الأحد ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠
بقلم مكرم رشيد الطالباني

إبن آوى

بقلم: محمد رشيد فتاح

ترجمة: مكرم رشيد الطالباني

نشيد الفوز

ما أنشطك وأذكاك يا دارا الصغير! أتذكر حين كنت في الصف الاول الإبتدائي؟!.. ذلك اليوم الذي رفعت فيه أصبعك في الدرس الثالث، وقلت:( ـ أستاذ هل تأذن لي بالذهاب لشرب الماء !).

وقد سمحت لك بذلك، حين همت تقوم بفتح باب الصف، أمعنت النظر فيك، كان الباب قد أنغلق لدرجة لم تكن لتستطيع فتحه وكان ضعفك وقوته في صراع مرير، كنتَ صامداً، ولم تطلب العون من أحد، فأعتمدت على نفسك فقط، فجعلت الباب يهتز، كنتُ أنظر إليك فأنفتح الباب أمامك بعد فترة، حينها هبت نسائم هواء أزمر مصطدماً بوجنتيك، ففتحت ذراعيك، وأنطلقت كطير حر، وبدأت تنشد!

إبن آوى

إبن آوى لماذا مددت قوائمك الأربعة هكذا بحزن عند ضفة جدول جقان ؟! فإن شاهدك أي شخص هكذا يطن في الحال إنك قد تبتَ !.. إني أعرفك ما زلت إبن آوى الزمن الماضي!! من المحتمل إنك الآن تفكر في إيجاد حالة جديدة!

ألم تظهر حيلك بالأمس وما قبله لبني جنسك؟! ألم تفتضح؟ ألم يميطوا اللثام عن وجهك ؟! ها إني أمعن فيك النظر.. لا أعرف ماذا تفعل اليوم ؟.. كيف تتصرف ؟! كيف تغير نفسك مع تغير العصر؟.

كنت انظر إليك، قمت من مكانك، بدأت تسير رويداً رويداً، كنت تمضي وأنا أتبعك، عرجت على دكان صباغ فغمست جسمك في جرة من الصبغ الأزرق، حين خرجت كان مظهرك قد تغير، لدرجة كدت ألا أتعرف عليك! وقتها بدرت منك إبتسامة فأسقطت اوراق حزنك، فأنطلقت بهمة ورفعة وذيل مرفوع تدلف صفوف بني جنسك!.

فأستقبلوك ببساطة ،وكنت تسير بينهم بكبرياء، وتسمعهم كلاماً عظيماً، وكنت تردد:
ـ ألم يكفي، حمداً لله، فإن الناس يخدعهم المظاهر حتى الآن، إنهم لا يتعرفون على المضمون ولا يهتمون به!!

الليل

ها قد هل الليل، جعلك الظلام ترتبك! لماذا تتسلق عمود الكهرباء هكذا؟ إلى أي مكان تبغي الوصول؟! حين قلت : أبغي الوصول إلى السماء! ضحكت، تراجعت، ضحكت وأندهشت! كنت أراك تقضي الليل صعوداً نزولاً، فصمدت حتى الفجر، كنت تردد: (هل بقي المزيد للوصول إلى السماء؟!) رأيت بعيون ناعسة، أحترقت في الأعالي، فصدمتك قوة الطاقة الكهربائية، ولم تصل للسماء، لو كنت تبغي ذلك، فإنك كنت ستصل بسرعة إلى السطح!! لكنك لم تكن تصل بذلك الشكل إلى السماء !!

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى