السبت ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٨
بقلم سماح خليفة

أنا مسلمة وقلبي دليلي

لم أعتقد يوما وأنا طفلة أننا كمسلمين يمكن أن ننتمي لمذاهب فقهية مختلفة تندرج تحت مظلة الإسلام، كل ما عرفته وآمنت به أننا كمسلمين متشابهين لا اختلاف بيننا، حتى قامت ست ساجدة مدرسة التربية الإسلامية بالتقديم لدرس المذاهب الفقهية الأربعة في نهاية الحصة السابقة لهذا الدرس من أجل أن تدفعنا لتحضير الدرس اللاحق والاضطلاع عليه قبل موعد الحصة القادمة.

أذكر الموقف المحرج الذي تلبسني عندما طرحت علي المعلمة هذا السؤال: لأي مذهب تنتمين يا سماح؟، نظرت إليها متفاجئة ومستنكرة لسؤالها: الإسلام، ألسنا جميعا مسلمين؟!، أجابتني مبتسمة: طبعا مسلمون ولكني سألتك عن مذهبك وليس ديانتك. ثم التفتت إلى زميلاتي وهي تطرح نفس السؤال ولا مجيب، بل بدت الدهشة على وجوه زميلاتي، لحظات حتى دق الجرس معلنا نهاية الدوام فأردفت المعلمة: واجب مطلوب من كل طالبة ان تسأل والديها عن المذهب الذي تتبعه عائلتها.

هرع جميعنا إلى بيوتنا ونحن نتساءل: ما المذهب الذي أتبعه؟ وهل يمكن ان يختلف عن مذهب زميلتي؟

ما إن وصلت البيت حتى قذفت حقيبتي على الأريكة وهرعت إلى أختي أسألها: ما المذهب الذي نتبعه؟

لا أعلم.

انتقلت إلى أمي أخي كل من في البيت، والكل ذات الإجابة: "ما بعرف".

والدي كان خارج البيت، طال انتظاري له حتى حضر متأخرا، وكنت قد نسيت الموضوع وسرقتني متعة اللعب مع أخواتي"لص حاكم جلاد"، تذكرت الموضوع صباحا بعد أن فاجأني حوار محتدم بين زميلاتي.

: احنا على المذهب الحنبلي

: احنا الحنفي

: الحنبلي أحسن

: بالله الحنفي

فجأة التفتن إلي ورمينني بسهم السؤال الذي أخطأني: وانت يا سماح على أي مذهب؟
أجبتهن بثقة: ولا على أي مذهب، أنا مسلمة وقلبي دليلي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى