيه ، ألم أقل لكم بأن أمثال الشيخ محمد هم الذين يفسدون الناس .

بعض الناس تسرق لتأكل ، لكن صالح كان يسرق ليزيد ثراء بعد ثراء ، حتى إذا أصبح من أغنياء البلد أصبحت نادرا ما تجد من يشير إلى جرائمه ، ربما لأنهم نسوا الماضي ، أو لأنهم يتوهمون أن الله غفر له لأنهم يسمعون عن تبرعاته لبناء جامع في البلد أو لتبرعاته لدور الأيتام ... إلخ ، وربما سكتوا لأن مصالحهم تتطلب أن يسكتوا ويكونوا مع التيار ؟؟

لا أدري لماذا أنقم على الشيخ محمد وأطالب بمحاكمة هؤلاء الشيوخ ، أنا شخصيا لن أوافق على ما أفتى به بخصوص توبة صالح ، وكونه يلبس عمامة لا يعني أنه يفهم الدين أكثر مني ، لا أحد بإمكانه إقناعي أن التوبة تقبل من لص حتى يعيد ما سرقه ويعوض ضحاياه عما حل بهم جراء جرائمه .

صحيح أنني لست رجل دين أو عالما لكنني لست أقل منهم علما ، فأنا الضحية نفسها أعلن لكم بكل صدق أن الله لن يغفر للصوص والمجرمين جرائمهم مهما تابوا حتى يعاقبوا بما ارتكبوه .

إن الله سيخفف عذابه عن الذين تابوا وأعادوا ما سرقوه للناس ولن تقبل توبه لص ما زال ينعم بأموال سرقها . هذه فتواي فلتأخذ عني وأنا مسؤول عنها يوم القيامة .

اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد .

تنويه : القصص التي تنشر على لسان الكاتب لا يعني أنه هو بطلها إلا إن كانت سيرة ذاتية وخاصة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى