الاثنين ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم سلوى أبو مدين

أهازيج الوجع

وجه متجهم يتكوّم دفعة واحدة أمام كرسي عريض .
طبيب يحمل في وجهه كل معاناة البشر ينظر ملياً إليه .
يسأل بنبرة حادة ؟
ماذا يؤلمك ؟
يشير المريض بيده إلى قلبهِ !
علامات تعجب تبدو على وجهِ الطبيب !
يطلب منه الاستلقاء فوق السرير
يكشف عليه بتؤدة وتروٍ .
تزداد الحيرة والتعجب ، يقطب حاجبيه !
يسأله عن اسمه وعمره ؟
المريض ينظر ولا يجيب .
كم هي مفاجأة للطبيب !
المريض أصم لا يسمع !
كيف يشرح له حالته ؟
يحضر ملفاً ويكتب فيه التقرير التالي : هناك كثير من التصدعاتِ والشقوقِ التي علت القلب ، نتوءات نتيجة الظلم والطغيان والجور !
مشاعر تلتهب من الألمِ ، قتلى ، وجوعى ، وجرحى .
قلبٌ متعب متهالك نتيجة مفترسي الكرامة !
أشار الطبيب للمريض بيده أنه سيصف له علاجاً يريحه من معاناتهِ .
ابتسم المريض وعلت وجهه ابتسامة خفية ، أشار برأسه دليل موافقة .
كتب له في الوصفة ، ستموت العاطفة من قلبك .. ستفقد الإحساس بالآخرين !
ستشيح بوجهك عندما ترى أجساد الصغار مزروعة بين الأطلال .
سترى الجثث ملقاة على جانبي الطريق ، وستتابع طريقك خائفاً على حذائك من الاتساخ .
سترى الأطلال والبيوت تُهدم أمامك ، وتفكر كيف تقتني بيتاً أرحب !
وبعد أن أنهى الطبيب وصفة العلاج قدَّمها إلى مريضه . الذي أمسك بها ونظر إليها بامتعاض شديد ، ثم مزَّقها وألقى بها .. وخرج يحمل أثقالاً من التصدّع التي غرزت أنيابها في قلبه ولا يعلم إلى أين ستقوده آلامه وأحزانه !؟

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى