الأحد ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم صالح أحمد كناعنة

أوجاعُ الغِياب

همسُ عَينَيكِ امتِدادُ الأهِ في عُمقِ الغِياب
سافري في مدِّ أعصابي وكوني لي امتدادًا...
تهدأ الأشواقُ في فصلِ العِتاب.
كانتِشارِ الضوءِ في الصُّبحِ المُسَجّى؛
يَحتَويني بَردُ عينَيكِ لأمضي في تَجاعيدِ الحَياة.
فَوقَ نَحري تَتَهاوى همَساتُ الشّوقِ مِن صَمتِ الشِّفاه.
سافِري في ليلِ إحساسي لعَلّي...
أدرِكُ المَخبوءَ من قَهري...
وأصحو مِن ترانيم الشَّتات.
عَلِّميني: كيفَ يَهوي نَجمُ سَعدي..
وأنا حولي حُشودُ الكَلِمات!
أرشديني: كيفَ أستَرجِعُ وَعيي..
كلّما أبحرتُ في عينَيكِ أستَلهِمُ مَوّالًا جَديدا!
أو تَناهَيتُ لأهديكِ مُناجاتي إذا ما اختَنَق النّايُ وصارَت..
نَغمَةُ الإحساسِ ظِل!
وانتَبَهنا مِن سُدى الحُبِّ البديهيِّ المُعَرّى بالرّجاء.
هَمسُ عينَيكِ امتِدادُ الأفقِ مِن وَعيي إلى بوّابَةِ الفَجرِ العَتيق.
فامخُري في صيفِ وجداني لَعَلَّ الموجَ يَستَيقِظُ مِن غَيمِ الغَريق...
ويفيقُ المَطَرُ المَنسيُّ في بوابَةِ المَنفى، ويهتَزُّ الطَّريق.
هَمسُ عينَيكِ وهذا اللّيلُ موّالُ اغتِراب.
كلّما غامَرتُ كي ألقاكِ يَنزاحُ الشُّروق.
سافَرَ المَوّالُ في عَينَي حبيبي،
وهو يخشى أن يُفيق!
أيُّهذا اللّيلُ مَن أهداكَ لونَ الرّيحِ مِن جُرحي العميق؟
ودَمي المُلتاعِ مِن أسرارِ إنساني.. ومفتونِ البَريق!
فاحَ مِنهُ العُذرُ، وانسابَت مَعَ العَتْماتِ أوهامي...
ليستَشري صدى قَحطِ الأساطيرِ المُحيق.
أيُّهذا الصّمتُ يا موتَ البَريق!
ما احتَضَنتُ الحُبَّ كي أبقى أناجي
في غيابي سرَّ أوجاعِ الغِياب.
ويصيرَ اللأفقُ هَمسًا مِن عُيونٍ لا تَراني؛
مُذ أوى شَوقي إلى فَصلٍ تَناهى بي؛
لتُمسي لَهفَتي عُمرَ السَّراب!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى