الاثنين ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢١
بقلم عبد الجبار الحمدي

أوراق متطايرة

جلباب مهلهل مثل أيامه، شعر أشعث متشابك يكاد يكون كفروه خروف، وجه ضاعت ملامحه بذقن وسواد وجه.... يدفع بنفسه ضد الرياح التي قلبت كيانه رأسا على عقب، أسقطته فتطايرت الأوراق التي يمسك بها وهو يصرخ.... اللعنة ما بك تدفعين بي أولستِ ممن باركتي حوله؟؟ اولستِ احد الذين عمدتهم بالماء المقدس؟ أولستِ من الذين سجدوا لللات وهبل، اولستِ ممن باعوا دينهم بمثاقيل بعر ركبان صحراء؟ اولستِ ممن عتقوا الخمر أربعين ليلة ليسكروا ألسنة تتهجد بالحق؟ أولستُ انا النمرود؟ أولستُ من طغى وتجبر؟ أنا العار الذي لا يمحى، أنا الغراب الذي وارى سؤته، أنا الذي خلسة ركبت سفينة نوح وخلسة سقت النوائب حيث سوح الموت، هيا لا تدفعي بضميرك الذي أدخلته زنزانة الرعب ثم بالت عليه ضباع ممردة فخانته وجوه ذات لحى وتدين، عبثا تحاولين سأذهب حيث أريد، سافضح ما كتبت من تأريخ ملوث عنكم، فأنا مثل المهماتا أحب القتال ولكن بسلام، أحب القول ولكن بالإشارة كالأخرس، سأصعد المسرح أمثل دور هاملت، سأرسم الجيكوندا بشكل غير الذي يعرفون سأتصيدهم ولكن ليس بالماء العكر بل بالنتن وآسن المستنقعات كما هي مستنقعاتكم، سأحكي للأطفال قصة علي بابا والألف حرامي، سأختصر ليالي شهرزاد الى يوم واحد فقط.... ستجنون بعدها التصفيق على قفاكم، سيتصدر عرضي المسرحي دور العبادة، سينال مني أصحاب المنابر، يستعرضون بعدها قصة فرعون وقصة أهل الكهف، سيجعلون فرعون ربا كما ربهم الادنى، سيطبقون على موسى الجبل كما اطبقوا البئر على يوسف، سينالون من ابراهيم حين قال لربه ارني كيف تحيي الموتى...

فقال له الله أولم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي... سيشككون بمحمد بأنه مجنون وساذج، لا يسمعون الى الله قولا... سيبحثون عن التحشيش في زمن الحديث من خلال النافذة الالكترونية ذات الألف ألف وجه، كل سيفتح النار على من لا يراه ولا يعجبه، سيسقطون الحقيقة لأن تكون بائعة هوى، سيلبسون الدين عباءة متلونة الميول، ينتقصون منه بعد ان أكمله الله على يد رسوله الكريم، سيعيدون احاديث خلت من مصداقيتها فبالت عليها الثعالب وأدخلتها جحور الريبة، يصرخون وجعا حتى صاروا كمن ينتفف شعر ابطه وهو يعلم معاناته، يلوكون البعر على انه دواء لعسر فكر متحجر، يشربون البول على أنه شفاء للشك والفساد، يبيحون الرذيلة واللواط على انه جهاد دنيوي، يُشَرِعون على الله ما لم ينزل به من سلطان على لسان رسوله، أني سأصعد المسرح سأقرأ من اوراقي سطور كنتم قد بعتموها في حمامات سونا، طويتموها كسيكار الهافانا على افخاذ ممردة وانتم ممدين تنالون المساج على أيدي تمرغ أعضائكم تعيشون الرغبة في خيالكم فنسيتم ان الدنيا دار لهو ولعب أتراكم تلعبون وتلهون؟؟

الرياح قاسية، الوصول الى ناصية المسرح صعبة، فنقاط التفتيش على الورق تنصب شباكها، علامات الاستفهام كثيرة والتعجب أكثر... هيه أنت ماذا بيدك؟؟؟ أهذا ورق؟؟

أجل يا سيدي أنه ورق استخدمة كي أمسح به مؤخرة الاستاذ، فكما تعلم نحن في زمن امسح مؤخرة الاستاذ تكون سالما بعيدا عن شر العباد... فكما ترى انا من فقراء هذه الامة التي رامها الخراب وبعدت عن الصواب إلا ما يقوله الاستاذ صاحب الباب العالي اللبلاب... أم تراك لا تعرف أني من الحاشية التابعين حيث الجاثية؟ فإن كنت لا تعرف فتلك مسألة صعبة وقد قسمت احوالنا قسمة ضيزى....

يكفي إذهب من هنا الى الجحيم بمؤخرتك وأوراقك

سارعت في الخطى اتعفر بالتراب كأني اريد ان ابدأ في خلق نفسي من جديد، كل ما ينقصني الماء فكلنا خلقنا من تراب ولكن أين الماء المهين؟ من يجود بماءه وقد بيع في صالات العهر، لعلي ابحث عن شيطان شارد أمسد له ذكره، أداعبه كي يُمني على التراب الذي اريد، فنحن لاشك أفراخ لقطاء جيء بهم في زمن الضياع، باغت ابليسهم الكبير فراغ في رحم صدأ أزاح كل مقومات الإنسانية، أزاح الحلال وأولد الحرام، كتب كل شيء في سطر واحد لأغوينهم اجمعين... إلا عبادك المخلصين... وتلك الفئة من أمة إندثرت, وإن راغ البعض بأنفسهم، فمسحوا الحقيقة، أورثوا البغضاء والنميمة حرفوا الكلم وأجادوا الكتابة بلغة بريل...

يا من كنتم لا تسمعون الخطاب، جئتكم بالحقيقة التي لا تعرفون، سأقرأ عليكم نبا لم تسمعوا مثله وعنه من قبل، ستراودكم الشكوك، ستصدمون بأنكم أولاد حرام، اغلبكم هو من تلك الفصيلة، فموروثات الجينية تناقلت مثل الوباء الذي يترصد بكم.... سيتطور أكثر من فيروس جائحة كورونا... إنه أوميكرون الجديد سيلبس العقال والنعال... سيعيد صياغة البقاء سيدمر هاماتكم.... أقصد هامات الفقراء الرعية التي تجري وراء الراعي الباغي، سيتخذون منكم جذم للنار المقدسة التي يعبدون، سيطحنون بالرحى عباداتكم وربكم الذي تعبدون، سيمزقون راية تؤمنون بها، سيرسمون خارطة طريق جديدة... سيخرج إليكم الاعور الدجال بكوفية وعقال ومن خلفه مسيلمة الكذاب صاحب الطبل والمزمار... سيغرد كما المغردون الجدد، عالمكم عالم الضياع فهبوا الى وادي جهنم حيث يناديكم السامري بعجله الجديد بأن الحياة فناء والبقاء للأقوياء، فأمسكوا أكفانكم فكلكم ستولدون من جديد في عالم من ورق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى